د. رؤف كدوانى : القيادة الناجحة “أسلوب تعامل” وفن من فنون الإدارة

القيادة الجيدة مزيجاً من قوة الحسم .. والقدرة على الإقناع والتأثير على الآخرين

في يوم 23 أكتوبر، 2022 | بتوقيت 3:46 م

كتبت: شيرين محمد

أكد د. رءوف الكدواني رئيس مجلس إدارة شركة تنمية للتأجير التمويلي والخبير المصرفى أنه قد يلاحظ بعض المديرين تقصيرا من مرءوسيهم في أداء مهامهم على الوجه الأكمل ، وقد لا يتمكنوا من تحديد أسباب هذاالتقصير أو حتى من توجيههم نحو الأداء الأفضل. فقد يكون من أسباب هذا التقصير تقصيرا في أداء المدير نفسه من حيث أسلوب القيادة. فالقيادة أسلوب يندرج ضمن فنون الإدارة ربما يفتقده الكثير من الرؤوساء التنفيذيين. إن القيادة الجيدة هي مزيجاً من قوة الحسم والحزم من ناحية والقدرة على الإقناع والتأثير على الآخرين من ناحية أخرى..
أما قوة الحزم والحسم فمصدرها هى الثقة بالنفس والقدرة على تسيير الأمور في وقت الرخاء ووقت الشدة.كما أن الحزم يحتاج إلى إصرار حيث يسعى القائد إلى أن يكون قدوة ويصر أن يصل هو ومن معه إلى الأهداف التي قاموا بالتخطيط لها. أما القدرة على الإقناع والتأثير على الآخرين فتشمل قبولهم لشخصه ورغبتهم في التعامل معه وإيمانهم بقدراته على إدارة المؤسسة..
واشار إلى أن ذلك قد يتطلب شخصية ذات كاريزما خاصة لخلق تفاعلات إيجابية ومهارات الإتصال التي تتضمن فهم مشاعر الآخرين والقدرة على إداراتها وتوجيها. إن الجمع بين هاتين الصفتين الرئيسيتين هو سر نجاح القائد المتميز. هذا وقد يحتاج القائد إلى أن يغير أسلوب تعامله أكثر من مرة في اليوم الواحد. فقد تجده في الإجتماع الأول من اليوم يملي على المرءوسين الخطط والرؤية المستقبلية لتطوير النشاط ودعم الربحية في لهجة يميزها الحسم والحزم والثقة بالنفس. وفي إجتماع لاحق تجده يجلس في صفوف الزملاء والمرءوسين يستمع إلى آرائهم ومشاكلهم ويطرح عليهم الأسئلة التي تمكنه من الحصول على المعلومات التي تساعده في تكوين آرائه وتدعم خططه في إدارة المؤسسة..

فإذا أردت أن تحقق هذا المزيج بين هاتين الصفتين عليك أولاً أن تتعرف على قدراتك القيادية لتحدد مدى نجاحك في تحقيق ذلك وهو ما يمكن الوصول إليه من خلال ما يشعر به المحيطين بك نحو أسلوب قيادتك..

وهناك مؤشرات يمكن أن تؤدي بك الى معرفة الحقيقة فقد تصل إليك رسائل من مصادر مختلفة مباشرة أو غير مباشرة بانك ناجح في القيام بتواصل مستمر مع الجميع أو زرعت بداخلهم حب العمل كفريق وهو ما يمكن أن يعكس أنك تتمتع بشخصية جذابة ولها كاريزما خاصة تمكنك من التأثير على الغير وإقناعهم بما تريد..

من ناحية أخرى قد تصلك رسائل أخرى مباشرة أو غير مباشرة بأنك لا تستمع إلى آراءالناس وليس لديك الوقت للإستماع لمشاكلهم وأنك لا ترحب بالنقد أو بتغيير اللوائح المنظمة للعمل ، كما لا يروق لك مناقشة التعليمات المكتوبةوهو مايعكس حب التسلط والإنفراد بالقرارات ولاتؤهل القائد إلى إدارة المؤسسة بحرفية وكفاءة نحو ما تصبو إليه من نجاحات وربحية. فالحسم والحزم ينبغي أن يمتزجا بقدرات قيادية تؤثر على الجميع وتجعلهم يعملون بروح الفريق..

هذا وقد يكون من المناسب أن يلجأ القائد إلى التشاور مع من لديه خبرات إدارية للوقوف على مراكز القوة والضعف في صفاته القيادية..

ومن أمثلة ذلك في شركة مالية كبرى بالولايات المتحدة الأمريكيةحيث كان المدير التنفيذي يميل إلى إستخدام القوة المفرطة والسلطة بدون أي عناصر جاذبة للحوار معه. وعندما لاحظ عدم إقبال العاملين على التعامل معه وتراجع في نشاط أعمال الشركة قام بالتشاور مع خبراءالإدارة. ثم كانت هذه مرحلة تحول في قيادته ليتحول من عناصر النفوذ إلى عناصر جاذبة لشخصه. فقد كان عليه ألا يقاطع زملائه وألا يقحم نفسه بشكل متسلط في المناقشات. كان عليه أيضا ألا ينقل آرائه وأفكاره إلا بعد أن يطرح الأسئلة التى تعكس إهتمامه بآراء مرؤوسيه مؤمنا بأن ما قد يصل إليه من أفكار هى نتيجة مشاركة زملائه في الحوار. كما أصبح حريصاً على إستخدام مفردات جديدة في الحوار فبدلاً من إستخدام لغة مثل “أنا أرى” تم إستبدالها بلغة مثل “قد يكون مناسباً أن نتجه نحو هذا الرأي”. وأخيراً بدأ ينصت باهتمام مستخدماً لغة الجسد التى تزيد من القدرة على إدارة الناس وتحسين التواصل معهم من خلال التركيز على المتكلم وإعطائه الشعور بالإحترام والتقدير..

ويرى د. رؤف كدوانى إن الشخصية القيادية الناجحة هى التي تستطيع أن تجمع مرءوسيها حولها نحو تحقيق أهداف المؤسسة. هى فن معاملة الطبيعة البشرية وربما فن التأثير على الأنماط السلوكية المختلفة لتضمن بذلك طاعتهم وثقتهم واحترامهم وتعاونهم. إن القيادة الناجحة “أسلوب تعامل” وهو فن من فنون الإدارة