42 مليار دولار.. خسائر شركات الإعادة العالمية من جراء الكوارث الطبيعية
في يوم 23 ديسمبر، 2021 | بتوقيت 3:16 م
كتب: عاطف فهيم
أحمد حسن درويش :
إختيار مصر لإستضافة مؤتمر الأطراف فى إتفاقية ” كوب 27 ” نوفمبر المقبل يجسد الجهود المصرية لمواجهة تغيرات المناخ
ضرورة التنسيق بين الأطراف الفاعلة فى السوق للعمل مع التحالف التأمينى العالمى للوصول بانبعاثات الكربون إلى المستوى صفر بحلول عام 2050
أخيرا إتفق قادة العالم وخاصة قادة الدول الصناعية الكبرى على أن كوكب الأرض بات مهددا بكوارث خطيرة تفوق طاقة البشرية ، فحرارة الأرض تتجه للإرتفاع ، وثقب الأذون تتسع دائرته ، وإنبعاثات غاز ثانى أكسيد الكربون باتت تحاصر الحياة بكل تنوعاتها ، وحراق الغابات ، إلى جانب قطع الأشجار والذى يتم بوتيرة عالية ، وذوبان الجليد ، والعواصف المدمرة ، والفيضانات غير المسبوقة ، والزلازل التى تقضى على الأخضر واليابس ، كل هذه الشياطين خرجت من عباءة واحدة إسمها ” التغيرات المناخية “.. ويبقى الإنسان هو العدو الأول للحياة من جراء عدم إحترامه للبيئة !!. قادة العالم إتفقوا على ضرورة خفض الإنبعاث الحرارى وإتخاذ خطوات ملموسة على الأرض حفاظا على الحياة فى هذا الكوكب التعيس . العديد من المؤسسات والقطاعات الإقتصادية العالمية لم تنتظر توجيهات الحكومات وبدأت بالفعل وضع شعار ” نحو بيئة أمنة ” على رأس أولويات عملها حتى لو أدى الأمر لتغاضيها عن مكاسب مالية كبيرة جدا كانت تحصدها . والسؤال الذى يهمنا : وماذا عن صناعة التامين عالميا ومحليا فى بلادنا ؟.. ومالذى يمكن أن تقدمه هذه الصناعة حفاظا على البيئة ودعما لجهود حكوماتها فى هذا المضمار ؟.
يقول علاء الزهيرى رئيس الإتحاد المصرى للتأمين : علينا أن نقر أولا بأن صناعة التأمين وإعادة التأمين هي بالأساس صناعة عالمية تمتد تأثيراتها لكافة أسواق العالم ، وفى ضوء الخسائر المالية الكبيرة التى تكبدتها الشركات وخاصة شركات الإعادة العالمية فإن الأسعار ستتجه للإرتفاع نظراً للتحديات التي تواجه الصناعة كالتغير المناخي ، إلى جانب ماخلفته وماتزال جائحة كورونا من أثار سلبية على إقتصادات معظم دول العالم ، فشركات إعادة التأمين العالمية لم تحقق أرباحا عالية في السنوات الخمس الأخيرة، وهي مضطرة لمواجهة الكوارث وانخفاض العائد على رأس المال ، وهو ماأوضحه وأكد عليه المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا وجنوب ووسط آسيا بمؤسسة AM BEST وهو مايؤكد أيضا وجهة نظرنا فى هذا الصدد . ووفقا لبيانات الأمم المتحدة وIPPC فإن منطقة الشرق الأوسط ــ يقول علاء الزهيرى ــ ستتعرض للعديد من الكوارث في الفترة القادمة، ومن ثم فإن دول المنطقة عليها الإستعداد لمواجهة الكوارث وتقليص الفجوة التأمينية ، متطرقا فى سياق حديثه لشركات إعادة التأمين العربية التى يجب أن تلقى كل الدعم والمساندة ، لتخطى العوائق والصعوبات التى تواجهها .
وحول الدور الذى يمكن أن يلعبه الإتحاد المصرى للتأمين حفاظا على البيئة من جهة ، ومقدرات مصر الإقتصادية من جهة أخرى .. أوضح علاء الزهيرى أن الإتحاد المصرى للتأمين ولكونه الحاضن الشرعى لكل الشركات العاملة فى السوق المصرى يواكب كل المستجدات والمتغيرات محليا وعربيا وإقليميا وعالميا إن كانت سياسية أوإقتصادية أوإجتماعية ، وهويولى المتغيرات البيئية إهتماما كبيرا ويضعها حاليا على رأس إهتماماته نظرا للإرتباط الوثيق بين البيئة والتنمية المستدامة التى تسعى الدولة لتحقيقها ضمن أهداف قومية أخرى تتوائم مع أهداف عالمية ، وتصب فى فى نهاية المطاف فى صالح التنمية , ومن منطلق هذا الدور الوطنى للإتحاد المصرى للتأمين ، فقد أصدر الإتحاد مؤخرا عددا من التوجيهات هى الأقرب للتوصيات المهمة والملحة لكى تعمل فى إطارها شركات التأمين ، حيث يمكن لشركات التأمين ابتكار منتجات تأمينية تدعم التخفيف من حدة تغير المناخ في 9 مجالات ذات أولوية وهي : ” تمكين وتشجيع الخيارات منخفضة الكربون ــ تعميم تشجيع التخفيف من آثار تغير المناخ من خلال الاستعادة الفعالة والمرنة ــ تطبيق خدمة المطالبات المستدامة بيئيًا ــ تمكين تدفقات رأس المال نحو الحلول الخضراء من خلال حلول تحويل المخاطر ــ إنشاء تعويضات الكربون القائمة على الإزالة من خلال حماية رأس المال الطبيعي ــ توسيع نطاق التقنيات والشركات الناشئة منخفضة الكربون ــ دعم إيقاف التشغيل المستدام للأصول كثيفة الكربون ــ تطوير خدمات استشارية بشأن المخاطر لدعم فهم ونهج التخفيف من آثار المناخ لدى العملاء ــ تطوير حلول لتقليل المسؤولية المناخية وخطر الدعاوى البيئية ” .
يتفق أحمد حسن درويش العضو المنتدب لشركة رويال للتأمين مع ماذكره رئيس الإتحاد المصرى للتأمين من مخاطر جسيمة كارثية تحيق بكوكب الأرض وتؤثر على الحياة فيه على كافة الأصعدة ، وستخلف أثارا سلبية كبيرة على كافة الأنشطة الإقتصادية وفى القلب منا نشاط التأمين وإعادة التأمين ، مضيفا بقوله : إن الأمل يحدونا جميعا لتخطى هذه الكارثة بإتفاق قادة العالم رغم المنافسات الشرسة بينهم فى مختلف الميادين على ضرورة تخفيف حدة التلوث البيئى ، والتقليل من الإنبعاث الحرارى، والحد من حرائق الغابات حتى تهدأ الطبيعة ، ولاتتعرض الأرض لكوارث غير مسبوقة .
واستطر أحمد حسن درويش بقوله : ومايزيدنا تفاؤلا ليس فقط إتفاق قادة العالم ، بل إن أكبر المؤسسات المالية في العالم أصبحت تدرك أن تحوُّل الطاقة يمثل فرصة تجارية واسعة بالإضافة إلى كونه ضرورةً بالنسبة لكوكب الأرض ، ومع تحرك الدول في جميع أنحاء العالم لنزع الكربون ستنعكس المبالغ الكبيرة التي تخصصها هذه المؤسسات لتمويل المناخ أيضاً فهماً متزايداً لمدى أهمية الوصول إلى اقتصاد عالمي منخفض الكربون لنماذج أعمالها .
وفيما يتعلق بالسوق المصرى .. يؤكد أحمد حسن درويش أن هناك إهتمام كبير من الدولة المصرية بمشاكل المناخ تجسد في إعلان الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ اختيار مصر ممثلًا عن قارة أفريقيا لاستضافة فعاليات الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية كوب 27، المتوقع انعقادها في نوفمبر من العام المقبل 2022 بمدينة شرم الشيخ، كما كان للاتحاد المصري للتأمين السبق في إنشاء لجنة متخصصة للتأمين المستدام لبحث ودراسة تحقيق أهداف التنمية المستدامة ٢٠٣٠ وربط صناعة التأمين باستراتيجية الدولة و الاتجاهات العالمية للتنمية المستدامة ومنها الأهداف والمحاور ذات العلاقة بالبيئة. إن تضافر كافة الجهود محليا وعالميا سواء على مستوى الدول أو المؤسسات والكيانات الإقتصادية على تنوعها كفيل بالحد من الكوارث الطبيعية التى تزايدت وتفاقمت خسائرها من جراء التطاول على الطبيعة ، وحسبنا فقط للتدليل على ذلك أن نشير للدراسة البحثية التى أجرتها شركة “سويس ري” العالمية لإعادة التأمين والتى كشفت فيها عن أن الكوارث الطبيعية التى ضربت العالم خلال النصف الأول من العام الجارى 2021 كلفت شركات إعادة التأمين خسائر تقدر بنحو42 مليار دولار .
ويرى أحمد حسنى رئيس مجلس إدارة شركة كولينز لوساطة التأمين وأحد أصحاب الخبرات الكبيرة حيث عمل فى سوق لندن لسنوات عديدة أن شركات الوساطة التأمينية محليا وعالميا هى شريك أصيل مع الجهود العالمية للوصول لصافى الإنبعاثات الصفرى ، فهو هدف حاسمٌ طويل الأجل، فالتخفيض الحاد للانبعاثات – خاصةً من قبل أكبر مصادر انبعاثات غازات الدفيئة أمر ضروري خلال السنوات الخمس إلى العشر القادمة من أجل الحفاظ على الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية و الحفاظ على مناخ صالحٍ للحياة، ولقد قامت ثمانية من شركات التأمين وإعادة التأمين الرائدة في العالم بتأسيس تحالف دولى والتزموا من خلاله بتحقيق عدد من الأهداف الرئيسية وعلى رأسها ” الانتقال بجميع العمليات التى تشمل أو التى تساهم فى حدوث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من محافظ الإكتتاب الخاصة بالتأمين وإعادة التأمين والوصول بها إلى مستوى الصفر من انبعاثات الكربون بحلول عام 2050 ــ دعم تنفيذ الأطر الخاصة بإفصاح المؤسسات والتى تتعلق بالوصول بانبعاثات الكربون إلى مستوى الصفر و صناعة التأمين، مثل توصيات فريق العمل المعني بالإفصاحات المالية المتعلقة بالمناخ والتابع لمجلس الاستقرار المالي(TCFD) ، والنظر في الأطر الناشئة مثل فرقة العمل المعنية بالإفصاحات المالية المتعلقة بالطبيعة ــ التواصل مع العملاء الحاليين والعملاء المحتملين؛ خاصةً أولئك الذين لديهم أكثر الأنشطة كثافة فى استخدام الغازات الدفيئة والانبعاثات من الغازات الدفيئة بشأن استراتيجيات نزع الكربون ومسارات الانتقال إلى مستوى الصفر ــ إعداد وتقديم منتجات وحلول وترتيبات للتأمين وإعادة التأمين للتقنيات التى تتسم بالانبعاثات المنخفضة وعديمة الانبعاثات وكذلك تقديم حلول قائمة على الطبيعة والتى تعتبر أساسية للانتقال إلى مستوى الصفر ــ تحسين إدارة المطالبات بطريقة مستدامة بيئياً لتعزيز الاقتصاد الذى يشمل مستوى الصفر من انبعاثات الكربون ــ دمج المعايير الخاصة بالأخطار المتعلقة بمستوى الصفر ونزع الكربون الخاصة بالشركة فى الأطر الخاصة بإدارة المخاطر (مثل أطر إدارة المخاطر البيئية والاجتماعية والحوكمة / الاستدامة) المطبقة على محافظ الاكتتاب وتعزيز حقوق الإنسان” .