محللون: الارتفاعات القياسية تمنع وجود صناديق للاستثمار فى الذهب

في يوم 14 فبراير، 2020 | بتوقيت 1:44 م

: العالم اليوم

أعلن محللون بسوق المال، أن المعوقات التى تحول دون إنشاء صناديق متخصصة للاستثمار فى الذهب كثيرة، بالرغم من أنه مخزن للقيمة أمام المتغيرات الاقتصادية المختلفة فى المقام الأول، كما أن الاستثمار فى الذهب يعد من أداة للتحوط من أى تقلبات سياسية أو تباطؤ اقتصادى

وأكدوا أن سرعة دوران العملة لا يتناسب مع سرعة دوران الاستثمارات فى المعادن المختلفة، موضحين أن وجود صناديق للاستثمار في الذهب ليس وقته الآن، وذلك نتيجة للارتفاعات القياسية التى شهدها الذهب خلال السنوات السابقة، بالإضافة إلى أن هناك حاجة إلى توجيه رؤوس الأموال إلى المشروعات الإنتاجية لتشجيع الناتج المحلى، وتشغيل القوي العاملة، ودوران عجلة الإنتاج

وكانت قد أثارت تصريحات رجل الأعمال الشهير نجيب ساويرس بوضعه نصف ثروته، التي تقدر بنحو 5.7 مليار دولار، في الذهب، وذلك لتوقعاته أن أسعار الذهب سترتفع كثيرًا الفترة المقبلة ردود فعل واسعة في مصر، لاسيما أنه صادر عن واحد من أهم رجال الأعمال ليس في مصر وحدها بل في العالم

وتوقع رجل الأعمال الشهير نجيب ساويرس لشبكة بلومبرج الأمريكية أن ترتفع أسعار الذهب من 1300 دولار للأونصة في الوقت الحالي إلى حوالي 1800 دولار خلال الفترة القادمة، مما يحقق مكاسب ضخمة في الاستثمار

قال صفوت عبد النعيم، المحلل المالى ومدير فرع شركة مباشر لتداول الأوراق المالية، إن أسواق الذهب والمعادن أسواق عالمية، أى أن أسعارها تتوقف على حجم الطلب والعرض عالميا على السلعة، ويستثمر فيها الحكومات والشركات والمستثمرين وفقا لضوابط وشروط معينة، مؤكدا أن هذا يعنى أن السوق غير موجود محليا حتى يتم إنشاء صناديق استثمار للاستثمار فى الذهب

وأشار إلى أن فكرة إنشاء صندوق للاستثمار فى الذهب تقوم أساسا على مبدأ الحيطة والحظر والاستثمار الأقل مخاطرة، وهذا لا يتماشى مع الاستثمار فى المعادن التى تتأثر بأى أحداث أو أخبار عالمية فى أى رقعة بالعالم

وقال، إن حركة الاستثمار فى الدهب تتوقف فى المقام الأول باعتباره الملاذ الآمن ضد تقلبات أسعار العملات والنفط، فالذهب هو الغطاء الأساسى والأولى لإنشاء النقود أى العملات، ويلجأ المستثمرون إليه فى حالة أى توترات سياسية أو عسكرية استراتيجية فى العالم، وخاصة بالشرق الأوسط، أو كملاذ آمن فى حالة أى حروب تجارية بين الدول وكذلك الضغط على عملات الدول العظمى بسياسات نقدية أو تجارية، وبالتالى يتم الرجوع إلى مخزن القيمة إلا وهو الذهب.

وأوضح أنه كلما زادت التوترات السياسية والعسكرية والتجارية كلما زاد الطلب على الذهب، وبالتبعية ارتفاعه مقابل العملات، والعكس صحيح كلما كان هناك استقرار عالمى ونشاط تجارى وتعاون دولى، كلما اتجه المستثمرين إلى تسييل جزء من القيمة المخزنة بالمعدن الأصفر، لضخه فى استثمارات تنموية أخرى

وأشار إلى أن هذا ما يترجمه الوضع الحالى وتذبذب الحالة الاستثمارية بين الذهب وباقى الاستثمارات، سواء بأسواق العملات أو الأسهم أو السندات، ورأى أنه لاتزال الأجواء السياسية والعسكرية بالشرق الأوسط تسيطر على حركة الذهب عالميا، مع أى تصريح بتوجيه ضربات عسكرية لسوريا من جانب أمريكا، وترقب رد الفعل من الجانب الروسى

ولكن مع تكرار التهديدات يتضح انها حرب باردة ليس أكثر، وغير فعالة، وبالتالى يكون من المتوقع معها مزيد من التراجع فى أسعار الذهب الفترة القادمة، وتحويل الاستثمارات إلى أسواق المال والاستثمارات المباشرة

وأوضحت عصمت ياسين المدير التنفيذى بالمجموعة الأفربقية أن الاستثمار فى المعدن الأصفر النفيس يعد من أوجه الاستثمار الآمن، حيث يعد أقل تأثرا بالتذبذب العالى الذى يتم فى المتاجرة بالسلع والنفط، وأيضا سوق الأسهم، والتى تتأثر بالأخبار السياسية والاقتصادية والتغيرات بالسياسة النقدية، وبالتالى يلجأ معظم المتداولين لوضع حصة من ثراوتهم فى الصناديق التحوطية كوسيلة فعالة ضد تغير معدلات التضخم، على عكس العملات الورقية، والتى يمكن أن تفقد قيمتها بسبب الإنفاق الحكومى المفرط، أو الاستثمار فى الأصول مثل العقارات، أو الإدخار، موضحة أنه فى أحسن الأحوال يكون هناك ثبات فى مستويات سعرية محدودة دون تغيير، مما يعرقل فرصة الاستثمار ويضعف تنافسيتها مع الاستثمار فى الذهب، والذى يعد استثمار طويل المدى يؤتى بعائد متزايد، وفى نفس الوقت تحوطى ضد أى تقلبات سياسية أو اقتصادية أو صناعية

وعن أهم المعوقات التى تواجه تدشين صناديق للاستثمار فى الذهب، قالت إنه بالرغم من اعتبار الاستثمار فى الذهب مخزنا للقيمة الثابتة أمام المتغيرات الاقتصادية المختلفة فى المقام الاول، ويعد استثمار تحوطى ضد أى تقلبات سياسية أو تباطؤ اقتصادى، إلا أن سرعة دوران العملة لا يتناسب مع سرعة دوران الاستثمار فى المعادن المختلفة مثل الفضة والتى تستخدم فى الصناعة، وكذلك الحديد، والألمنيوم وأشارت إلى أن هذه تجارة المعادن ترتكز بشكل رئيسى فى أمريكا، وتشهد تباطؤ بدعم من عدم اليقين بمعدلات التضخم، مما يفتح الباب لاستمرار ارتفاع الفائدة على الدولار، كما يشهد الذهب تراجعات قوية مع ارتفاع سوق الأوراق المالية

وبنظرة سريعة على تداول الذهب خلال الجلسات الأخيرة، مع استمرار تواجد المؤثرات السلبية بالشارع السياسى الدولى، نجد أنه كان آمنا مع التوترات السياسية بين أمريكا وكوريا الشمالية، كما أن هناك معامل ارتباط عكسى مع تراجع الدولار، ليشهد حركة سعرية صاعدة ليواجه مستوى أعلى الـ 1300 دولار، والتى استطاع بالفعل اختراقها خلال تداولات الخميس الماضى وصولا إلى 1306 نقطة

وتوقعت أن يحاول المعدن الأصفر البحث عن قمة جديدة قرب مستوى 1325 – ثم 1355 دولار، وأشارت إلى إنه فى حال ظهور تقلبات أخرى فى سعر الدولار، يعاود الذهب اختبار مستويات الدعم القريبة ليصبح أولى مستهدفاته عند 1290 – ثم 1275 دولار، وبكسرها لأسفل يعاود اختبار مستوى الـ 1266 دولار، والتى من المتوقع ان تشهد قوة شرائية قوية من الصناديق التحوطية والتى توقف تراجع المعدن النفيس ليرتدد لأعلى مرة أخرى

وفى سياق متصل، رأى سعيد الفقى مدير فرع بشركة أصول لتداول الأوراق المالية أن الذهب دائما يعد الملاذ الآمن للاستثمار فى كثير من الأوقات

وتابع:” بنظرة سريعة للاستثمار في الذهب خلال العشر سنوات السابقة نجد أنه ارتفع إلى ما يقرب من عشر أضعاف من 70 جنيها إلى 700 جنيها، نتيجة لهروب رؤوس الأموال إليه خوفا من مخاطر الاستثمارات الاخرى”

ورأى أن وجود صناديق للاستثمار في الذهب ليس وقتها الآن، وذلك نتيجة للارتفاعات القياسية التى شهدها الذهب خلال السنوات السابقة، بالإضافة إلى أن هناك حاجة إلى توجيه رؤوس الأموال إلى المشروعات الإنتاجية لتشجيع الناتج المحلى، وتشغيل القوى العاملة، ودوران عجلة الإنتاج، موضحا أن هذا بالطبع يعود بالايجاب على الاقتصاد بشكل عام، وخاصة بعد مجموعة القرارات والقوانين التى قامت بها الدولة خلال العام ونصف الماضيين، والتى تحث وتشجع علي الاستثمار بشكل عام

وفيما يخص اتجاهات أسعار الذهب خلال الفترة القادمة توقع حالة من الثبات، وعدم حدوث طفرات سعرية كما حدث فى السنوات السابقة، وأرجع ذلك باستبعاد حدوث تطورات على الساحة العسكرية فى المنطقة، والتى تؤثر بدورها بشكل كبير على أسعار الذهب والبترول.

وأشار إلى أن كل ما تشهده المنطقة عبارة عن حرب باردة، عبارة عن رسائل الغرض منها سياسى وليس عسكرى، لذلك من المتوقع ألايحدث اختلاف فى سعر الذهب، وخاصة معاودته للصعود الحاد خلال الفترة القادمة

وقال:” الكثير يعتقد أن الذهب هوالملاذ الآمن في حالات كثيرة، نظرا لأنه خلال السنوات السابقة يحتفظ بقيمتة الأصلية في أصعب الظروف، بل ارتفع تدريجيا حتى وصل إلى 700 جنيها للجرام تقريبا، كما أن الكثير من المستثمرين يجدوا أن أموالهم تكون أكثر حماية بوجودها فى الذهب حتى فى حال عدم تحقيقهم ربح”