طارق متولى : البنوك الرقمية وصناعة المستقبل

اكثر من 400 بنك رقمى فى جميع انحاء العالم ولاتزال السوق تنمو بسرعة

4 انواع للبنوك الرقمية حول العالم

في يوم 3 ديسمبر، 2021 | بتوقيت 2:19 م

كتبت: شيرين محمد

عرض طارق متولى الخبير المصرفى ونائب رئيس بنك بلوم سابقاً إلى البنوك الرقمية ودورها الذى اصبح واقعاً ملموساً فى المستقبل ، واشار إلى بداية ظهور البنوك الرقمية والاختلافات الجوهرية بينها وبين البنوك التقليدية ، واوضح انه مع بداية الازمة المالية العالمية فى عام 2008 ، واعقبتها ازمة جائحة كورونا أظهرت الحاجة إلى رؤية جديدة لعالم المال والاعمال فى العالم ، وتجربة مصرفية جديدة أفضل وأكثر سرعة ومرونة وتكلفة وجهد ووقت أقل تمثلت فى ظهور البنوك الرقمية فى عام 2013 والتى تقدم عروض وخدمات مصرفية حديثة مصممة خصيصا للهواتف الذكية والعالم الرقمى والانترنت، ويوجد حالياً اكثر من 400 بنك رقمى فى جميع انحاء العالم ولاتزال السوق تنمو بسرعة من حيث العدد والحجم ، وأن الفرص المصرفية الرقمية كبيرة فى ظل نمو حجم سوق الخدمات المصرفية الرقمية العالمية 2.89 تريليون جنيه دولار أمريكى فى عام 2018 ، ومتوقع لها أن تصل إلى 5.79 تريليون دولار أمريكى فى عام 2027 .
واضاف طارق متولى ان ثورة تكنولوجيا المعلومات قد ألقت بظلالها على كافة مناحى الحياة ، وما اظهرته هذه التقنيات والابتكارات من رفع مستوى وصول الافراد والشركات الصغيرة فى الحصول على الخدمات المالية والمصرفية بتكلفة أقل وسرعة أكبر دون اى قيود زمانية او مكانية او اجرائية .
وفى ضوء أن التحول الرقمى بات ضرورة ملحة لايمكن تجاهله كما ان الإتجاه المتسارع نحو تكامل الصناعات المالية مع التقنيات الحديثة ( fintech ) يتيح الحصول على منتجات جديدة قادرة على التغيير بصورة جذرية عن الطريقة التى تدير بها المؤسسات المالية والمصرفية اعمالها حالياً .
واشار طارق متولى إلى ان البنوك الرقمية لاتعنى فقط تطبيق التقنيات الحديثة داخل المؤسسة بل هو نظام شامل متكامل بطريقة واسلوب عمل المؤسسات داخليا وكيفية تقديم الخدمات والمنتجات للعملاء بشكل اسهل واسرع وتكلفة أقل بما يتماشى مع سلوك العميل وتلبية احتياجاته والتكييف مع الاتجاهات الرقمية والتكنولوجيا الجديدة والتطور المذهل فى هذا الاتجاه .
واوضح أن التطور الطبيعى من التحول الرقمى للمؤسسات المالية هو انشاء البنوك الرقمية الذى أصبح توجها عالمياً ومعمول به فى العديد من الدول ، كما أن هذا التوجه يعد ضرورياً فى ظل التطور المتسارع الذى تشهده مجال التكنولوجيا المالية وارتفاع حدة المنافسة التى تواجه القطاع المصرفى خاصة من المؤسسات المالية الغير بنكية وشركات التكنولوجيا .
ويقول طارق متولى ان تعريف البنك الرقمى بانه البنك الذى يقدم كافة خدماته المصرفية عبر منصة إلكترونية من خلال الانترنت ، بحيث يتمكن عملاء البنك من الحصول على المنتجات والخدمات المصرفية من خلال المنصة الإلكترونية واستبدال الوجود المادى للبنك بحضور دائم عبر الانترنت على مدار 24 ساعة طوال ايام الاسبوع ، وبالتالى إلغاء حاجة العميل المصرفى لزيارة احد فروع البنوك ، وهى بنوك تعتمد على الذكاء الإصطناعى لاتمام العمليات ومعالجة البيانات وهو مايتيح أن تكون تكاليف التشغيل والنفقات العامة منخفضة عن البنوك التقليدية مما يساعد على خفض التكلفة على العملاء وجذب المزيد والمساهمة فى انتشار الشمول المالى وتحسين حياة المواطنين فى الحصول على القروض والخدمات المصرفية وادارة الاموال .
واوضح طارق متولى أن التطور فى التحول الرقمى يبدأ كما هو الحال حالياً من خلال قيام البنوك التقليدية بتقديم خدماتها عبر القنوات الرقمية التى تشمل الخدمات عبر الانترنت والمحمول من خلال شبكة فروعها ثم الخطوة التالية وهى تقديم بعض الخدمات المصرفية الرقمية لعملائها من خلال القنوات الإلكترونية وليس الفروع ، واخيراً الوصول إلى الخطوة المرتقبة وهو انشاء بنوك رقمية متكاملة بدءاً من فتح الحساب او المحفظة الإلكترونية وتقديم الخدمات والمنتجات المصرفية من خلال الانظمة الإلكترونية ، ودون الحاجة إلى تواجد الفروع وهو ما يتيح الوصول إلى الخدمات المالية وغير المالية بسهولة ويسر وبتكلفة أقل ودون عناء وبطريقة تناسب متطلبات العصر الجديد والتطور المذهل الذى يشهده العالم على صعيد التكنولوجيا الرقمية ووسائل الاتصال والابتكار ومواكبة التغييرات فى سلوك وانماط الحياه واحتياجات العملاء خاصة الشباب الاكثر إقبالاً على استخدام التكنولوجيا .
وأضاف طارق متولى ان انواع البنوك الرقمية الاكثر شيوعاً هى الاول challenger banks وهى شركات ( fintech ) لديها تراخيص مصرفية خاصة بها مما يعن انها تستطيع تقديم الخدمات المصرفية التقليدية بطريقة اسرع وتكلفة أقل بدون تعقيدات إجرائية ، وتعد هذه البنوك هى المنافس الاخطر المباشر على البنوك التقليدية ، ومن ابرزهذه البنوك بريطانيا Revolut ، Manzo ، وفى المانيا 26N ، وتمتلك هذه البنوك فروعاً مثل البنوك التقليدية ، وتستقبل العملاء ولكن فى نطاق محدود .
والنوع الثانى من البنوك الرقمية NEO BANKS وهى بنوك رقمية ولاتمتلك أى فروع قائمة وتتواصل مع العملاء عبر تطبيقات الاجهزة المحمولة والمنصات الرقمية والتى تتميز بسهولتها فى الاستخدمات وخدماتها غالباً مجانيه وهى تمثل المستقبل للصناعة المالية ، وتحتاج إلى تراخيص مستقلة .
والنوع الثالث BETA BANKS وهى النموذج الأقل شيوعاً وهى عادة تكون تابعة لبنوك تجارية قائمة وتقدم خدمات مالية من خلال ترخيص الشركة الام .
والنوع الرابع NON BANKS وهى بنوك غير مصرفية ولاتعتبر بنوك كاملة النطاق وتقدم خدمات بطاقات الائتمان والاقراض بشرط عدم قبول الودائع .
ويؤكد طارق متولى ان البنوك الرقمية أصبحت واقع قائم وينمو بصورة كبيرة وهى بنوك قائمة بحد ذاتها ولها نماذج العمل الخاصة بها والتى تسعى إلى تحويل العمل المصرفى إلى اسلوب حياة متكاملة وتسهيل حياة العملاء بسرعة اكبر وتكلفة وجهد ووقت اقل .
واشار إلى ان عدم مواكبة التقدم فى التكنولوجيا المالية fintech
والذى يحتاج إلى استثمارات ضخمة وكذلك المزيد من الاستحواذات والاندماجات لخلق كيانات مصرفية كبيرة قادرة على المنافسة والاستمرار وهو ناقوس خطر لعمل البنوك التقليدية وهنا يبرز دور البنوك المركزية فى الانفتاح على التقنيات الحديثة والدفع باتجاه الابتكارات التى تعزز التجربة المصرفية للمتعاملين ، مع الحفاظ على كفاءة وادارة المصارف والحفاظ على اموال المودعين وسلامة النظام المصرفى .