الشيخ عادل عبد الله غباشى  : حقيقة الصيام

في يوم 16 أبريل، 2021 | بتوقيت 1:17 ص

: العالم اليوم

 

أكد للشيخ عادل عبد الله غباشي الإمام بوزارة الأوقاف إنَّ صيام شهر رمضان- كما نعلم جميعا- هو: أحد أركان الإسلام، وهو الركن الرابع من أركان الإسلام، وهو- أعني الصيام- أن يتعبد الإنسان لربه بترك الأكل، والشرب، والجماع، وجميع المفطرات، من طلوع الفجر، إلى غروب الشمس، هذا هو الصيام الشرعي؛ لقول الله(تبارك وتعالى):{عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ}[البقرة:187] أي: النساء{وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}[البقرة:187]

واكد ان هذا هو الصيام، يمسك الإنسان عن الأكل، والشرب، والجماع، وجميع المفطرات لله(عزّ وجلّ)، لا لأحد… ويتسأل : هل الصوم يقف عند حد الامتناع عن الأكل، والشرب، والجماع فقط؟ هل المقصود أن أجوع، أو أمتنع عن الشرب فقط؟ أم أن هناك معنى آخر لابد أن يصل إليه الصائم بصيامه؟

واوضح الشيخ  عادل عبد الله غباشى أن من يظن أن حقيقة الصوم هو الإمساك عن الطعام، والشراب، والنكاح فقط، فقد أخطا ولم يفهم حقيقة الصيام… الإنسان الذي  يمسك عما أحل الله له، لكنه يفطر على ما حرم الله عليه لم يفهم حقيقة الصيام، يقول النبي(صلى الله عليه وسلم):”ليس الصيام من الأكل والشرب، إنما الصيام من اللغو والرفث، فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل: إني صائم”.

ويقول(صلى الله عليه وسلم):”رُبَّ صائمٍ حظّهُ من صيامِه الجوعُ والعطش، ورُبّ قائمٍ حظُّه من قيامِه السّهَر”.

فحقيقة الصوم، وروح الصوم، ولبّ الصوم: أن يصوم الإنسان عما حرم الله. فالصيام الذي لا يمنعك من النظر إلى الحرام، والسبّ، والشتم، والتلاحي، والخصام، والغيبة والنميمة، والقِيل والقال، والوقوع في الأعراض، فليس بصيام، إنما الصيام من اللغو والرفث.

ومن هنا، فهناك معنى آخر لابد أن يصل إليه الصائم بصيامه، وهذا المعنى أشار إليه النبي(صلى الله عليه وسلم) بقوله:”من لم يدَع قول الزورِ والعمَلَ به فليسَ لله حاجةٌ في أن يدعَ طعامَه وشرابَه”.

كما أشار إليه سلفنا الصالح(رضوان الله عليهم): فها هو سيدنا  جابر بن عبد الله يقول:”إذا صمت، فليصم سمعك، وبصرك، ولسانك عن الكذب والمأثم، ودع أذى الخادم، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء”.

واوضح الشيخ عادل عبد الله غباشى أن هذه حقيقة الصوم، وفارق كبير بين: الصوم الحسي، الذي يستطيعه كل إنسان، وبين الصوم الحقيقي الذي يعني أن يصوم عن محارم الله…فما أحوجنا أن نتحقَّق بهذه المعاني في شهر رمضان!!