منتدى الخبراء الأول يناقش سبل التوعية لمواجهة التغيرات المناخية

في يوم 17 مايو، 2022 | بتوقيت 5:59 م

كتبت: شيرين سامى

نشرت اللجنة الدولية للتغيرات المناخية في الأمم المتحدة مقال خاص بمصادر الطاقة المتجددة والتخفيف من آثار التغير المناخي و الذى يقيم القدرة العالمية على استخدام الطاقة المتجددة للحماية من التغير المناخي ، وهذا التقرير الخاص  يوفّر تغطية أوسع للطاقة المتجددة بالاضافة إلى التغطية القوية والآمنة للموارد المتجددة.
و أفاد التقرير الى انه يمكن أن تساهم الطاقة المتجددة في “التنمية الاجتماعية والاقتصادية، والوصول إلى الطاقة، وتأمين إمدادات الطاقة، والتخفيف من آثار تغير المناخ، والحد من الآثار البيئية والصحية السلبية”.
وفي ظل الظروف المواتية، توجد وفرة في التكاليف مقارنة باستخدام الطاقة غير المتجددة.
و فى هذا الإطار قال الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء و الطاقة المتجددة ، أن تغير المناخ أصبح أمراً واقعاً وهناك توافق على أن آثار التغيرات المناخية نتيجة للانبعاثات التى يسببها الإنسان تهدد كل دول العالم، مشيرا إلى ان المشروعات القومية العملاقة التي تم تنفيذها خلال السنوات القليلة الماضية تسهم بشكل واضح وفعال في الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ، و لا سيما السياسات الرشيدة التى تتبعها الدولة في المدن الجديدة، فى اشتراطات البناء الحديثة للمدن من الجيل الخامس و التى تتطلب تعظيم استخدام مصادر الطاقة النظيفة المتجددة كاستخدام السخانات الشمسية فوق أسطح العمارات وكذلك نظم الإنارة الذكية وعدادات الكهرباء مسبوقة الدفع؛ ما يعزز سلوكيات ترشيد الطاقة .
و اشار إلى أن مصر سوف تستضيف القمة القادمة لمؤتمر الأطراف COP27 فى نوفمبر القادم 2022 بشرم الشيخ، بينما ستستضيف الإمارات القمة في دورتها الـ  28 (COP28) في 2023، وهو ما يدل على الدور العربي البارز في مجال التغيرات المناخية.

و فى هذا الصدد إلتقت ” العالم اليوم ” الخبراء فى مجالات مختلفة على هامش المنتدى الأول للخبراء الذى عقد لسرد أهم سبل التوعية لمواجهة آثار التغيرات المناخية و كان لنا هذ التحقيق ..

البصمة الكربونية الرقمية

فى البداية ، أشار الدكتو مصطفى الشربينى ، سفير ميثاق المناخ الأوروبى و نائب رئيس الاتحاد النوعى للمناخ إلى ضرورة تعزيز الخبرة الفنية في قطاع تكنولوجيا المعلومات وعلاقتها بالمناخ ، موضحا علاقة التكنولوجيا الحديثة بارتفاع معدلات الانبعاثات الحرارية وكيفية تحويل ذلك والاستفادة منه من أجل تخفيض هذه الانبعاثات مستقبلاً.
كما تحدث عن مفهوم البصمة الكربونية الرقمية و وسائل تخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية عن طريق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
و أشار خلال حديثه إلى ما ذكرته منصة تيك سلانغ (Techslang) ، في تقرير لها، أكد أن تغيير شخص لهاتفه الخلوي مرة كل 3 سنوات، يعني تغيير الهاتف 23 مرة في حياته، على فرض أن عمر الإنسان الافتراضي 70 عاما ، فإن هذه المرات من التغييرات تعني مزيدا من التصنيع للهواتف، الأمر الذي سينجم عنه وفق المنصة، 1.61 كيلوجرام من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي من الشخص الواحد، أي ما يعادل الانبعاثات الناجمة عن الطيران من لندن إلى نيويورك 2.5 مرة .
و اوضح انه ، يمكن للتكنولوجيا الرقمية أن تساعد في تقليل انبعاثات الكربون في العالم بنحو 17%، وفقا لتقرير صادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات، وهو هيئة تابعة للأمم المتحدة.

شباب من أجل المناخ

قال حسام الدين الأمين العام للاتحاد النوعى للمناخ ، أن الشباب هو قاطرة المستقبل ، لذلك تم تفعيل حركة شباب من أجل المناخ فى مصر و التى لها امتداد عرى و افريقى آيضا ، و ذلك بهدف إشراك الشباب فى الآنشطة و المشروعات التى تستهدف التقليل من آثار التغيرات المناخية و التحول الأخضر  ، مشيرا الى ان الحركة تحاكى النماذج العالمية الشبابية و التى تظاهرت لتفعيل دور الشباب من أجل المناخ ، و تم بالفعل إشراك الشباب فى التوعية للحد من آثار التغيرات المناخية كلا فى مجاله .
و اضاف ان ما ساعدنا على ذلك هو مساندة رئيس الجمهورية للشباب بإشراكهم فى الحوار الوطنى و هو مانفعله الآن بالمشاركة فى حوار وطنى علمى ليمثل الشباب جزء من حل المشكلة ،  مشيرا إلى أن الشباب هو حلقة الوصل بين الجانب العلمى المتمثل فى خبرات العلماء و الجانب التنفيذى لما يملكونه من طاقة تنفيذية و إمكانية التعامل بأحدث التقنيات التكنولوجية .

تعظيم الاستفادة من البيئة

من جانبها ، قالت الأستاذه الدكتورة ، حنان على فهمى أستاذ البيوتكنولوجى و وكيل معهد بحوث الصحة الحيوانية للبحوث وصحة البيئة ، ان زيادة الوعى لدى الافراد مع دور المؤسسات الحكومية تجاه المجتمع هى السبيل لمواجهة التغيرات المناخية .
و تابعت : هذا الدور المجتمعى التوعوى سيكون له الآثر الأكبر فى تخفيف الآثار الضارة للتغيرات المناخية.
وافادت د. حنان كعضوة فى حركة نساء من اجل المناخ التابعة لمبادرة سفراء المناخ ، ان على المرأة العاملة وربة البيت ان تحافظ على مواردنا المتاحة عن طريق تقليل الكهرباء اذا كانت فى غير حاجة اليها وعدم الاسراف فى تحضير الاطعمة والاكتفاء بالقدر الكافى لعدد افراد الاسرة ، والعمل على تدوير الطعام فى اليوم التالى.
و أضافت ،  انها توجه رسالة للباحثين ان يكون البحث العلمى تطبيقى فى خدمة المجتمع مع إيجاد حلول بديلة لكل التحديات التى تواجها مصرنا الحبيبة من بدائل غير تقليدية لأغذية الحيوان لتعظيم الاستفادة من البيئة المحيطة والحد من الاستيراد والحفاظ على ماهو موجود من الثروة الحيوانية واكثارها للاجيال القادمة لتحقيق التنمية المستدامة ومواجهة التغيرات المناخية.

انبعاثات الغازات الدفيئة

من جانبه أشار ، دكتور وليد سنوسى عميد كلية الطب البيطرى بجامعة الوادى الجديد ، إلى ضرورة الاهتمام بالوادى لتميزه كنموذج للمدن من حيث انبعاث الكربون حيث انها تمتاز بقلة انبعاثات الغازات الدفينة.

غاز الميثان

من ناحية أخرى لفت الدكتور عادل التراس مستشار وزير الزراعة إلى ان الثروة الحيوانية تتهم بأنها مصدر لإنبعاث غاز الميثان و انتشاره بالجو ، و لكنه أشار الى ان الأبحاث و الدراسات قد أكدت ان هناك بعض الحيوانات التى يمكن اختيارها على اساس الجينات التى تفرز بطبيعتها غاز ميثان أقل من مثيلاتها من الحيوانات و بذلك يكون هناك سبيل لتقليل آثار التغيرات المناخية ، من خلال اختيار هذه الحيوانات لتربيتها لإنتاج اللحم و اللبن و فى نفس الوقت تقليل انبعاثات غاز الميثان .

أقيم المنتدى بمشاركة العديد من العلماء والخبراء وعمداء و وكلاء الكليات من الوادى الجديد  والمعاهد التابعة لمركز البحوث الزراعية و زارة الزراعة ، و من ضمن الحضور الدكتور خالد الميرى بمعهد وقاية النباتات و المستشار عادل التراس مستشار وزير الزراعة و بعض الحضور من معهد الانتاج الحيوانى ، و ا.د وليد سنوسي عميد كليه الطب البيطري جامعه الوادي الجديد ، ا.د. ايمن يوسف كساب عميد كليه الزراعه جامعه الوادي الجديد ، ا.د حاتم حمدون
وكيل كليه الزراعه لشؤن الدراسات العليا والبحوث جامعه الوادي الجديد ، و ذلك تحت رعاية وزير الزراعة الدكتور السيد القصير ، و محافظ الاسكندرية اللواء محمد الشريف ، و رئيس مكتبة الاسكندرية الدكتور مصطفي الفقي ، ونقيب عام المهن الزراعية الدكتور السيد خليفة ، بالتعاون مع كلا من : مركز البحوث الزراعية، ومبادرة المليون شاب متطوع للتكيف المناخي ( سفراء المناخ )، والاتحاد النوعي للمناخ بحضور دكتور مصطفى الشربينى نائب رئيس الاتحاد ، و بمشاركة واسعة النطاق للمجتمع المدني في قطاع الزراعة للابتكار حلول التأقلم مع المناخ.