ترصدها ” العالم اليوم ” .. خبراء الطاقة النووية توضح حقيقة الخرافات الخاطئة بمشروع الضبعة النووى المصرى

- 4 مليارات دولار سنويا القيمة المضافة للناتج المحلي من تنفيذ مشروع "الضبعة" خلال فترة الإنشاء و 1% من الناتج المحلي الإجمالي لمصر

في يوم 1 ديسمبر، 2021 | بتوقيت 11:01 ص

كتبت: شيرين سامى


– مفاعلات الجيل الثالث المطور بمحطة الضبعة من VVER-1200 و هي الأكثر أمانًا في العالم

– تشغيل محطات الطاقة النووية يمنع انبعاث 2 جيجاطن من ثاني أكسيد الكربون سنويا

– الطاقة النووية مصدرا نظيفا للكهرباء ولا تلوث البيئة ولا المناطق المائية المجاورة

– محطات الطاقة النووية تحفز التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمناطق و الدول بأكملها
——————-‐

مع المضي قدمًا في تنفيذ مشروع الضبعة النووى المصرى ، تنتشر العديد من الخرافات الخاطئة بشأن الطاقة النووية ، ويسعى العديد من الخبراء والمؤسسات الدولية الكبرى دائما الى تصحيح هذه الخرافات والرد عليها بكافة الحقائق والدلائل…

– رصدت ” العالم اليوم ” بعض من الخرافات الخاطئة المتداولة بشأن “الحلم النووي المصري” حسب رؤية الخبراء و هى ٥ خرافات كما يلى :

– أن المحطة تحظى بمستوى أمان ضعيف.
– أن تشغيلها يلحق الضرر بالبيئة وتلوّث المسطحات المائية.
– أن التكلفة لتنفيذ المشاريع النووية باهظة بينما لا يفيد إنشاء وتشغيل المحطة سكان المنطقة .
– إن مياه البحر المستخدمة تتعرض للإشعاع مما يجعلها غير صالحة للصيد .
– إن محطة الطاقة النووية لا تجلب أي منافع لسكان المنطقة .

* و ردا على هذه الخرافات نرصد آراء خبراء الطاقة النووية المصريين و الروسيين للتوضيح :

-الخرافة الأولى : إن مستوى الأمان في محطات الطاقة النووية ضعيف ، و فى هذا الشأن قال الدكتور كريم الأدهم الرئيس السابق لهيئة الأمان النووي مؤخرا في لقاء اعلامي ، أنه في الوقت الحالي تُعتبر المفاعلات النووية الروسية من نوع VVER-1200 المنتمية للجيل الأحدث “3+”، والتي ستستخدم في محطة “الضبعة” للطاقة النووية، هى الأكثر تطورا وأمانا ، وتقوم روسيا بتطوير مفاعلات VVER منذ 1955، و تستخدم هذه المفاعلات حاليا في دول كثيرة مثل الصين والهند والتشيك وغيرها ، وبها خصائص تقنية مهمة وتتزود كل وحدة طاقة بوعاء احتواء مزدوج وجهاز “مصيدة الذوبان” (أو الماسك الأساسي)، وهو ما يمنع تسرب المواد المشعة في حالات الطوارئ.
وأكد الأدهم ان مفاعلات الجيل الثالث المطور من VVER-1200 هي من اكثر المفاعلات أمانًا في العالم ، والاهم انها تتميز بمزيج من أنظمة أمان نشطة وخاملة ذاتية التشغيل والأنظمة الخاملة تواصل عملها حتى في حالة انقطاع الكهرباء.
وأكدت اختبارات الإجهاد التي خضع لها نوع VVER 1200 سلامتها وقدرتها على الصمود في وجه أي تأثيرات خارجية طارئة؛ وان محطة الضبعة النووية مصممة لتكون الأكثر أمانا في العالم.
و فى ذات السياق أكد الدكتور جريجوري سوسنين ، نائب رئيس شركة “آتوم ستروي إكسبورت” الروسية ، بأن مصر لن تحصل على محطة طاقة نووية فحسب، بل ستحصل على أفضل محطة للطاقة النووية وأكثرها أمانًا، ومجهزة بأحدث التقنيات، والتكنولوجيا التي تعمل بالفعل بنجاح في كل من روسيا وخارجها ، وذلك خلال تهنئته لمصر وهيئة المحطات النووية بالعيد السنوي الأول للطاقة النووية .

-الخرافة الثانية؛ إن محطات الطاقة النووية تؤثر سلبًا على البيئة ، و فى هذا الصدد يعترف اليوم الكثير من الخبراء والمنظمات الدولية وبينهم خبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) بضرورة إدراج العمل على تطوير قطاع الطاقة النووية بصفتها مصدرا هاما للكهرباء منخفضة الكربون والحرارة في برنامج مكافحة الاحتباس الحراري وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وذلك ما تم تداوله في المؤتمر الأخير للأمم المتحدة لتغيير المناخ cop26 في غلاسكو، ومن الجدير أن نذكر انه تم اختيار مدينة شرم الشيخ بمصر لانعقاد الدورة 27 من المؤتمر في نوفمبر 2022.
كما انه في الفترة الممتدة بين عامي 1975 و2018 ساهمت الطاقة النووية في خفض انبعاثات الكربون بواقع 74 جيجاطن ، وحاليا يَمنع تشغيل محطات الطاقة النووية بالفعل انبعاث 2 جيجاطن من ثاني أكسيد الكربون سنويا، ما يعادل إزالة 400 مليون سيارة من الطرق سنويا.
وفقا للدراسات فمحطات الطاقة النووية العاملة في دول أوروبا تمنع انبعاث قرابة 700 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا ، وفي روسيا بفضل محطات الطاقة النووية يتم تجنب إطلاق حوالي 210 مليون طن من انبعاثات الكربونية سنويا.
كما ان محطات الطاقة النووية بالكاد تنتج غازات الاحتباس الحراري أثناء التشغيل ، حيث تحظى الطاقة النووية التي تولد حوالي 10% من الكهرباء المنتجة في العالم وقرابة 30% من إجمالي الكهرباء منخفضة الكربون المنتجة عالميا، بأهمية بالغة في بناء مستقبل منخفض الكربون، إلى جانب مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والشمس والطاقة الكهرومائية ، الدكتور ماهر عزيز استشاري الطاقة والبيئة وتغير المناخ في لقاءاته الاعلامية الاخيرة.

-الخرافة الثالثة؛ إن مشاريع إنشاء محطات الطاقة النووية مكلفة للغاية صحيح أن تكلفة إنشاء محطة طاقة نووية قد تكون أعلى مقارنة بالطاقة الشمسية أو الرياح ولكن توافر مختلف مصادر التمويل يتيح للدول اختيار طريقة التنفيذ ، وأيضا تسهم في ميزانية الدولة منذ مرحلة البناء ، وخلال فترة تشغيل المحطة التى يمكن أن تصل لـ80 عاما، و بالتالى ستفوق الأرباح المالية من تشغيلها حجم الاستثمارات الأولية على الانشاء بعدة أضعاف.
ووفقا للتقديرات، ستبلغ القيمة المضافة للناتج المحلي الإجمالي لمصر من خلال تنفيذ مشروع “الضبعة” النووي خلال فترة إنشاء المحطة حوالي 4 مليارات دولار سنويا، أي حوالي 1% من الناتج المحلي الإجمالي لمصر، وهو ما أوضحه د. جريجوري سوسنين في حلقة النقاش حول دور الطاقة النووية في التنمية المستدامة التي عقدت في شهر يوليو الماضي في العام الحالي.
هذا بالإضافة إلى توفير وظائف لحوالي 25 ألف شخص في أعمال البناء والتركيب، والعمال حوالي 11 ألف شخص، من المخطط استقدام 70% من العمال من السكان المحليين في مرحلة البناء.
كما انه اقتصاديًا فإن بناء محطات الطاقة النووية أمر مكلف، ولكن تشغيلها أرخص بكثير من تشغيل المحطات التي تستخدم الوقود الأحفوري لإنتاج الطاقة حيث عادة ما يتم تضمين تكاليف التخلص من النفايات وإخراج المحطة من الخدمة بالكامل في التكاليف التشغيلية.
وتنعكس التبعات الاجتماعية والطبية والبيئية المترتبة على الصناعات التي تعتمد على الوقود الأحفوري إيجابيا على تعزيز القدرة التنافسية للطاقة النووية ، وهو ما وضحه كلا من الدكتور علي عبد النبي نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقًا، بمناسبة يوم العيد السنوي الاول للطاقة النووية وأيضا دكتور كريم الأدهم الرئيس السابق لهيئة الأمان النووي.

-الخرافة الرابعة؛ إن مياه البحر المستخدمة تتعرض للإشعاع مما يجعلها غير صالحة للصيد ، و فى هذا الشأن أكدت عدة دراسات أن الطاقة النووية مصدرا نظيفا للكهرباء ولا تلوث البيئة ولا المناطق المائية المجاورة لها حيث أن مياه البحر المستخدمة لا تتعرض لأي تأثيرات فيزيائية، كيميائية، أو إشعاعية أثناء التشغيل ، والمياه المستخدمة ترجع إلى البحر بنفس الحالة التي كانت عليها ، وهذا ما تطرق اليه د. كريم الأدهم في لقاء إعلامي موضحا ان الطاقة النووية طاقة نظيفة ولا تضر المنطقة المحيطة بها و المجتمع ككل.

جدير بالذكر انه في أغسطس 2019، نظمت “روساتوم” أول مهرجان دولي لصيد الأسماك بهدف التأكيد من سلامة محطات الطاقة النووية على البيئة المحيطة ، وأكد المشاركون أنه يمكن ممارسة الصيد في المنطقة المائية التابعة لمحطة الطاقة النووية لينينغراد بشكل طبيعي وآمن وهى مجهزة بمفاعلات VVER-1200 من الجيل “3+”، وهى نفس ما سيستخدم في محطة الضبعة النووية في مصر ، والأسماك التي تم صيدها جرى وزنها أولا ثم تم قياس كميات الجرعات الإشعاعية التي تحويها وذلك بغية مقارنة معدل أشعة الغاما المنبعثة من تلك الأسماك بمستويات النشاط الإشعاعي الطبيعي ، ووفقا لنتائج التحاليل المختبرية، لم يتم الكشف عن تجاوز الحدود الطبيعية من الإشعاع وأي انحرافات عنها.

– الخرافة الخامسة؛ إن محطة الطاقة النووية لا تجلب أي منافع لسكان المنطقة ، و ردا على ذلك نجد ان محطات الطاقة النووية لها عدة منافع وهذا ما أوضحه الكثير من الخبراء خلال الاعوام الماضية ، حيث توفر طاقة نظيفة وموثوقة وبأسعار معقولة وتحفز التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمناطق والدول بأكملها.
كما ان الهدف من مشروع “الضبعة” النووي ليس فقط توليد الكهرباء، بل تنمية البلاد في مختلف المجالات وخلق فرص عمل وهو أمر مشجع لتطوير البرامج التعليمية.
هذا بالإضافة إلى أن بناء المحطة النووية يساعد فى دعم وتنمية القطاعات المحلية بفضل توطين صناعة مكونات المحطات النووية ، كما تستفيد أيضا الشركات المحلية الموردة للمواد ومعدات البناء ، وكل ذلك له تأثير إيجابي على القوة الشرائية للسكان مع زيادة عدد الطلبات في الصناعات التي تلبي طلب المستهلك ، وتطوير البنية التحتية في المنطقة مثل الطرق والموانئ… الخ .