د. عمرو الحاج رئيس الهيئة فى حوار خاص ل ” العالم اليوم ”  .. الطاقة الذرية تدشن وحده تجريبيه لتصنيع شرائح السيليكون المستخدمه في الألواح الشمسيه خلال العام الجاري

– ندعم توجه الدولة للتوسع فى استخدام الطاقة النظيفة تمهيدا لمشاركة مصر فى مؤتمر الأطراف Cop27

– الأهداف الرئيسية للهيئة ونشاطاتها ترتكز على أهم محاور استراتيجية مصر للتنمية المستدامة 2030

– تغطية احتياجات السوق المصرى من النظائر المشعة لليود بنسبة 97% ومولدات التكنيسيوم  65 %

– الطفرات الجديدة للقمح تحقق إنتاج أعلى من الأصناف الحالية بنسبة 25% .. و تتميز بمقاومة الأمراض والتغيرات المناخية

– حصدنا المركز الخامس من حيث التقييم الدولى بين 301 مركز بحثي

– أحدث تطبيقاتنا استخدام جسيمات النانو المشعة المتميزة فى استهداف الخلايا المصابة بدقة لعلاج الأورام

– نساهم فى تدريب الكوادر الفنية للبرنامج النووي المصري و وضع مناهج مدرسة الضبعة

————–
طفرة غير مسبوقة ، حققتها هيئة الطاقة الذرية بعلمائها الآجلاء برئاسة الدكتور عمرو الحاج ، شملت تحديات عديدة فى مجالات استيراتيجية مختلفة ، تمس تحقيق رفاهية المواطن المصرى ، و تهدف لزيادة نمو الإقتصاد الوطنى ، نجاح على ارض الواقع يغزل خيوطه علماء مصريين بخطى ثابته ..
” العالم اليوم ” حاورت الدكتور عمرو الحاج رئيس هيئة الطاقة الذرية ، للوقوف على إستيراتيجية الهيئة فى تسويق الأبحاث القابلة للتنفيذ و التعرف على أهم مشروعات الدولة التى تساهم فيها الهيئة ، و كيف كان للهيئة و علمائها المصريين دور بارز فى تحقيق الإكتفاء الذاتى من المحاصيل الإستيراتيجية ، بالإضافة إلى المساهمة فى تحقيق أهداف استراتيجية مصر للتنمية المستدامة 2030 ، و استخدام الطاقة النظيفة تمهيدا لمشاركة مصر فى مؤتمر الأطراف Cop27 .

– إلى نص الحوار ..

– فى البداية .. حدثنا عن الدور الذى تقوم به أبحاث هيئة الطاقة الذرية لخدمة المجتمع ؟

هذا سؤال ضخم و الإجابة عليه تحتاج لساعات ، و لكن بإختصار ؛ تتناول الهيئة مجموعة متميزة من الأبحاث العلمية في مجالات الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية و التى تخدم مشروعات الدولة ، حيث يتم من خلالها وضع حلول للتحديات التي تواجه الكثير من الدول في مجالات تحلية ومعالجة المياه، توليد وتنوع مصادر الطاقة، المجالات الطبية في التشخيص والعلاج، استصلاح الأراضي، إنتاج الطفرات الزراعية، إنتاج النظائر المشعة، بحوث المياه الجوفية، بحوث الأمان النووي، الأمن النووي ، بالإضافة إلى معالجة النفايات المشعة.
كما أنه في إطار السعي للتطوير والتحديث المستمر والتقييم الدولي الذي تسعى اليه هيئة الطاقة الذرية المصرية،كأول مدرسة علمية للعلوم النووية والاستخدامات السلمية للطاقة الذرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا ، حصدنا المركز الخامس بين عدد 301 مركزاً بحثياً وذلك للتقييم الدولي ، والذي يتم بين 22 دولة من دول حوض البحر المتوسط والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويقوم بإجراء هذا التقييم السنوي مجموعة SCImago  الاسبانية والمكونة من المجلس الاعلى للبحث العلمي باسبانيا، جامعة غرناطة، جامعة كارلوس الثالث بمدريد، ويشارك معها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المصرية وكذلك الناشر العالمي ELSEVIER.
ويركز هذا التقييم على المراكز البحثية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتشمل معايير التقييم العامة نسبة 40% على البحث العلمي، 40% على الابتكار و 20% على خدمة المجتمع، وتشمل محددات ىالتقييم أيضاُ عناصر كثيرة منها: القيادة، التميز، جودة البحوث، عدد الأبحاث المنشورة، نسبة الأبحاث بالنسبة لعدد الباحثين، التعاون الدولي، التعاون الاقليمي، التعاون مع الصناعة، التطور المعرفي، الشركاء، الصحفة الالكترونية ، بالإضافة إلى نسبة البحوث ومشاركتها في اهداف التنمية المستدامة.
لذا فإن الأهداف الرئيسية لهيئة الطاقة الذرية ونشاطاتها ترتكز على أهم محاور استراتيجية مصر للتنمية المستدامة 2030 وهي المياه، الطاقة، الصحة، الغذاء والزراعة.

– ماهو حجم إنتاج الهيئة من النظائر المشعة ؟ و مدى تأمين احتياجات السوق المصرى ؟

انتاج الهيئة يستطيع تغطية احتياجات السوق المصرى من النظائر المشعة بنسبة تزيد عن 97% ، و قد حققنا بعض الانجازات في القطاع النووي في مصر ومنها على سبيل المثال:
– تأمين إحتياجات السوق المصري من النظائر الطبية المشعة من خلال وحدة إنتاج النظائر المشعة التابعة لمجمع مفاعل مصر البحثي الثاني مثل اليود السائل المشع بنسبة تزيد عن 97% ومولدات التكنيسيوم بنسبة تزيد عن 65 % . علماً انه تم تأمين كافة إحتياجات السوق المصري من النظائر الطبية المشار إليها طوال فترة تعليق حركات الملاحة الجوية والبحرية بسبب جائحة كوفيد 19.
– تشغيل وتطوير المعجل الإلكتروني بعد رفع قدرته من 1.5 مليون إلكترون فولت إلى 3 مليون إلكترون فولت وذلك لتحسين خواص الكابلات الكهربائية وإنتاج الأنابيب الإنكماشية مما يرتقي بالصناعة الوطنية بالإضافة إلى المساهمة في تطوير المعالجات الإشعاعية للمواد الغذائية وتعقيم بعض المستلزمات الطبية.
-تدشين إنشاء وحدة منتجات اليورانيوم بهيئة الطاقة الذرية تمهيداً لتوطين كافة مراحل دورة الوقود النووي بعد تخصيبها في أحد الدول الأجنبية صاحبة السبق في هذا المجال.

– لماذا توقف مشروع الهيئة لتصنيع خلايا الطاقة الشمسية من عام 2018 .. و هل هناك توجه لإحياؤه ؟

كان لدينا بالفعل مشروع لتصنيع خلايا شمسية بالتعاون مع اكاديميه البحث العلمي والتكنولوجيا ، خرجنا منه بنتائج قابله للتطبيق ، وقد توقف المشروع لنقص بعض الاجهزة حينذاك ، و قد قمنا بإحياؤه حيث جارى تدشين وحده تجريبيه صغيره لتصنيع شرائح السيليكون المستخدمه في الالواح الشمسيه خلال العام الجارى ، و سيتم من خلال مرحلتين ، المرحلة الأولي هي التشعيع في المفاعل ، ثم مرحلة التصنيع ، وهذا طبقا لتوجه الدوله للتوسع في استخدام الطاقه النظيفه ، تمهيدا لمشاركة مصر فى مؤتمر الأطراف Cop27 .

– ما هى أهم طفرات المحاصيل الزراعية التى نجحت أبحاث الهيئة فى انتاجها  و التى تساهم فى تحقيق الإكتفاء الذاتى ؟

لدينا خبرة متميزة لفريق العلماء في انتاج الطفرات الزراعية ، خاصة المحصول الإستراتيجى “القمح ” الذي يواجه محصوله نقصا عالميا نتيجة الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
و تمثلت خبرة الهيئة في استحداث طفرات زراعية ترجع لأكثر من 15 عام، وخلال الفترة الحالية قامت الهيئة باستحداث طفرات جديدة للقمح ويصل عددها ل 35 طفرة وقد تم تجربتها في المزارع التجريبية بأرض الهيئة بأنشاص على مساحة حوالي 2 فدان وذلك بغرض تقييم المحصول الأولي.
وسيتبع ذلك التقدم لوزارة الزراعة لاعتماد عدد 2 طفرة خلال هذا العام حيث أنها الجهة المسئولة عن اعتماد هذه الطفرات قبل استخدامها والسماح بتداولها لدى المزارعين.
وتشمل اختبارات وزارة الزراعة اختبار تجانس المحصول وسيتم ذلك في موقع الهيئة بأنشاص ويليه اختبارات حقلية على مستوى الجمهورية لاختبار مقاومة الأمراض والتصريح بالتداول.
كما أن هذه الطفرات الجديدة للقمح تحقق عائد أعلى من الأصناف الحالية الموجودة بنسبة حوالي 25% في الإنتاج كما أنها تتميز بمقاومة الأمراض والتغيرات المناخية المختلفة.
وتعد هذه الخطوة من هيئة الطاقة الذرية خطوة هامة جداً على المستوى الاستراتيجي للدولة والتي تسعى لتقليل الفجوة بين الإنتاج المحلي من القمح والاستيراد والذي تتراوح نسبة استيراده إلى 55% من حجم الطلب الاجمالي من القمح لمصر خاصة في ظل الظروف الحالية التي تواجه العالم والاضطرابات الحاصلة في أسواق المنتجات نتيجة الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

– ماهو أحدث ماتوصلت له الهيئة فى استخدامات الجسيمات النانوية المشعة فى مجال الطب النووى للتشخيص والعلاج للأورام ؟

أحدث تطبيقات النانوتكنولوجي المستقبلية متمثلة في تقنية توجيه الدواء باستخدام جسيمات النانو المرقمة بنظير مشع مناسب والقادرة على الوصول بسهولة إلى الخلايا المصابة بالأورام دون حدوث أي نتائج سلبية، حيث أن جسيمات النانو المشعة تتميز بقدرتها على استهداف الخلايا المصابة وعلاجها بدقة وكذلك إعطاء تصوير دقيق للمرض وهي تقنية حديثة ومتطورة لعلاج الأورام.

– ما هي استراتيجيه الهيئه في تسويق الابحاث والدراسات العلميه الخاصه بها؟

للأسف ، لدينا عجز في القدرات التسويقية كمركز بحوث و ذلك لعدم وجود هيكل و ادارة خاصة بالتسويق داخل الهيئه ، حيث لدينا كوادر علميه متميزه و نفتقد وجود كوادر تسويقية .

– إذن ..ما هي خطتكم المستقبلية لتسويق الابحاث؟

نحن فى حاجة إلى كوادر علميه شبابيه ، بالاضافه الى كوادر إدارية، واخرى تسويقيه ، حيث تم تقديم 10 ابحاث علميه فقط للشباب من ضمن 100 بحث خلال المؤتمر المنعقد مؤخرا وهو المؤتمر ال15 للإستخدامات السلميه للطاقه الذريه.

– ما هى مساهمات الهيئة فى مدرسة الضبعة الفنية و تدريب الطلاب و المناهج الدراسية المتخصصة ؟

هيئة الطاقة الذرية بعلمائها وخبراتها العلمية والفنية هي التي قامت بالمشاركة في التصميم المعماري والهندسي للمدرسة الفنية بالضبعة مع هيئة الأبنية التعليمية والجهات المعنية، وكذلك إعداد جميع المناهج العلمية المتخصصة المتعلقة بمجال عمل الهيئة وذلك لجميع مراحل الدراسة بالمدرسة الفنية بقيادة الأستاذة الدكتورة ليلى فكري – رئيس الهيئة الأسبق وفريق العمل.
كما تم تنظيم برنامج تدريبي متخصص بشقيه النظري والعملي لطلاب السنة النهائية بقسم الالكترونيات بالمدرسة الفنية النووية بالضبعة النووية والتي تسعى لتوفير الكوادر الفنية للبرنامج النووي المصري.
كما تم منذ أيام تنفيذ التدريب بمعامل هيئة الطاقة الذرية بأنشاص متمثلة في قسم الهندسة والأجهزة العلمية والذي أنشأ منذ عام 1962، ويعتبر مدرسة علمية متميزة تذخر بها هيئة الطاقة الذرية في مجال الأجهزة العلمية والهندسية والالكترونيات المتخصصة في المجال النووي، وذلك تحت اشراف الأستاذ الدكتور هانى كسبان رئيس القسم وبمعاونة نخبة من السادة أعضاء هيئة التدريس بالقسم.

– هل مصر مستعده لحدوث اي تسرب اشعاعي على مستوى عالي؟

فكرة حدوث تسرب اشعاعي مبدئيا ضعيفه جدا ، وذلك لأن أي منشأه إشعاعية يتم انشاؤها يتم إتخاذ جميع تدابير الآمان الاشعاعي، بالإضافة الى الاهتمام بحداثة التكنولوجيا المستخدمة و الآمنه ، هذا بالاضافه لآمن المباني والانشاءات المصممة على درجة عالية من الآمان و المتابعة ، وبالتالى فرص حدوث تسرب اشعاعي تأول إلى الصفر .
كما أن الهيئه بها مفاعل أول منذ عام 57 ، بالإضافة إلى المفاعل الثاني عام 98 ,ولم يحدث اي حوادث اشعاعيه تذكر.
كما اننا لدينا بالهيئه اداره خاصة للنفايات المشعه والتي تقوم بحصر المصادر المشعه الموجوده في مصر ومن ثم تجميعها والتخلص منها بشكل آمن.