السلوك المستدام والضمير البيئى

في يوم 21 مايو، 2022 | بتوقيت 9:56 م

كتب: بقلم / د. أحمد فخرى

منذ منتصف القرن الماضى كوكب الأرض يعانى ويصرخ من الإنبعاثات والغازات السامه والملوثه للبيئه ، تم عقد اكثر من قمه للأرض من أجل الحفاظ على كوكبنا ولكن لم يتحرك احد لانقاذ كوكبنا قمه تلو الأخرى ولا حياة لمن تنادى
الدول الصناعيه الكبرى تمضى فى طريقه مخلفه ورائها الانبعاثات والمخلفات الصناعيه والنوويه ايضاً ، ودول العالم النامى تعانى من التدهور البيئى والسلوك البيئى الهدام وتدنى الخدمات وعدم امتلاك التكنولوجيا النظيفه ، ويزداد العالم المتقدم توحشاً فى أستخدام الطاقه والصناعات المتنوعه ويزداد العالم النامى فقراً وتدهوراً صحيا وبيئاً نتيجة فقر الامكانيات وعدم القدره على أمتلاك وسائل التعامل مع البيئة بشكل مستدام
ومع التدنى فى المستوى الثقافى والتعليمى والإقتصادى وتباعته من فقر وأميه ومرض ، نجد أن السلوك الإنسانى وراء معظم مشكلات البيئة واستنذاف موارد الأرض بشكل هدام بيئياً فنجد مشكلات التلوث الهوائى المنبعثه من مداخن المصانع سواء مصانع الاسمده أو الاسمنت وغيرها من الإنبعاثات الحراريه الضاره بالهواء ، والازدحام والتكدس المرورى وانبعاثات ثانى اكسيد الكربون ، واستخدام الوقود الاحفورى ، وغيره من المواد الضاره بالهواء ، والتلوث المائى واللقاء نفايات المصانع داخل المجارى المائيه وبعض مخلفات الصرف الصحى مما يؤثر على الزراعه والثروه الحيوانيه وصحه الإنسان ، والتلوث الضوضائى والصخب ، والتلوث الاخلاقى وتباعته الاجتماعيه والنفسيه ، والتلوث البصرى وتشوه الجماليات ، ومجزرة القضاء على كل ما هو أخضر والتصحر والبناء على الاراضى الزراعيه وتجريف الاراضى الزراعيه الخصبه من أجل الزياده السكانيه
وفقدان التنوع الاحيائى الحيوى بسبب الصيد الجائر وزيادة نسبة التلوث الهوائى والمائى وإنقراض بعض الاحياء النباتيه والطيور والحيوانات
وحاليا لتقي وزراء المناخ والبيئة من 51 دولة في بريطانيا لإجراء محادثات مناخية “حاسمة” ومغلقة على مدار يومين، تمهيدا لعقد قمة “كوب 26” في غلاسغو. وعلى الرغم من أن اتفاق باريس للمناخ في 2015 نص على ضرورة حصر الاحترار بدرجتين مئويتين كحد أقصى، إلا أن علماء حذروا من أن مسار الأمور الحالي لا يسمح بتحقيق تلك التطلعات
ونجد أن الدراسات والبحوث البيئيه ركزت بشكل رئيسى وأساسي على أهمية السلوك البشرى ، من اجل فهم دوافع السلوكيات غير المستدامه والهدامه بيئياً ، ونجد ان الغالبيه من البشر تتصرف تجاه البيئيه بسلوك إستهلاكى وسلوك مضر بكوكوب الارض
ونجد أن العديد من البشر يقوم بسلوكيات غير واعيه تجاه تعامله مع البيئيه المحيطه تنبع تلك السلوكيات عن مفاهيم ومعلومات وافكار غير منطقيه أو سلبيه تجاه البيئه وقضاياها ، ويتبع تلك المعتقدات المعرفيه الغير صحيحه مشاعر واحاسيس سلبيه وبالتالى ينتج عنها سلوكيات هدامه بيئياً
ولدينا العديد من المشكلات البيئيه التى تنبع من سلوك غير مستدام ناتج عن ضمير بيئى سلبي منها تجريف الاراضى الزراعيه وتلويث مياه الانهار والمجارى المائيه والقاء المخلفات مشكلة التقميم والاستهلاك للمواد الخام بدون اعمال للعقل والصيد الجائر والقضاء على الثوره السمكيه والنباتيه والحيوانيه ايضا
ونجد أن السلوك غير المستدام وراءه نقص كبير للمعرفه والاطلاع ناتج عن عدم وعى ونظره منعدمه لقضايا البيئيه ومشكالها ، وعى غير منطقى ينعم باحلام ورديه وثقه مزيفه فى خيرات كوكب الارض لايعلم شئ عن غضب الطبيعه وفقر الموارد العالم اجمع وخاصة دول العالم النامى لا يوفر فرصه حقيقيه تنمى السلوك المسؤل تجاه البيئه سلوك مستدام ناتج عن ضمير بيئى يقظ ، الجميع يشاهد ويستمع ويتابع حرائق الغابات والفيضانات والزلازل واراتفاع درجات الحراره الكل يشاهد على قنوات التليفزيون ووسائل التواصل الاجتماعى نمتعض لبعض الوقت وتثار مشاعرنا للحظات ولكن نطئن ونستكمل مسيرتنا فى سلوك عدم الاستدامه والهدر البيئى مادام الخطر بعيد عنا ، وبمعنى أخر حدث تبلد وجدانى تجاه غضب الطبيعه مادام بعيد عن أنفسنا أو منطقتنا
نجن الان ندق ناقوس الخطر أمام المشكلات البيئيه الناتجه عن سلوك بيئى هدام ، وضمير منعدم بيئياً ، نحتاج الى وسائل مستمره ودائمه لتذكير الناس بالسلوكيات السلبيه تجاه البيئيه اعلانات وحلقات وفيديوهات وافلام مصوره نعرض من خلالها مدى المأساه الذى يعيشها كوكبنا حالياً ومدى الأضرار التى سوف تلحق بنا عاجلا جراء الممارسات الهدامه وابتاع السلوك غير المستدام بيئاً
نحتاج لقوانين راضعه تطبق بقوه تجاه السلوكيات التى تهدر الموار الطبيعيه على كوكبنا تطبق قانونيا بتحالف مجتمعى واعى من خلال ثقافه تربي لدى الابناء فى المدارس والجامعات وفى القرى والاقاليم وبين الطبقات الفقيره والمتوسطه لنشر مفاهيم السلوك المستدام والحافظ على كوكبنا وبالتالى نخلق ضمير بيئى حى ، وللحديث بقيه .

[email protected]