د. احمد جلال شقوير :  النبيّ(صلى الله عليه وسلم) في شهر رمضان

في يوم 21 أبريل، 2021 | بتوقيت 9:59 م

كتب: العالم اليوم

 

اكد د.أحمد جلال شقوير امام وخطيب بوزارة الأوقاف أنه قد قال الله(تعالى):”لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا”(سورة الأحزاب الآية: 21). ولا شكَّ خير الهديِ، هديُ سيدنا محمد(صلى الله عليه وسلم). ومن الأمور الواجبة على المسلم: أن يتعلم هدي النَّبي(صلى الله عليه وسلم) في كلّ عمل من الأعمال الشَّرعيّة؛ وذلك كي يؤدِّي ذلك العمل على أكمل الوجوه؛ إذ إنّ صلاح كلّ عمل متوقّف على شرطين, هما: إخلاص النِّيَّة لله(تعالى). وموافقة هدي النَّبيِّ(صلى الله عليه وسلم). ومن ذلك: أعمال شهر رمضان.

واوضح د. احمد جلال شقوير أنه قد جاءت عدّة أحاديث تبيّن لنا هدي النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم) في هذا الشّهر المبارك, وهذا هو موضوع مقالتنا.

كان(صلى الله عليه وسلم): إذا ثبت دخول شهر رمضان يبيّت نيّة الصّيّام،ويعلّم أمّته فيقول:”من لم يجمع الصّيام قبل الفجر فلا صيام له”(رواه أبو داود، وغيره).

وكان(صلى الله عليه وسلم): يتسحّر, ويؤخِّر السّحور إلى آخر الليل, ويحثّ أمّته على تأخير السّحور وعلى التّسحّر بالتّمر. كما ثبت في(الصّحيحين)من حديث زيد بن ثابت قال:”تسحّرنا مع رسول الله(صلى الله عليه وسلم), ثُمَّ قمنا إلى الصّلاة, قلت: كم كان قدر ما بينهما؟ قال: خمسين آية”.

وكان(صلى الله عليه وسلم): يعجل الفطر…فكان يفطر قبل صلاة المغرب, وكان يفطر على رطب، فإن لم يجد، فعلى تمر، فإن لم يجد، حسى حسوات من ماء، وكان(صلَّى الله عليه وسلَّم) يوجه أمَّته لذلك، ويحثّهم عليه، فيقول:”لا يزال النّاس بخير ما عجلوا الفطر”(البخاري).

وكان(صلى الله عليه وسلم): من هديه أن يقول عند الفطر:”ذهب الظّمأ، وابتلّت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله”(رواه أبو داود وغيره).وكان يقول: “الحمد لله الَّذي أعانني، فصمت، ورزقني، فأفطرت”(رواه أبو داود).

وكان(صلى الله عليه وسلم): إذا أفطر عند قوم دعا لهم، فيقول:”أفطر عندكم الصّائمون, وأكل طعامكم الأبرار, وصلّت عليكم الملائكة”(رواه أحمد).

وكان(صلى الله عليه وسلم): يقوم ليله، ويحثّ أمَّته على ذلك، فيقول:”من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدّم من ذنبه”(الصّحيحان).

وكان(صلى الله عليه وسلم): يكثر من قراءة القرآن الكريم، كما أخبر ابن عبّاس:”كان النّبيّ(صلى الله عليه وسلم) أجود النّاس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، فيدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه كلّ ليلة من ليالي رمضان، فيدارسه القرآن…”(الصحيحان).

وكان(صلى الله عليه وسلم): يكثر من الجود، والصّدقة، كما في الحديث السّابق.

وكان(صلى الله عليه وسلم): يغتنم شهر رمضان بكثرة الدّعاء، ويقول:”ثلاثة لا تردّ دعوتهم: الصّائم حتّى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم”(الترمذي).

وكان(صلى الله عليه وسلم): يجتهد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان، كما أخبرت السّيِّدة عائشة(رضي الله عنها):”أنَّ النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم) كان إذا دخل العشر الأواخر، أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشدّ المئزر”(رواه البخاري ومسلم).

هذا هو الهدي النّبويُّ في شهر رمضان على وجه الإيجاز، والاختصار، فعلى الصَّائمين الاقتداء برسول الله(صلى الله عليه وسلم) في هذا الشَّهر الفضيل بقدر الوسع والطَّاقة؛ ليسعدوا بالقبول. نسأل الله القبول، وشفاعة سيِّدِنا الرَّسول.