ABB تطرح خارطة التحول الرقمى لأنظمة التحكم بمراكز البيانات.. لتعزيز مراقبة و توفير استهلاك الطاقة

• م.أيمن بدران : استخدام أنظمة الأتمتة الصناعية لمراقبة وإدارة البنية التحتية لمراكز البيانات .

• م.جون جمال : أنظمة " AbilityTM" تغطي مهام إدارة المباني والمراقبة الكهربائية.

في يوم 21 أبريل، 2021 | بتوقيت 5:51 م

كتبت: شيرين سامى

لؤى دجانى : التحدى فى دعم المرافق المحلية وضمان ملاءمة التكنولوجيا والتقنيات الحديثة للمستقبل بشكل ذكي ومستدام .

“مرت الصناعة بثورات عديدة بداية من “البخار” إلي “الكهرباء” ، وصولا لـ”التحكم الآلي automation ” ، وهى مرحلة وجود منظومة تسمح بالتحكم في المواقع المختلفة ، ثم حدث تطورا هائلا في أنظمة التحكم الآلي التي تستطيع أن ترصد كل ما هو في الموقع في غرفة تحكم واحدة يمكن من خلالها إدارة الموقع بأكمله عبر نظام واحد ، و فى هذا الصدد استطلعت ” العالم اليوم ” آراء المسئولين بشركة ABB ، للوقوف على أهمية مراكز البيانات و التحكم الآلى فى توفير رؤية للمعدات والأنظمة وتمكين المراقبة الاستباقية والتحسين من خلال “التحول الرقمي”، و تأثير ذلك بشكل خاص على استهلاك الطاقة ، خاصة بعد ان طرحت الشركة أنظمة ” AbilityTM” و التى تعمل على تغطية مهام إدارة المباني والمراقبة الكهربائية ، بآمان و توفير للإستهلاك.

“بنية تحتية”

فى البداية قال المهندس أيمن بدران مسئول شركة أي بي بي للصناعة في شمال ووسط أفريقيا وآسيا، أن الشركة تولي اهتمامًا بالغاً بالصناعة والبنية التحتية لمراكز البيانات- DATA CENTER- في منظومة التحكم الآلي التي تعمل على تقديم حلول متكاملة للعملاء.

• و حول الفكرة الأساسية لمراكز البيانات والتحكم الآلى ، أكد انه في ظل توهج الثورة الصناعية الرابعة بدأت تطرح أسئلة حيوية حول كيفية استخدام أجهزة التحكم الآلي وربطها بما يسمي ب” السحابة – Cloud “، بمعني كيف استطيع جمع كل البيانات الموجودة في أي موقع وأضعها في مكان واحد ، ولو أخذنا مثال لمصنع في مصر لإنتاج الأسمنت أو الحديد، ففي هذا المصنع إذا استطعنا جمع كل المعلومات وبيانات الموقع الخاصة بجميع المعدات، نستطيع معرفة حجم الإنتاج من خلال المؤشرات الناتجة عن جمع المعلومات والبيانات عن كل معدة، وتحليلها، ويمكن أيضا الوصول إلي أسباب انخفاض الإنتاج والعمل علي تحسينها.

و أضاف بدر ، ليس فقط؛ هذا كل ما تقدمه أو توفره تكنولوجيا “مراكز التحكم” و”مراكز البيانات”، حيث أثبتت كفاءتها لتوفير رؤية للمعدات والأنظمة وتمكين المراقبة الاستباقية والتحسين ، لذا بدأ اتجاه العالم الصناعي الآن نحو ما يسمي بـ”التحول الرقمي”، الذي يمكن من خلاله جمع المعلومات والبيانات وخلق أفاق جديدة تستطيع أن تخدم جميع المجالات ، حيث تديرمراكز البيانات المعلومات الهامة للاتصالات العالمية والمعاملات المالية والخدمات الحكومية والعمليات التجارية والترفيه ، فمن منظور الحجم وأهميتها الحرجة، تشترك مراكز البيانات الحديثة كثيرًا مع المنشآت الصناعية كمحطات الطاقة أو مصافي النفط، على سبيل المثال، أكثر من المباني التجارية، لذا قد يبدو من الطبيعي أن يتم استخدام أنظمة الأتمتة الصناعية لمراقبة وإدارة البنية التحتية لمراكز البيانات ، حيث تعد أنظمة الأتمتة الصناعية قوية للغاية ويمكن أن تتدرج من صغيرة إلى كبيرة ومن بسيطة إلى معقدة ، وهي مصممة للعمليات المستمرة وآمنة لاستخدامات الإنترنت، مع الامتثال للمعايير الصارمة الموضوعة في البيئات الصناعية.

• و حول أبرز المعوقات التي تواجه إقامة مراكز البيانات والتحكم لمواكبة التحول الرقمي ، أوضح مسئول شركة أي بي بي للصناعة في شمال ووسط أفريقيا وآسيا ، انه في ظل الزخم المعلوماتي الذي يعيشه العالم الآن، بات من الملح توفير مكان لجمع هذه المعلومات، فمثلًا في نموذج المدن الذكية فنحن بحاجة إلي مكان لتخزين كم هائل من المعلومات، فتظهر هنا الحاجة إلي إنشاء مركزا للبيانات.

و لفت إلى أن المشكلة في مراكز البيانات أنها عبارة عن مجموعة من الخوادم التي يصدر عنها نسب عالية من الحرارة وتستهلك كمية كبيرة من الكهرباء، وفي المقابل يجب توفير نظام تبريد خاص لها، فبات التحدي الأكبر هو استهلاك الطاقة الكهربائية.

“استهلاك الطاقة”

• و فى هذا الصدد حدثنا المهندس جون جمال أخصائي مبيعات حلول مراكز البيانات بشركة ABB ، عن كيفية إنشاء مراكز بيانات غير مستهلكة للطاقة ، حيث قال ان العديد من مراكز البيانات ذات السعات الكبيرة، كانت موجودة داخل “غرف الكمبيوتر” أو “خزن مخصصة لحفظ الخوادم” ، والتي كانت مجرد غرف متصلة بالمرافق او الأبنية المختلفة ، وكان يتم توفير الطاقة إلى “مراكز البيانات” هذه من خلال بنية تحتية مخصصة، واحيانا يتم توفير أنظمة مراقبة للطاقة الكهربائية لها ، و لكن مع نمو الطلب علي مراكز البيانات، بدأت تظهر الحاجة الي تخصيص مباني مستقلة لتلبية هذا الطلب ، مما ادي الي ارتفاع استهلاك الطاقة بشكل كبير وأدت الزيادة المقابلة في الحرارة المهدرة إلى تصميمات تبريد أكثر تطوراً ، حيث كانت مراكز البيانات الجديدة هذه تحمل القليل من التشابه مع غرف الخوادم في الماضي ولكن لا يزال لديها أنظمة مخصصة ومستقلة لتغطية المهام المختلفة.
واستطرد : هنا يبدأ التحدي، متمثلًا في كيفية تغذية هذا المكان- الذي يجمع كل الأجهزة وبداخلها هذا الكم الضخم من المعلومات والبيانات- بمصدر كهرباء مستدام وآمن، وفي الوقت نفسه يكون فيه التحكم الآلي عبر شاشة واحدة لعرض كافة المعلومات والبيانات التي تمكن مشغلي مراكز البيانات من التحكم في أنظمة البنية التحتية بداية من الكهرباء وصولًا بأنظمة التبريد والتكييف، وذلك لتفادي حدوث الأعطال لآي سبب .

• و عن دور شركة ABB في تقديم الحلول التكنولوجية لهذا التحدي ، اوضح جمال أن أنظمة التحكم الآلي لمراكز البيانات ABB AbilityTM هي أنظمة أتمتة صناعية قابلة للتطوير تم تكييفها للاستخدام في مراكز البيانات ، حيث تلغي الحاجة إلى الحلول الاسعافية داخل المنشأة لأنها مصممة للعمل بشكل مستمر وموثوق لانها مدمجة داخل أنظمة التحكم ، كما أنها أرخص من ناحية التركيب، حيث لا يلزم سوى نظام واحد لتغطية جميع مهام إدارة المباني والمراقبة الكهربائية.
و اشار إلى أن أنظمة التحكم الآلي لمراكز البيانات أيضًا اصبحت هى النظام الطبيعي للوظائف المتقدمة المطلوبة داخل مثل هذه الابنية، نظرًا لأن البيانات المتعلقة باستهلاك الطاقة والتبريد وقياس الأداء تتم إدارتها في الوقت الفعلي وبواسطة نظام واحد يمكن من خلاله إجراء التنبؤ بالأعطال وتحسين الأداء.

• و حول مدي استطاعت مراكز البيانات لأداء دورها في ظل جائحة كوفيد- 19-، او ضح أخصائى مبيعات حلول مراكز البيانات بشركة ABB ،أن أزمة فيروس كورونا المستجد COVID-19 ، عززت من أهمية مراكز البيانات والدور الذي تقوم به ، لذا رأينا تسارعا كبيرا في عمليات التحول الرقمي والذي كان يُعتقد أنه لن يأتي الا قبل عده سنوات ، و لكن بات هذا الوباء حدثًا فاصلاً للعالم، ولحظة حاسمة بالنسبة للحوسبة السحابية.

و استطرد : على الفور، كانت شريحة ضخمة من الموظفين والعمال حول العالم تعمل من المنزل وتحتاج إلى الابقاء علي وتيرة الإنتاجية الخاصة بهم كما كانت من قبل ، فلم يعد بإمكان المرضى زيارة أطبائهم بشكل شخصي، لذلك انتشر استخدام التطبيب عن بُعد ، كما اصبح الطلاب في المدارس والجامعات يحضرون دروسًا افتراضية لم تكن متوقعة أبدًا.

و أضاف قائلا : رأينا أيضا العديد من الاعمال والصناعات قد أعادت التفكير في كيفية الإسراع بعملية التحول الرقمي لخدمة المستهلكين المتواجدين في المنازل في فترات العزل ، ومع اختراق التكنولوجيا لجميع جوانب حياتنا تقريبًا، يجب معالجة المزيد والمزيد من البيانات وتخزينها ، وقد جعل هذا التحول البنية التحتية الرقمية أكثر أهمية من أي وقت مضى.

وأشار جمال إلى أنه أصبح من الواضح أن جائحة فيروس كورونا سيكون لها تداعيات طويلة المدى على قطاعات عدة وستؤثر على الأعمال التجارية لبعض الوقت في المستقبل ، لذا يمكن القول بأن التسارع نحو التحول الرقمي صب بشكل كبير في مصلحة انشاء العديد من مراكز البيانات في الفترة الأخيرة وضخ استثمارات كبيرة في سبيل انشاؤها ربما أكثر من الاستثمار في الصناعات أو العلامات التجارية الأخرى.

” دعم المرافق”

• و تعليقا على الدور الذي تلعبه مراكز البيانات في تسريع عملية التحول الرقمي ، قال لؤي دجاني، المدير العام لشركة ABB في مصر، أن العام الماضي 2020 ، أبرز الدور الهام الذي تلعبه مراكز البيانات في تسريع عملية التحول الرقمي.
و اضاف أنه مع زيادة حجم البيانات المتداولة بشكل كبير ومع تزايد حجم الطلب على تحسين الكفاءة وتسريع الابتكار في الخدمات المقدمة أحدث كل ذلك تطورا هائلا في البنية التحتية وطريقة التحول الرقمي بأساليب جديدة.

و استطرد : نحن الآن على اعتاب إطلاق شبكات 5Gوكل ما تعد به، حيث أصبح دور مراكز البيانات أكثر أهمية عن ذي قبل ، فتحسين تجربة المستخدمين من خلال هذا النوع من الشبكات سيخلق حاجة كبيرة لمعالجة البيانات وتخزينها بشكل أكبر وأسرع وأكثر موثوقية عن ذي قبل.

و لفت دجانى ، إلى ان منطقة الشرق الأوسط تقع في قلب ازدهار مراكز البيانات، لذا من المتوقع أن تتجاوز ارباح سوق مراكز البيانات بها ال 3.7 مليار دولار بحلول عام 2025 ، موضحا أن هناك عدة عوامل وراء ذلك ، حيث ان العديد من المبادرات في مراحل مختلفة يتم من خلالها استثمار مليارات الدولارات من قبل الحكومات والشركات الخاصة والتخطيط لها بعناية لخدمة المدن والمجتمعات الذكية الجديدة.

و استطرد : هذا الابتكار مدفوع إلى حد كبير بتمكين تقنيات الـ 5G وإنترنت الأشياء، والتي ستشهد استثمارات ضخمة ، فمع حلول عام 2023، ووفقًا لمؤسسة IDC، سيصل الإنفاق على إنترنت الأشياء في الشرق الأوسط وأفريقيا إلى 17.63 مليار دولار ، لذا من المتوقع أن تغير التطورات في تكنولوجيا الهاتف المحمول ومشاريع إنترنت الأشياء المتطورة المشهد في منطقة الشرق الأوسط، والتي ستخلق معها حاجة كبيرة لمراكز بيانات أكثر موثوقية وأكثر استدامة في المنطقة.

و انهى المدير العام لشركة ABB في مصر ، حديثه قائلا ” لاتزال هناك بعض التحديات والتي تتمثل في دعم المرافق المحلية وضمان ملاءمة التكنولوجيا الجديدة والتقنيات الحديثة للمستقبل بشكل ذكي ومستدام ” .