د. نهى دنيا : نتطلع لتصميم عمارة خضراء صديقة للبيئة

المبانى تستهلك خمس الوقود و تنتج نصف غازات ما يسبب ظاهرة "الصوبة الزجاجية" الضارة

في يوم 29 يونيو، 2022 | بتوقيت 5:52 م

كتبت: شيرين سامى

قالت الدكتورة نهى دنيا ، استاذ دكتور الهندسة الكهربائية و عميد كلية الدراسات العليا و البحوث البيئية ، بجامعة عين شمس ، أن التنمية المستدامة بأبعادها ومحاورها الرئيسة المتداخلة الثلاث (البيئة والاقتصاد والمجتمع)، وما يرافقها من مصطلحات كالاقتصاد الأخضر والطاقة الخضراء والمنتجات الخضراء ومكافحة التلوث والوصول إلى توفير البيئة الصحية وغيرها، تأتي الحلول المعمارية لتشكل جزءاً مهماً في تحقيق هذه التنمية.

و اضافت خلال كلمتها ، خلال معرض «بيج 5» في مصر بمشاركة 230 عارضا من 21 دولة ، أن العمارة الخضراء أو العمارة الصديقة للبيئة، تدعو إلى تصميم مبان تتفق مع النظم البيئية الطبيعية ومع التقاليد الثقافية والاجتماعية، مع الأخذ بعين الاعتبار أخطار التلوث الناتج عنها في كل مراحل البناء، بدءاً من التخطيط إلى التنفيذ والتشغيل والصيانة، للوصول إلى تحقيق ترشيد استهلاك الموارد الطبيعية وتوفير الأمان من الكوارث الطبيعية أيضاً.

و أوضحت ، أن العمارة الصديقة للبيئة تعتمد على تشكيل المباني بطريقة مسؤولة بيئياً، تراعي العوامل بأقل استهلاك للطاقة والموارد وأقل آثار ناتجة عن الإنسان والتشغيل، مع تحقيق أقصى توافق مع الطبيعة. الأمر الذي سيساعد في تأسيس ركائز فكر معماري جديد أكثر اتساقاً مع المحيط والطبيعة.

و اضافت أن العمارة المستدامة تعد أحد الاتجاهات الحديثة في الفكر المعماري، الذي يهتم بالعلاقة بين المبنى وبيئته، انطلاقاً من التفكير في المبنى كنظام بيئي مصغر يتفاعل ويتداخل مع النظام البيئي الأكبر.
و اشارت إلى أن المباني تستهلك سدس إمدادات الماء العذب في العالم، وربع إنتاج الخشب، وخمس الوقود والمواد المصنعة. وفي الوقت نفسه تنتج نصف غازات ما يسبب ظاهرة “الصوبة الزجاجية” الضارة. ويضيف أن مساحة البيئة المشيدة (Built environment) في العالم ستتضاعف خلال فترة وجيزة تراوح بين 20 و40 سنة المقبلة. وهذه الحقائق تجعل من عملية إنشاء المباني وتشغيلها واحدة من أكثر الصناعات استهلاكاً للطاقة والموارد في العالم.

و أشارت أنه ، بحسب الدراسات، فإن نحو 50 في المئة من الاستهلاك العالمي للوقود الأحفوري له علاقة مباشرة بخدمات المباني واستخدامها، من تبريد وتسخين وتهوية وإضاءة وغيرها، إضافة إلى الطاقة المستخدمة في صناعة مواد البناء، وصولاً إلى تبعات تشغيل البناء ، هذا، مع الأخذ بعين الاعتبار، مسؤولية المباني في إنتاج ما يفوق 50 في المئة من مركبات الكلوروفلوروكربون، ذات التأثير السلبي على طبقة الأوزون، والتي تستخدم هذه المركبات في مكونات المباني، مثل بعض أنواع العزل الحراري ودوائر التبريد والثلاجات ونظم مكافحة الحرائق وغيرها.