4 مليارات دولار تكلفة المصنع .. الرئيس السيسي يدعو شركات القطاع الخاص للاستثمار في مشروعات الرمال السوداء

في يوم 19 أكتوبر، 2022 | بتوقيت 3:56 م

كتب: كمال ريان

 دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي شركات القطاع الخاص للمشاركة  في مشروعات الرمال السوداء، والذي تقدر تكلفتها بنحو 4 مليارات جنيه.

وقال ان الفرصة متاحة  لشركات القطاع الخاص و أن حجم طلب السوق العالمية على منتجات الرمال السوداء كبير جدا موضحا  ان العائد من مشروع الرمال السوداء جيد جدا لذلك فهو فرصة ممتازة لشركات القطاع الخاص مطالبا  جميع الشركات المصرية بكافة تخصصاتها إلى إنشاء مثل تلك المشروعات التى تدر عائدا كبيرا.

 

وقال رئيس هيئة المواد النووية الدكتور حامد ميرة، ان العائد الاقتصادي من مشروع الرمال السوداء  لا يقتصر على إنتاج وتسويق المعادن وحسب، ولكن نادى الرئيس السيسي بأن تبنى إستراتيجية المشروع على معالجة المعادن واستخلاص ما بها من مخزون من العناصر الاقتصادية والإستراتيجية والتي أصبحت اليوم محورا لصراع الأقطاب العالمية التي تسعى جاهدة لامتلاك أودية الصناعات التكنولوجية المتقدمة.

 

وتابع الدكتور حامد ميرة: “إلى جانب ما تذخر به الرمال السوداء من عناصر التيتانيوم والزركونيا والتي تمتلك طيفا واسعا من التطبيقات الصناعية الدقيقة تأتي العناصر الأرضية النادرة أحد المكونات الرئيسية لمعدن المونازيت لتتصدر أجندة احتياجات الدول الصناعية الكبرى، حيث تمثل هذه العناصر عصب الصناعات التكنولوجية والإلكترونية المتقدمة بالإضافة إلى مجالات الذكاء الاصطناعي”.

 

ولفت إلى أن عوائد مشروعات القيمة المضافة تقدر بما يقارب الـ 6 مليارات دولار بمشروع البرلس فقط، مشيرا إلى توجيهات الرئيس السيسي بضرورة العمل على توطين الصناعات التكنولوجية في مصر وعلى رأسها الرقائق الإلكترونية والخلايا الكهروضوئية انطلاقا من الخامات المصرية، مؤكدا أن هيئة المواد النووية لها الشرف لتكليفها ضمن مجموعة العمل المشاركة في هذا الملف القومي الهام

واكد  مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية اللواء أركان حرب وليد حسين، أن مشروع مجمع مصانع الرمال السوداء العملاق يتكون من العديد من وحدات ومصانع تركيز وفصل المعادن أهمها مصنع التركيز العائم بالبرلس، والذي يضم الكراكة العائمة “تحيا مصر”؛ لتكون باكورة إنتاج أول كراكة صديقة للبيئة في العالم تعمل بالكهرباء حيث تقوم بتكريك الرمال السوداء ودفعها إلى مصنع التركيز العائم الملحق بها لاستخلاص ركائز المعادن الاقتصادية وإعادة الرمال المتبقية لأماكنها مرة أخرى حفاظا على المناسيب دون إحداث أي تغيرات بيئية بالمكان بالإضافة إلى مجمع مصانع الفصل على مساحة 80 فدانا والذى يتكون من 6 مصانع لإنتاج المعادن الاقتصادية ومبنى للمعامل التخصصية ووحدة للبحوث والتطوير.

وأشار، في كلمة له خلال افتتاح مجمع مصانع الرمال السوداء في محافظة كفر الشيخ بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى أنه في إطار إستراتيجية استغلال الخام بامتداد الشاطئ تم إنشاء مصنعين لفصل المعادن و17 وحدة تركيز على شواطئ مناطق غليون ورشيد ودمياط وبحيرة المنزلة.

 

وقال: وفقا لتوجيهات الرئيس السيسي لتعظيم القيمة المضافة من المعادن المستخرجة من هذا المشروع تم التجهيز لإنشاء مشروعات جديدة تتمثل في الآتي: مشروع إنتاج معدن الزنك المطحون فائق النعومة، الذي تم التعاقد بالفعل على توريد معداته من إحدى الشركات الألمانية، وجار الانتهاء من الدراسات الفنية والتعاقدية لمشروعي إنتاج ثاني أكسيد التيتانيوم وفلذ التيتانيوم وسبائكه من معدن الألمانيت ومشروع إنتاج العناصر الأرضية النادرة من خام المونازيت بالتعاون مع كبرى الشركات الأوروبية والأسترالية والأمريكية والصينية العاملة في هذا المجال.

وأكد  أن المشروع سيكون قيمة مضافة في مجال الصناعات التعدينية، موضحًا أن مصر تمتلك أكبر احتياطيات من الرمال السوداء على مستوى العالم موضحا أنه تم افتتاح مصنعين لفصل المعادن و17 وحدة تركيز أخرى، مؤكدًا أنه سيظل دفع عجلة الإنتاج بالمعدل الذى يحقق ارتفاع مستوى المعيشة مرتبطًا بما يحققه مؤشر الصناعة من تقدم.

ونوه اللواء أركان حرب وليد حسين إلى أن مصر تمتلك أحد أكبر الاحتياطيات من الرمال السوداء على مستوى العالم، يتركز وجودها في محافظات: البحيرة، كفر الشيخ، دمياط، بورسعيد، شمال سيناء، البحر الأحمر وأسوان.

 وأشار إلى أنه من المخطط أن يستخرج ما يقرب من 76 مليون طن معادن اقتصادية؛ وذلك وفقا لدراسات الجدوى التي أجرتها هيئة المواد النووية، وأكدتها شركات ومكاتب استشارية عالمية تكفي للتشغيل ما يزيد على 200 عام بالإضافة إلى الاستكشافات الجديدة الواعدة الجاري تحديد حجمها وتركيز المعادن الاقتصادية بها، فضلا عن العائد الاقتصادي الهائل والمردود الاستراتيجي بهدف سد الفجوة بين متطلبات السوق المحلية والاستيراد وتصدير الفائض منها للسوق الأوروبية والآسيوية.

وقال اللواء مهندس مجدي الطويل رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للرمال السوداء، إنه تم إعداد دراسة جدوى اقتصادية عالية لمشروع الرمال السوداء موضحا  أن المشروع ذو جدوى عالية وعائدات كبيرة ويعظم من القيمة المضافة، ويسهم في خلق مجمعات صناعية عملاقة. 

ولفت إلى أن الشركة المصرية للرمال السوداء تم تأسيسها كشركة مساهمة مصرية.

وقال   إن مشروع الرمال السوداء يتكون من مجموعتين من المصانع تقع  المجموعة الأولى  بمحاذاة الطريق الدولي الساحلى، وتشمل المجموعة الثانية مصنع الإعداد والتغذية.

واوضح ان  صناعة الرمال السوداء تعتبر صناعة جديدة في السوق المصرية، وكانت حلما على مدار عقود، حتى تم توفير التكنولوجيا للقيام بتلك الصناعة، وبدأ الاعتماد على تلك الرمال السوداء التي تترسب عند مصبات الأنهار وتتكون بها مع الوقت معادن رملية وصخرية على الشواطئ.

أضاف   ان  الشركة المصرية للرمال السوداء  تاسست كإحدى شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية عام 2016 برأس مال قدره نصف مليار جنيه، تم زيادته ليصبح 4 مليارات جنيه موزعة بين جهاز مشروعات الخدمة الوطنية وهيئة المواد النووية ومحافظة كفر الشيخ والشركة المصرية للثروة التعدينية وبنك الاستثمار القومي، كما تم تأسيس الشركة المصرية الصينية للرمال السوداء، بهدف سرعة تغطية معظم مناطق الرمال السوداء على أرض مصر، وخاصة منطقة غليون بما يسمح بالحصول على عائد اقتصادي وعدم تعطيل خطة التنمية بالدولة، والحصول على تكنولوجيا منافسة للتكنولوجيا الأسترالية.