بدء إنشاء و تشغيل مفاعل مصر النووى يعزز الأثر التنموى لأهل مطروح و الضبعة
في يوم 29 أبريل، 2021 | بتوقيت 2:43 ص
كتبت: شيرين سامى
من المعروف فى جميع دول العالم ، أن النهضة التنموية تنشأ فى محيط المشروعات الكبرى، و هو ما صاحب عملية البدء فى اِنشاء و تجهيز ، ثم تشغيل مفاعل الضبعة ، الذى ستشرع شركة روس أتوم الروسية فى انشاؤه ، طبقاً لتعاقدها مع مصر لإنشاء أربع وحدات طاقة بمنطقة الضبعة ، هذا ما أكدته ” روس أتوم ” خلال مهرجان العلوم لعام 2021 .
و ذكرت ، أن مشروع الضبعة لا يهدف إلى توليد الطاقة النظيفة فحسب، بل إنه يشكل عنصرا محفزا لتحسين حياة سكان المنطقة وتنمية محافظة مطروح، لا سيما في مجالات الزراعة والاقتصاد والسياحة والخدمات الصحية والتعليمية المصاحبة ، حيث أشارت إلى من المخطط الإعداد للبنية التحتية الضرورية بأكملها قبل إتمام مشروع بناء محطة الطاقة النووية.
و أفادت ” روس أتوم ” ، أن مشروع المحطة النووية بالضبعة ، سيؤدى إلى توليد الكهرباء و من ثم ، تنمية منطقة الضبعة و إحداث رواج اقتصادي بالمنطقة ، من خلال ” فتح اسواق جديدة اثناء عمليات الانشاء والتشغيل – الاستفادة من بناء العديد من الاسواق التجارية لتوفير احتياجات العاملين بالمشروع ولسكان مدينة الضبعة -الاستفادة من تطوير البنية التحتية من مرافق مياه وكهرباء وطرق واتصالات – الاستفادة من تطوير الخدمات الصحية (مستشفيات متطورة – خدمات اسعاف …) والتعليمية (مدارس فنية متطورة – واقسام جامعية) وذلك بشهادة خبراء طاقة نووين واقتصاديين متخصصين” .
و اشارت ، إلى أنه يمكن استخدام الطاقة النووية وتقنياتها في عدة مجالات بجانب توليد الكهرباء، مثل ، (الزراعة ، الغذاء ،الطب ، استكشاف الفضاء، و تحلية المياه ، – و هي “عملية إزالة الملح من مياه البحر المالحة لجعل الماء صالحًا للشرب” ) – ، و لكن هذه العملية تتطلب كميات كبيرة من الطاقة ، بينما تستطيع المنشآت النووية توفير الطاقة التي تحتاجها محطات التحلية لتوفير مياه عذبة صالحة للشرب.
و لفتت ” روس أتوم ” ، إلى أن الطاقة النووية تمتاز بالمأمونية وثبات سعر الطاقة الكهربية المنتجة وتنافسيتها ، بالإضافة إلى عدم تأثرها بالتقلبات السريعة والحادة التي ربما تنشأ في مصادر الطاقة الأخرى.
و أضافت ، ان الطاقة النووية أحد المصادر الهامة لسد الاحتياجات المتزايدة من الطاقة الكهربائية اللازمة لخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية نظرا لتنافسيتها الاقتصادية العالية ، مشيرة إلى أن مشروع محطة الضبعة النووية من شأنه أن يعود بالعديد من الفوائد الإستراتيجية .
تبعد المسافة من مدينة الضبعة إلى مدينه مرسى مطروح حوالى 165 كم، حيث تعتبر مرسى مطروح هى المدينة الرئيسية و مقر المحافظة التى تنتمى الضبعة اليها ، و من المعروف أن المساحة بين مدينتي العلمين والضبعة ، وكذلك بين الضبعة ومدينة مطروح ، يغلب عليها الطابع الصحراوي من ناحية الطبيعة الجغرافية ، وفي هذا الصدد، اشارت ” روس أتوم ” ، إلى توافر فرص لتحسين حياة سكان المنطقة ، حيث ستلعب الأيدي العاملة المحلية ، و الصناعات المحلية دورًا مهمًا في سلسلة التوريد ، لتغطية الحاجات الخاصة بأعمال البناء، نظرا إلى أن الآلاف من الناس سيتم إشراكهم في الأعمال الإنشائية على مدار عدة أعوام والمزيد منهم سيعملون ضمن المشروع حينما تدخل المحطة فترة التشغيل.
و قالت ” روس أتوم ” : ” نعلم علم اليقين بأنه ستحدث نقلة نوعية لأهالى مطروح و الضبعة ، على مستوى حياتهم العلمية و العملية ، نتيجة النقلة الكبرى التى سيحدثها مشروع الضبعة فى حياتهم و مستقبلهم” .
و أشارت إلى أن ، إفتتاح مدرسة الضبعة لتجهيز كوادر إدارية و فنية للمشروع ، أثبت أن التخطيط و التنفيذ الجيد لابد و أن يكون له مردود عالى على المستوى الإجتماعى للمنطقة ككل.
جدير بالذكر ، أن محطة الضبعة للطاقة النووية هي أول محطة للطاقة النووية في مصر يتم إنشائها في مدينة الضبعة، محافظة مطروح على شواطئ البحر الأبيض المتوسط.
تتكون محطة الضبعة النووية من 4 وحدات طاقة كهربية تبلغ قدرة كل واحدة منها 1200 ميجاوات، بمفاعلات من نوعية لماء المضغوط المبرّد بالماء (VVER-1200) من الجيل الثالث المتطور، والذي يعد الأحدث من حيث ما توصلت إليه التكنولوجيا النووية الحديثة، وهذه التقنية أثبتت جدواها وتعمل بنجاح في دولتين، حيث تعمل في روسيا أربع وحدات نووية مجهزة بمفاعلات من هذا الجيل بواقع وحدتين في محطة “لينينغراد” ووحدتين آخرين في محطة “نوفوفورونيج”، وخارج روسيا تعمل وحدة طاقة نووية واحدة من النوع ذاته في المحطة النووية البيلاروسية التي تم ربطها بشبكة الطاقة الموحدة للبلاد في نوفمبر 2020.
يتم تنفيذ بناء محطات الطاقة النووية وفقا لمجموعة من العقود التي دخلت حيز التنفيذ في 11 ديسمبر 2017 ، و وفقا للالتزامات التعاقدية، فإنه لن يقتصر دور الجانب الروسي فقط على إنشاء المحطة، بل سيقوم أيضا بإمداد الوقود النووي طوال العمر التشغيلي لمحطة الضبعة النووية، كما سيقوم بترتيب البرامج التدريبية للكوادر البشرية المصرية وتقديم الدعم في تشغيل وصيانة المحطة على مدار السنوات العشر الأولى من تشغيلها ، علاوة على ذلك، سيقوم الجانب الروسي بإنشاء منشأة لتخزين الوقود النووي المستهلك وذلك وفقا لما تم ذكره في الزيارة الاخيرة للوفد الروسي في زيارة الضبعة.