” المحطات النووية” بريئة من التأثيرات المناخية.. و لا تنتج أثناء التشغيل انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى

فى ندوة نظمتها شعبة الهندسة الكهربائية بنقابة المهندسين بالتعاون مع علماء هيئة الطاقة الذرية ..

في يوم 12 أكتوبر، 2022 | بتوقيت 9:20 ص

كتبت: شيرين سامى

“إنتاج الهيدروجين باستخدام محطات الطاقة النووية لديه إمكانات كبيرة للمساهمة في جهود إزالة الكربون “

م. طارق النبراوى : الطاقة النووية من أنظف وأرخص أنواع الطاقات المتجددة
د . محمد اليمانى : إنتاج الهيدروجين الأصفر من الطاقة النووية هو الأقل تكلفة من الهيدروجين الأخضر المنتج من كهرباء الطاقة المتجددة
د. كريم الأدهم : الطاقة النووية “آمنة، اقتصادية، مستدامة”
د. مصطفى عزيز : الجيل الرابع يتضمن ستة أنواع من المفاعلات
د. وفاء مصطفى : المعايير الأساسية لاختيار المنشآت النووية تتمثل في دراسة خصائص الموقع والبيئة

————-
الطاقة النووية هي ثاني أكبر مصدر للطاقة منخفضة الكربون المستخدمة اليوم لإنتاج الكهرباء، بعد الطاقة الكهرومائية ، حيث ان محطات الطاقة النووية لا تنتج أثناء التشغيل، انبعاثات غازات الاحتباس الحراري تقريبًا.
و وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، أدى استخدام الطاقة النووية إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بأكثر من 60 جيجا طن على مدار الخمسين عامًا الماضية، وهو ما يعادل عامين تقريبًا من الانبعاثات العالمية المتعلقة بالطاقة ، كما تمثل الطاقة النووية حوالي 10٪ من الكهرباء في العالم وحوالي ثلث الكهرباء منخفضة الكربون على مستوى العالم.
من ناحية أخرى ، تقوم العديد من البلدان الآن بتنفيذ أو استكشاف إنتاج الهيدروجين باستخدام محطات الطاقة النووية للمساعدة في إزالة الكربون من قطاعات الطاقة والصناعة والنقل ، حيث إنها أيضًا وسيلة للاستفادة بشكل أكبر من محطة للطاقة النووية، والتي يمكن أن تساعد في زيادة ربحيتها.
و يعد إنتاج الهيدروجين باستخدام محطات الطاقة النووية لديه إمكانات كبيرة للمساهمة في جهود إزالة الكربون ، على سبيل المثال، إذا تم تحويل 4٪ فقط من إنتاج الهيدروجين الحالي إلى الكهرباء المولدة بالطاقة النووية ، فسيؤدي ذلك إلى تقليل ما يصل إلى 60 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون كل عام ، وإذا تم إنتاج كل الهيدروجين باستخدام الطاقة النووية، فإننا نتحدث عن القضاء على أكثر من 500 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
و فى هذا الصدد ، استضافة شعبة الهندسة الكهربائية برئاسة الدكتور مهندس محمد اليماني بنقابة المهندسين ، وفد من علماء مركز بحوث الآمان النووي والاشعاعي بالطاقة الذرية ، في ندوة بعنوان “الطاقة النووية والتأثيرات المناخية” ، و ذلك بحضور المهندس طارق النبراوي- نقيب المهندسين والمهندس أحمد صبري- الأمين العام المساعد المتحدث الإعلامي للنقابة.

مشروع الضبعة قرار صائب و جرىء

في كلمته أكد المهندس “طارق النبراوي” نقيب المهندسين ، أن نقابة المهندسين أثنت على القرار الجريء والحكيم الذي اتخذته القيادة السياسية بالبدء في تنفيذ مشروع الضبعة النووي، والذى كان قد تأخر كثيرًا، مشيرًا إلى أن النقابة كانت قد أولت الملف النووي اهتمامًا كبيرًا، وتمت مناقشته في سلسلة من الندوات واللقاءات مع كافة المختصين والخبراء العاملين في مجال الطاقة النووية لمعرفة آرائهم في عودة مصر لهذا الملف.
وأضاف “النبراوي”: تم طرح كافة الآراء السلبية حول المشروع فى الندوات والمؤتمرات واللقاءات بشكل مفصل ودقيق، وتم دراسة هذه الآراء من كافة الجوانب، وقمنا بالرد عليها، وكانت الخلاصة أنه لا يوجد ضرر إطلاقا من المشروع، بل بالعكس سينقل مصر نقلة نوعية كبيرة وسيتم من خلاله إنتاج الكهرباء.
وأشار نقيب المهندسين إلى أن الطاقة الكهربائية الناتجة عن الطاقة النووية من أنظف وأرخص أنواع الطاقات المتجددة، موضحًا أنه إذا كانت مصر بالفعل حققت فائضًا فى إنتاج الكهرباء فهذا لن يكون كافيًا للطفرة الصناعية المقبلين عليها والتي نسعى جميعًا ومن أمامنا الإرادة التي تمتلكها الإدارة السياسية لتحقيقها مستقبلًا.
وتابع نقيب المهندسين: هناك مَن سبقنا بمراحل فى امتلاك مفاعلات نووية لإنتاج طاقة جديدة ومتجددة، رغم أن مصر كانت لها الريادة في المنطقة العربية اختراقًا لهذا المجال، حيث تمتلك مصر مفاعل إنشاص في خمسينيات القرن الماضي ولكننا تخلفنا فترة، وها نحن ومنذ سنوات قليلة نعود إليه وبقوة.
واختتم المهندس طارق النبراوي كلمته، مؤكدًا على أن ملف الطاقة ملف بالغ الأهمية، ولا بد وأن تعبر فيه مصر مسافات خاصة بعد ما شاهده العالم خلال حرب روسيا وأوكرانيا، مؤكدًا أن نقابة المهندسين تقول رأيها بكل صراحة وشفافية في أي ملف هندسي.

موضوع الساعة

من جانبه أثنى المهندس أحمد صبري- الأمين العام المساعد و المتحدث الإعلامي للنقابة على الجهد الذي بذلته شعبة الهندسة الكهربائية وحسن اختيارها لموضوعات الساعة والتي تتماشى مع رؤية مصر وقيادتها، مؤكدًا على أن مصر لديها خبرات علمية كبيرة في إدارة مفاعل كبير مثل الضبعة، وأن ملف الطاقة النووية ليس بجديد على مصر والمصريين، وخير دليل على هذا وجود مفاعل إنشاص.

مناخ الاستثمار

وبدوره ألقى الدكتور مهندس محمد سليمان اليماني- رئيس شعبة الهندسة الكهربائية ، كلمة أكد فيها على أن الشعبة تسعى للقيام بدورها للارتقاء بمستوى المهنة والمهندس فنيًا ومهنيًا، وفتح قنوات تدريبية هندسية من شأنها وضع المهندس على مسار وظيفي ميسر ليكون مُلمًّا بتقنيات المهنة.
وأوضح “اليماني” أن شعبة الهندسة الكهربائية قامت بتنفيذ عدد من الندوات داخل النقابة، وعبر تطبيق “زووم” شارك فيها عدد كبير من المهندسين من مختلف المحافظات، إضافة إلى  تنظيم عدد من الزيارات للمصانع ومواقع العمل ذات الصلة.
وشدد رئيس الشعبة على أن ندوة اليوم تأتي في وقت يتفق وجهود مصر للتحول إلى الاقتصاد الأخضر، حيث تستعد مصر لاستضافة قمة المناخ Cop 27 في مدينة شرم الشيخ، خلال شهر نوفمبر المقبل، كما تأتي تأكيدًا على دعم النقابة للقيادة السياسية في خطواتها الجادة نحو البدء في إجراءات إنشاء المحطة النووية للاستخدامات السلمية في مدينة الضبعة، حيث يعد هذا المشروع من المشاريع العملاقة التي لها فوائد عديدة على الاقتصاد المصري، ويسهم في تحسين مناخ الاستثمار في الدولة، ويتوقع له الخبراء بأن يحدث نقلة ضخمة في جودة الصناعة المصرية وإمكاناتها، ويزيد من قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية.
كما أثنى الدكتور مهندس “محمد اليماني” على الطاقة النووية والتي تنتج الكهرباء وتحلي المياه، وتحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ومعها يمكن إنتاج الهيدروجين الأصفر الأقل تكلفة من الهيدروجين الأخضر المنتج من كهرباء الطاقة المتجددة.

أمان الطاقة النووية

وفي محاضرته التي حملت عنوان “الطاقة النووية.. آمنة، اقتصادية، مستدامة، وصديقة للبيئة” ألقى أ.د. كريم الدين عبد العزيز الأدهم – أستاذ الهندسة النووية بهيئة الطاقة الذرية، الضوء على الطاقة النووية واستخدامها في توليد الكهرباء، وأنواع المفاعلات، وأمان المفاعلات النووية، مشيرًا إلى أن أمن الطاقة يكمن في التنوع، وعدم الاعتماد على مصدر واحد، لافتًا أن الطاقة تحتل مكانًا بارزًا في العلاقات الدولية، كونها المحرك الأساسي للاقتصاد، ولم تعد الدول تسعى إلى الهيمنة على مصادر الطاقة واحتكارها بقدر ما باتت قضية تنسيق دولي.
كما تطرق أستاذ الهندسة النووية إلى أهم الحوادث التي حدثت بمفاعلات نووية، وبيان أمان الطاقة النووية بالمقارنة بحوادث أخرى، والعوامل الاقتصادية في مصادر الطاقة وتطبيق ذلك على الطاقة النووية، والوقود النووي واحتياطاته على مستوى العالم ومدى إمكانية هذا الاحتياطي في الوفاء باحتياجات العالم من الطاقة، إضافة إلى مقارنة بين الأثر البيئي للمفاعلات النووية مع غيرها من مصادر الطاقة.

تطوير المفاعلات

وخلال محاضرته استعرض الأستاذ الدكتور- مصطفى عزيز عبدالوهاب- أستاذ هندسة المفاعلات النووية – بهيئة الطاقة الذرية ، الملامح الحديثة فى تطوير المفاعلات النووية، مفاعلات الجيل الرابع . موضحا أنه فى عام 2001 اجتمعت شركات بناء المفاعلات النووية وممثلين من 11 دولة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، لطرح فكرة جيل جديد من المفاعلات النووية تتميز بصعوبة حدوث حوادث بها ، مشيرا إلى أن المفاعلات النووية من الجيل الرابع هي عبارة عن مجموعة من تصاميم المفاعلات النووية التي يجري بحثها حاليا للتطبيق.
واستعرض “عبدالوهاب” مراحل الأجيال المختلفة للمفاعلات النووية والتى بدأت عام 1950 بالجيل الأول، وشهد عام 1970 بداية الجيل الثانى، فيما شهد عام 1990 بداية الجيل الثالث للمفاعلات النووية ، موضحا أن الجيل الرابع يتضمن ستة أنواع من المفاعلات تتميز جميعها بمستوى عال من الآمان .

الخصائص الهيدروجيولوجية

من جانبها أوضحت أ.د. وفاء محمد مصطفى- أستاذ هيدرولوجيا النظائر البيئية ودراسة مواقع المحطات النووية، في محاضرتها والتي حملت عنوان “تقييم مواقع المحطات النووية” المعايير الأساسية لاختيار المنشآت النووية، وأهم الخصائص الهيدروجيولوجية التي توصي سلاسل الأمان بتحديدها وتقييمها كوسيلة للأمان النووي، وخطوات تقييم موقع المحطة، إضافة إلى إصدار تراخيص المحطة.
وأشارت إلى أن المعايير الأساسية لاختيار المنشآت النووية تتمثل في دراسة خصائص الموقع والبيئة التى تحكم وتؤثر فى انتقال الملوثات الإشعاعية وتقييم مدى المخاطر المصاحبة لها ، مشيرة إلى أنه بناء على ذلك يتم تحديد مدى مناسبة المواقع المختلفة لإنشاء المنشات النووية، وتقدير بعض المعاملات التى تدخل فى التصميم الآمن لهذه المنشآت، والعمل على فهم وتتبع السلوك والآثار التى تنشأ عن أى ملوثات إشعاعية تصل إلى مكونات البيئة كنتيجة لأى نشاط محلى أو خارجى أو على أى مستوى فى جميع أنحاء الجمهورية .
و اضافت فى تصريحات خاصة ل ” العالم اليوم ” ، ان المحطة النووية مدعومة بثلاثة حواجز متتالية تحول بين المواد المشعة والتأثيرات الضارة للإشعاع على الجمهور ، و تَدعم هذه الحواجز أنظمة أمان مستقلة وموثوق بها تم تصميمها للحفاظ على سلامتها وتوفير خاصية احتواء موثوق بها لكافة المواد المشعة داخل محطة الطاقة النووية ، كما ان انظمة الآمان تؤدى لفصل التشغيل بشكل اتوماتيكى حال ارتفاع درجة الحرارة ، و اتفقت مع معايير الآمان التى أقرتها وكالة الطاقة الدولية.
كما استعرضت دور هيئة الطاقة الذرية في تنمية المجتمع، إضافة إلى دورها في كافة المجالات منها مجال بحوث المياه، والصحة، ومجال تصنيع الأجهزة، والزراعة.

و قد شارك فى الندوة ، الاستاذ الدكتور علي اسلام متولي – رئيس هيئة الطاقة الذرية الاسبق، و أدار الندوة المهندس سمير أبو السعود .
و ثد كرم نقيب المهندسين كل من أ.د. عمرو الحاج- رئيس هيئة الطاقة الذرية، وتسلمت درع النقابة نيابة عنه أ.د. وفاء محمد مصطفى، وأ.د. مصطفى عزيز عبد الوهاب، وأ.د. كريم الدين عبد العزيز الأدهم، وأ.د. وفاء محمد مصطفى وإهدائهم درع النقابة .