الجوانب الاقتصادية لمحطة الضبعة النووية
في يوم 17 يناير، 2022 | بتوقيت 7:39 م

يعد مشروع إنشاء محطة الضبعة النووية من المشاريع العملاقة التي لها فوائد عديدة على الاقتصاد المصري وهي أحد مصادر الطاقة النظيفة بجانب المصادر المتجددة وتلعب دورا بارزا كأحد الحلول الجوهرية لتقليل انبعاثات الكربون ولمجابهة ظاهرة الاحتباس الحراري، انه حلم مصري لأكثر من نصف قرن لكنه بات قريب المنال وخلال سنوات قليلة سيكون واقعا يضيف عنصرا جديدا لمزيج الطاقة في مصر ويتوافق ورؤية مصر 2030، وهنا يجب ان نرفع الشكر ونقدم التحية للقيادة السياسية في مصر ولمعالي وزير الكهرباء ولرئيس وقيادات هيئة المحطات النووية لجهودهم ودعمهم المتواصل لتحقيق هذا الحلم .
ونذكرهنا إشادة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمدى الدعم الذي توليه الحكومة المصرية للبرنامج النووي مع التزام واضح بالأمن والأمان وعدم الانتشار، حيث قامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمهمة (الإنير) وهي عبارة عن (المهمة المتكاملة لمراجعة البنية التحتية النووية في مصر) خلال الفترة من ٢٧ اكتوبر حتى ٦ نوفمبر ٢٠١٩ وقد أتت زيارة فريق خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضمن اهتمام مصر بالتعاون مع الوكالة والاستفادة من خبراتها وبرامجها، إدراكاً بأهمية الطاقة النووية وتطبيقاتها السلمية في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وقد تمت المهمة بدعوة من الحكومة المصرية ممثلة في هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء كونها المالك والمشغل لمحطات القوى النووية في مصر بهدف إجراء المراجعة المتكاملة للبنية التحتية النووية المصرية INIR)) واختتمت فعالياتها في السادس من نوفمبر لعام 2020. وقد أعرب فريق مهمة المراجعة المتكاملة للبنية التحتية النووية بأن مصر قامت بجهود مكثفة لتطوير بنيتها التحتية استعدادا لمرحلة إنشاء المحطة النووية. وقد قام نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية السيد/ ميخائيل تشوداكوف في 24/9/2020 بتسليم التقرير النهائي الى البعثة المصرية بالمؤتمر العام للوكالة الدولية لطاقة الذرية في فيينا وحضور السيد سفير مصر في فيينا. حيث يعد هذا الحدث اليوم معلما هاما في طريق مصر لإنشاء محطة الطاقة النووية، كما سلط التقرير الضوء على مدى الدعم الذي توليه الحكومة المصرية للبرنامج النووي مع التزام واضح بالأمن والأمان وعدم الانتشار.
وفى مسار انجاز مشروع الضبعة تم اختيار مشروع الضبعة النووي كأحد أفضل ثلاث مشاريع من حيث البدء أو الانطلاقة على مستوى العالم حيث حصل المشروع على جائزة روس أتوم لثاني أفضل مشروع في العالم على هامش انطلاق فعاليات الدورة الحادية عشر لأكبر مؤتمر ومعرض نووي في العالم” روس أتوم إكسبو ٢٠١٩” الذى عقد بمدينة سوتشى الروسية، وتعتبر تلك الجائزة الأولى من نوعها التي يحصل عليها مشروع بمنطقة الشرق الأوسط بوجه خاص، حيث أشادت اللجنة وأعضاؤها بالمستوى الذي يتم تنفيذ مشروع الضبعة والخطوات الهامة والحيوية التي تم اتخاذها على مدار الفترات السابقة معتبرين أن ما يحدث في مشروع الضبعة إنجاز كبير. وفاز المشروع ايضا بالمركز الأول في جائزة مصر للتميز الحكومي في دورتها الثانية حيث حصلت هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء على جائزة أفضل فريق عمل (فريق الإشراف على تنفيذ مشروع الضبعة) كأفضل فريق عمل بجمهورية مصر العربية من بين 108 فريق تقدموا للحصول على هذه الجائزة.
تلعب صناعة الطاقة النووية دورًا مهمًا في خلق فرص العمل والنمو الاقتصادي، ويقينا نحن في حاجة الى محطات توليد الطاقة الجديدة النظيفة لتوفير الكهرباء لتلبية الطلب المتزايد وتطوير البنية التحتية. ان الطاقة النووية هي التكنولوجيا الوحيدة المجربة التي يمكن أن توفرها الكهرباء الخالية من الانبعاثات وبأسعار معقولة، التزاما بما صدر عن قمة الأرض في ريو دي جانيرو 1992 وما تضمنه الهدف السابع للأمم المتحدة في استراتيجية التنمية المستدامة، وقمة المناخ في باريس 2015 وخطة الأمم المتحدة العشرية للطاقة المستدامة للجميع (2014-2024) وما اقره وزراء الطاقة العرب مؤخرا نحو استراتيجية الطاقة المستدامة للمنطقة العربية. وما أقرته قمة جلاسكو للمناخ 2021.
وتتميز المحطات النووية انها تعمل على مدار 24 ساعة يوميا، 7 أيام في الأسبوع. وهي مصممة للعمل لفترات أطول، ولذلك تعتبر مصدر الطاقة الأكثر موثوقية، وهي أكبر مصدر للطاقة النظيفة فمن مزايا وفوائد الطاقة النووية: قدرتها الإنتاجية الكبيرة في توليد الطاقة حيث انه عند الاحتراق الكامل لعدد 1 كجم من اليورانيوم (والذي يُستخدم في الوقود النووي) يتم إنتاج طاقة تعادل تلك المنبعثة من حرق 100 طناً من الفحم الحجري عالي الجودة. تقليل الانبعاثات حيث تسهم محطات الطاقة النووية في أوروبا كل عام بتجنب انبعاث 700 مليون طناً من غاز ثاني أكسيد الكربون كما تجنب محطات الطاقة النووية العاملة في روسيا انبعاث 210 مليون طناً من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا إلى الغلاف الجوي حيث تسمح محطات الطاقة النووية في أوروبا كل عام بتجنب انبعاث 700 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا، وفي اليابان تجنب انبعاث 270 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون إن الطاقة النووية هي التكنولوجيا الوحيدة المُجربة والتي يمكن أن توفر كهرباء خالية من الانبعاثات وبأسعار معقولة، يأتي ذلك وفقاً لما صدر عن قمة الأرض في ريو دي جانيرو 1992، ما تضمنه الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، قمة المناخ في باريس 2015، خطة الأمم المتحدة العشرية للطاقة المستدامة للجميع (2014-2024)، ما اقره وزراء الطاقة العرب مؤخرا نحو استراتيجية الطاقة المستدامة للمنطقة العربية، ما أقرته قمة جلاسكو للمناخ 2021. التطور الاقتصادي حيث تسهم كل وظيفة واحدة في تشييد محطة الطاقة النووية في خلق 10 وظائف في القطاعات ذات صلة. ويساهم تطور الطاقة النووية في نمو البحث العلمي والقدرات الفكرية القومية. الحفاظ على موارد الطاقة من البترول والغاز الطبيعي حيث أنها موارد ناضبة وغير متجددة بالإضافة إلى تعظيم القيمة المضافة من خلال استخدام البترول والغاز الطبيعي كمادة خام لا بديل لها في الصناعات البتروكيميائية والأسمدة. تطوير الصناعة المصرية من خلال برنامج طويل المدى لإنشاء المحطات النووية تتصاعد فيه نسب التصنيع المحلي.
فتطوير الصناعة المصرية من أولويات المشروع النووي المصري من خلال برنامج طويل المدى لإنشاء المحطات النووية تتصاعد فيه نسب التصنيع المحلي في كل وحدة جديدة طبقاً لخطة واضحة وملتزم بها، مما سيحدث نقلة ضخمة في جودة الصناعة المصرية وإمكاناتها ويزيد من قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية بسبب المعايير الصارمة للجودة التي تتطلبها صناعة المكونات النووية والتي ستنتقل بالضرورة إلى صناعة المكونات غير النووية التي تنتجها نفس المصانع. وتتصاعد نسب المشاركة المحلية للمشروع بدءا من الوحدة الأولى بنسبة 20% وصولا للوحدة الرابعة بنسبة 35 % مما سينعكس على الاقتصاد المصري وتطوير الصناعة.
مشروع المحطة النووية من شأنه أن يؤكد دور مصر كدولة رائدة في منطقة الشرق الأوسط وقارة إفريقيا ووضعها على خريطة الدول المتقدمة في كل المجالات، وسوف يؤدى المشروع الى تنمية منطقة الضبعة وحدوث رواج اقتصادي بالمنطقة من خلال فتح اسواق جديدة اثناء عمليات الانشاء والتشغيل – الاستفادة من بناء العديد من الاسواق التجارية لتوفير احتياجات العاملين بالمشروع ولسكان مدينة الضبعة -الاستفادة من تطوير البنية التحتية من مرافق مياه وكهرباء وطرق واتصالات – الاستفادة من تطوير الخدمات الصحية (مستشفى متطور – خدمات اسعاف …) والتعليمية (مدارس متطورة لمختلف الأعمار السنية) – الاستفادة من وضع المشروع النووي على قائمة المزارات السياحية بمصر، وبجانب اسهامات مشروع محطة الضبعة النووية في نمو الناتج المحلي المصري، سوف يساهم أيضا في ايجاد فرص عمل سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من خلال الانشطة المصاحبة للمشروع وسوف تكون الأولية في هذه الفرص لأبناء المنطقة المحيطة بالموقع في الضبعة، فإنشاء محطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء سيعمل على خلق العديد من فرص العمل؛ حيث سيتطلب ذلك وجود عمالة من مختلف التخصصات خلال فترة إنشاء الوحدات الأربع، حيث أن المشروع النووي سيعمل على إيجاد فرص عمل سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من خلال الأنشطة المصاحبة للمشروع فمن المتوقع أن تصل إلى 12 ألف فرصة عمل يوفرها المشروع في مراحل الإنشاء و3 آلاف فرصة عمل متوقعة يوفرها المشروع في مرحلة التشغيل كل هذا سوف يعود بالعديد من الفوائد على التنمية الشاملة والمستدامة.







