“روساتوم” تعقد منتدى حواريا دوليا بعنوان “العلوم من أجل السلام والتنمية”

في يوم 15 نوفمبر، 2021 | بتوقيت 10:37 ص

كتبت: شيرين سامى

أقيم المنتدى الحواري الدولي في مدينة نيجني نوفغورود في أحد أكبر مراكز قطاع الصناعة النووية في روسيا تحت رعاية اللجنة الحكومية الروسية لشؤون اليونسكو.

وعُقد المنتدى الحواري الدولي الذي جرى تنظيمه بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للعلوم، في نوفمبر الحالي في أكاديمية “ماياك” (المنارة) في إطار فعاليات “عام العلوم والتكنولوجيا” المقام في روسيا هذا العام. خلال المنتدى الذي جرى بصيغة هجينة تمزج بين الحضوري والافتراضي بحث المشاركون من روسيا وخارجها أهمية المعرفة والاكتشافات العلمية في العالم المعاصر وحددوا مدى مسؤولية العلماء عن اكتشافاتهم.

وشارك في الفعالية كل من الحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2007 رئيس اللجنة الدولية لجائزة الطاقة العالمية الخبير في شؤون تغير المناخ راي كوون تشونغ، وأستاذ الرياضيات في جامعة أكسفورد ماركوس دو سوتوي، والخبيرة الدولية في موضوع مكافحة الأمراض المعدية رافينا كولار، والفلكي الملكي البروفيسور بجامعة كامبريدج السير مارتن ريس، رئيس مكتب التصميمات لشركة “روساتوم” الحكومية الروسية للطاقة النووية روسلان يونسوف، والمدير العلمي لمشروع “بروريف” (الاختراق) في “روساتوم” يفغيني أداموف وآخرون. كما حضر المنتدى رئيس الأكاديمية الروسية للعلوم ألكسندر سيرغييف كضيف خاص. وتولت الإعلامية الروسية سوفيكو شيفرنادزه دور منسق الفعالية.

تكون المنتدى من وحدتين هادفتين وفي إطار أولاهما عرض على العلماء والخبراء المشاركون مناقشة ما إذا كانت الاكتشافات العلمية تمثل في الوقت الراهن خيرا للمجتمع أو أنها تحمل خطرا عليه. وتناول الحوار أيضا موضوع مدى مسؤولية العلماء عن أفكارهم واختراعاتهم. وخُصصت الوحدة الثانية من المنتدى لبحث مسألة ملكية الاكتشافات العلمية كما ناقش المجتمعون ما إذا كان التعاون أو المنافسة يشكل معادلة النجاح في مجال العلم في الوقت الحاضر.

خلال النقاش أشار يفغيني أداموف المدير العلمي لمشروع “بروريف” في شركة “روساتوم” إلى الاستخدام المزدوج للتقنيات النووية معبرا عن ثقته بأن الطاقة النووية السلمية تشكل حلا للمشاكل التي تواجهها البشرية في قطاع الطاقة. بحسب أداموف لا يزال المجتمع ينظر إلى التقنيات النووية ببعض الارتياب وعدم الثقة بسبب عدم توافر المعلومات ذات المصداقية لدى الناس. وأولى أداموف في كلمة ألقاها خلال المنتدى اهتماما خاصا بتقنية الدورة المغلقة للوقود النووي التي تعتبر إحدى الإنجازات الأساسية المحققة في مجال العلوم في الآونة الأخيرة.

وقال أداموف: “أعتقد أن تقنية الدورة النووية المغلقة يجب أن تصبح مجانية تماما للبلدان النامية من أجل تمكين المحرومين من الطاقة من الوصول إليها، علما أن عددهم يبلغ 1-2 مليار شخص على كوكبنا وفقا لتقديرات مختلفة. يمكن إمدادهم بالطاقة في إطار البرامج الخيرية مثلما يتم إمدادهم بالمواد الغذائية”.

من جهته لفت البروفيسور في جامعة كامبريدج السير مارتن ريس انتباه المشاركين إلى حقيقة أن البشرية تعتمد بشكل حيوي على إمدادات الطاقة وأضاف: “تتمثل مهمتنا الآن في تسليم هذا العالم إلى الأجيال القادمة بأفضل حالة ممكنة وليس في حالة استنفاد الموارد”. كما أعرب البروفيسور عن قلقه من أن القرارات المتعلقة باستخدام الاكتشافات العلمية يتم اتخاذها الآن بشكل أسرع مما ينبغي ويتم تطبيق التقنيات بسرعة غير مسبوقة.

وقال السير مارتن ريس: “سرعة إجراء التجارب العلمية الجديدة تتنامى باستمرار، وفي هذه الظروف من المهم الإدراك أن هناك مجالات علمية ينبغي علينا إبطاء سرعة البحوث العلمية فيها. ينطبق هذا بشكل خاص على البحوث في المجال الصحي والمنتجات المعدلة وراثيا”.
وأشار الخبير في شؤون تغير المناخ راي كوون تشونغ إلى أن التقدم العلمي الآن يثير المخاوف لدى الناس ويلهمهم في آن واحد حيث لا يمكننا تجاهل حقيقة مفادها أن استخدام بعض التقنيات تتسبب بمشاكل اجتماعية في العديد من البلدان.

وتساءل راي كوون تشونغ قائلا: “هل يمكن للنظام الاجتماعي مواكبة التقدم التكنولوجي وما هو المستوى المرغوب في الوصول إليه سعيا إلى تحسين التكنولوجيا؟ هذا هو تحد للمجتمع. ينبغي علينا متابعة عن كثب كيفية استجابة الأنظمة الاجتماعية الاقتصادية في العالم للتقدم التكنولوجي. في الوقت نفسه، يجب على المجتمع الدولي التخلي عن اتباع نهج المواجهة مثل المواجهة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في الماضي. تشجعنا الأزمة المتعلقة بجائحة كورونا على التعاون والعمل معا خاصة في مجالات مثل إنتاج اللقاحات”.

ليس من الصدفة انعقاد المنتدى الحواري الدولي “العلوم من أجل السلام والتنمية” في 10 نوفمبر الذي يحتفل فيه باليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية. نحتفل بهذا اليوم ليس بغية التذكير بأهمية المعرفة والاكتشافات العلمية الجديدة في العالم المعاصر فحسب بل أيضا من أجل التأكيد على ضرورة مناقشة القضايا العلمية الملحة بمشاركة الجمهور.

حصل المنتدى الحواري الدولي المنعقد في مدينة في نيجني نوفغورود الروسية على مكانة خاصة بفضل دعمه من قبل اللجنة الحكومية الروسية لشؤون اليونسكو والمبدأ الرئيسي الذي تسترشد به هذه الهيئة للتعاون الدولي في تعزيز التواصل بين الناس من أجل الارتقاء بمستوى المعرفة حول حياة الآخرين وتحقيق تفاهم أفضل. يأمل منظمو “المنتدى الحواري الدولي” هذا من أكاديمية “ماياك” بأنهم تمكنوا من خلال الفعالية من تقريب المجتمع الدولي من معالجة مشاكل أخلاقيات المعرفة العلمية وساهموا في الجهود الرامية إلى جعل البحوث العلمية أكثر تركيزا على الإنسان.

معلومات إضافية
تقع أكاديمية “ماياك” في المجمع التاريخي للبنك الذي كان يملكه التجار من عائلة روكافيشنيكوف وبناه المهندس المعماري فيودور شختل عام 1913 على الطراز القوطي الحديث. يستخدم المجمع بعد أن رممته شركة “روساتوم” الحكومية الروسية للطاقة النووية جزئيا في عام 2021، كموقع تنظم فيه محاضرات وورشات عمل ومعارض وندوات ومؤتمرات وغيرها من الفعاليات ويشارك فيها سكان مدينة نيجني نوفغورود وضيوفها.

تضم شركة “روساتوم” الحكومية الروسية للطاقة النووية مجموعة من الشركات متعددة التخصصات توحد الأصول في قطاعات مثل الطاقة والهندسة الميكانيكية والبناء. وتتمثل استراتيجية الشركة في تطوير تقنيات إنتاج الطاقة منخفضة الكربون، بما في ذلك طاقة الرياح. “روساتوم” هي شركة رائدة في روسيا في إنتاج الكهرباء (تبلغ حصة “روساتوم” أكثر من 20% من إجمالي الطاقة المولدة في البلاد) وتحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث عدد المشاريع لإنشاء محطات الطاقة النووية الموجودة في حقيبتها للطلبيات والتي تشمل 35 وحدة طاقة في 12 دولة في مراحل مختلفة من التنفيذ.