كارلوس جونزالز: سيمكس تطلق محفظة منتجات فيرتوا المنخفضة الكربون في مصر

واصلنا تقديم المزيد من الأسمنت منخفض الكربون في السوق المحلي

في يوم 17 نوفمبر، 2021 | بتوقيت 4:58 م

كتبت: شيرين محمد

اكد كارلوس جونزالز رئيس مجلس إدارة شركة أسمنت أسيوط ورئيس سيمكس بمصر والإمارات فى حوار خاص ل ” العالم اليوم ” ان الشركة قامت بالاعلان عن إطلاق محفظة منتجات فيرتوا وهي أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا تصنيع المنتجات المستدامة في مركز أبحاث سيمكس في سويسرا، و تندرج تحت فيرتوا منتجاتنا التي صنعت بطرق حديثة ومتطورة، وينشأ عن عملية تصنيعها كميات أقل من إنبعاثات الكربون .
ويرأس كارلوس عمليات سيمكس في مصر منذ عام ٢٠١۷ وهو أحد أبرز رؤساء شركات الأسمنت في مصر. كما أنه أيضاً الرئيس المعين من الجانب المكسيكي لمجلس الأعمال المصري المكسيكي والحاصل على جائزة “المكسيكي المتميز” الرفيعة المستوى لعام ۲٠١۹. يحدثنا كارلوس في هذا الحوارعن إنجازات سيمكس في مجال البيئة وقضايا أخرى مهمة متعلقة بالصناعة .
حققت الشركة انجازا إنجاز جديد الخاص بإطلاق محفظة منتجات فيرتوا الصديقة للبيئة في مصر. ما هو نطاق أعمال سيمكس في مصر؟ وما هو فيرتوا؟

سيمكس هي شركة عالمية لمواد البناء، تعمل في أكثر من ٤١ دولة لتقديم حلول مستدامة ومبتكرة للبناء، ترفع من الكفاءة، وتعزز الجهود المبذولة من أجل تلبية إحتياجات المستقبل. لقد أتينا إلى مصر عام ١۹۹۹ أثناء خصخصة منشآت القطاع العام وقمنا بالإستحواذ على مصنع أسمنت أسيوط أنذاك. اليوم نمتلك العلامة التجارية أسمنت أسيوط لمنتجات الأسمنت الخاصة بنا، كما أن لدينا سيمكس ريدي ميكس للخرسانة الجاهزة ، وفندق أسمنت أسيوط، ومزرعة أسمنت أسيوط، ونادي أسمنت أسيوط وبالطبع فريق أسمنت أسيوط لكرة القدم والذي يلعب في دوري الدرجة الثالثة.

مؤخراً قمنا في مصر بإطلاق محفظة منتجات فيرتوا وهي أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا تصنيع المنتجات المستدامة في مركز أبحاث سيمكس في سويسرا. تندرج تحت فيرتوا منتجاتنا التي صنعت بطرق حديثة ومتطورة، وينشأ عن عملية تصنيعها كميات أقل من إنبعاثات الكربون. منتجات فيرتوا واحدة من مبادرات عديدة تقوم بها سيمكس لتحقيق أهدافها وإلتزاماتها البيئية والتي وضعتها للعامين ٢٠٣٠ و٢٠٥٠ وذلك من خلال مبادرة “المستقبل يبدأ الأن” التي أطلقتها سيمكس في ٢٠٢٠. نحن نسعى إلى أهداف كبيرة، من شأنها تعزيز ريادتنا لملف البيئة في قطاع مواد البناء. ومن أجل ذلك، نقوم بالكثير من التحديثات في عملياتنا، ودعم البحث والتطوير، وعقد الشراكات في جميع أنحاء العالم لإنتاج أسمنت صديق للبيئة ومحايد للكربون.

وهل السوق المصري وعملاء قطاع البناء والتشييد مستعدون للتحول إلي المنتجات الأكثر إستدامة ؟
نعم بالتأكيد، نحن واثقون من ذلك. فلقد تم أول إطلاق فعلي لفيرتوا في أكتوبر ٢٠٢٠ وعقب ذلك تم تقديمه لأسواق دول عديدة تشبه السوق المصرية في كثير من الجوانب. كما أن التكنولوجيا التي يتم بها تصنيع منتجات فيرتوا تجعلنا قادرين على جعل منتجات فيرتوا ملائمة لمختلف الأجواء، ولهذا لاقت إستحسان عملاء سيمكس في دول كثيرة شبيهة لمصر. يتمتع عملائنا حول العالم بوعي كبير بقضايا تغيير المناخ، إذ أصبح الكثير منا اليوم يشهد التأرجح الشديد والغير متوقع لدرجات الحرارة والتقلبات بين الجفاف الشديد والفيضانات والأعاصير، وتأثير ذلك على المحاصيل الزراعية، كما ان هناك مخاطر تمس الدلتا المصرية وبعض المدن الساحلية بمصر مثل الاسكندريه. وكما يقولون، إذ لم تساهم في وضع حل فأنت جزء من المشكلة. نحن نراهن علي أن وعي العملاء بضرورة مساهمتهم في الحد من ظاهرة الإحتباس الحراري سيجعلهم يفضلون المنتجات المستدامة علي المنتجات التقليدية خاصة وأن المنتجات المستدامه تتمتع بجوده تماثل ان لم تكن تفوق المنتجات التقليدية.

هل فيرتوا هو أول منتج صديق للبيئة تقدمه سيمكس لمصر؟
هذا سؤال رائع! تقدم سيمكس لمصر الأسمنت البوزلاني منذ ٢٠١۸. فالأسمنت البوزولاني معروف إنه له بصمة كربونية منخفضة بالقياس مع الأسمنت البورتلاندي العادي. حاز الأسمنت البوزلاني على رضاء عملائنا لما له من خصائص ومميزات، كما أن أنواعه تتلائم مع الأغراض الإنشائية المختلفة لعملائنا وطبيعة الأجواء المختلفة بين المحافظات في مصر. تأتي فيرتوا اليوم كمظلة كبيرة تجمع كل منتجات سيمكس الصديقة للبيئة وتطرح منتجات أخرى جديدة نستطيع من خلالها الترويج لمفهوم البناء الأخضر ومساعدة عملائنا على الإتجاه إلى حلول بناء أكثر إستدامة وصديقة للبيئة.

منذ ذلك التاريخ، واصلنا تقديم المزيد من الأسمنت منخفض الكربون في السوق المحلية، مثل منتج التشطيب “إيه وان” والذي تم إطلاقه العام الماضي ومنتج البريمو للطوب الأسمنتي والذي تم إطلاقه قبل شهرين. ومن الجدير بالذكر أن ما تنتجه سيمكس من الأسمنت البورتلاندي العادي في مصرلا يتعدى ٤% من حافظة منتجاتها. فجميع منتجاتنا عبارة عن أسمنت منخفض الكربون. اليوم، تأتي فيرتوا كمظلة كبيرة تجمع جميع المنتجات الصديقة للبيئة حتى يتمكن المستهلك من التعرف على منتجاتنا بسهولة.

إذا فإن فيرتوا هو علامة تجارية منخفضة الكربون. أنت تدرك أن صناعة الأسمنت وصناعات أخرى قد اتُهمت بالتلوين الأخضر، وهذا يعني إنشاء علامة تجارية صديقة للبيئة وتطلق الشركات على نفسها أنها صديقة للبيئة ولكنها مجرد مخطط تسويقي، كيف نعرف أن ما تقدمه فيرتوا حقيقي؟

في حقيقة الأمر أننا لا نناقش بقاء الأرض. سيبقى الكوكب بنا أو بدوننا. سيبدأ التطور مرة ثالثة، إن الجنس البشري في خطر، والخطر يحدث بسرعة كبيرة وأمام أعيننا. من الممكن إذا لم نحل هذه المشكلة، أن تنهار الحضارة في غضون الأجيال القليلة القادمة. لذا، من يلعب لعبة تسويقية الآن يخدع نفسه، فإن الأرباح اليوم ستكون عديمة الفائدة إذا كان العالم غير صالح للسكن للبشر.

ولكن هذا سياق يوضح أهمية أن تكون الجهود حقيقية. فلنتحدث عن الأرقام والحقائق: تم إطلاق الأسمنت البوزولاني في عام ٢۰١۸، وتمثل إنبعاثات هذا النوع من الأسمنت في المتوسط ٢٩٦ كج أقل من ثاني أكسيد الكربون لكل طن مقارنة بالأسمنت البورتلاندي العادي الذي أنتجناه قبل ٢۰١۸. كما تمثل أحدث إضافتان إلى الحافظة “إيه وان” و”البريمو” إنبعاثات أقل ب ٥١٦ كج من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالأسمنت البورتلاندي العادي

أدت هذه التغييرات في تكوين منتجاتنا إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من سيمكس مصر بمقدار ۷۸١ مليون كج من ثاني أكسيد الكربون في العشرة شهور الأولى من عام ٢۰٢١ وحده! لنضع في الاعتبار أن هذا الخفض في الكربون يعادل زراعة ١٣ مليون شجرة و نموها لمدة ١۰ سنوات أو انبعاثات كربون تم تجنبها من خلال عمل ١٦٣ توربين رياح لمده عام كامل. هذا حقاً عمل وليس تسويق! هذا هو الفرق في ثاني أكسيد الكربون بين ما كان يحدث في عام ٢۰۱۷ وما نفعله الآن في عام ٢۰٢۱، فقط ٤ سنوات من العمل الجاد من قبل هذه الشركة المصرية!

بالطبع، الهدف هو صفر إنبعاثات واسمحوا لي أن أخبركم أنه لدينا بالفعل في بعض الأسواق في العالم خرسانة ذات صافي صفر إنبعاثات ونحن على إستعداد لإحضارها إلى مصر، لكنها مكلفة إلى حد ما في الوقت الحالي بالنسبة للأسواق النامية. ما أريد التأكيد عليه هو أن قيادة هذا الجهد ليست مهمة سهلة. يجب إجراء بحث عن المواد المحلية المتاحة، وتصميم المنتجات، واختبارها، والاستثمار في معدات جديدة، واعتمادها من قبل الجهات المختصة، وتقديمها للسوق وأن تكون قادرًا على المنافسة من حيث التكلفة مع الحفاظ على معايير الجودة أو تحسينها ومواجهة التشكيك في أهمية أي منتج جديد لمجرد عدم الدراية بالأبحاث التي تدعمه والتكنولوجيا التي تستخدم في تصنيعه.

نحن ملتزمون تمامًا بطريقنا إلى الصفر إنبعاثات في منتجاتنا، وسوف يتطلب الكثير من الإبتكار والإستثمار والعمل الجاد. ولكننا سنقود الطريق، وسنصل إلى هناك عاجلاً وليس آجلاً.

يبدو أن بوجود رؤية خارجية مليئة بالتفاؤل وأهداف كبيرة. إخبرنا كيف ساهم كل ذلك في تخطي سيمكس اليوم للتحديات التي واجهتها خلال أزمة قطاع الأسمنت في الفترة الأخيرة ؟
مثلما نمد عملائنا بالصلابة، نمتلك منظومة عمل صلبة وقوية تمكنت من تجاوز الأزمة ومكنتنا من إجراء تحليل دقيق لكل عملياتنا، حيث درسنا كل الأبعاد والإحتمالات ثم وضعنا خطة عمل. أنا لا أبالغ حين أقول إننا نمتلك من المهارات في صناعة مواد البناء من هم الأفضل بجدارة. بالإضافة إلى الفريق، فقد تلقينا من الشركة الأم الدعم المالي اللازم لإجراء التغيير والتحول اللازم لمواكبة المرحلة، إذ قامت سيمكس العالمية بضخ السيولة اللازمة لتجنب تأثير الأزمة على موظفينا وإلتزاماتهم المادية تجاه أسرهم، وعلى مجتمعاتنا التى نحرص على دوام القرب منها ودعمها. كونها صناعة إستراتيجية، كانت موافقة جهاز حماية المنافسة على خفض جماعي لإنتاج الأسمنت على مستوى الشركات المنتجة بمثابة بارقة أمل لعودة التوازن في سوق الأسمنت ونتطلع لإستجابة السوق للاّليات الجديدة بشكل يساهم في نهوض الصناعة بعد فترة طويلة من التحديات.

ماذا ترى لمستقبل سيمكس في مصر كأحد شركات مواد البناء المهمة في السوق المحلي؟
سيمكس كانت هنا منذ ٢٠ عاماً وتسعى لأن تستمر في توفير منتجاتها وخدماتها للمواطن المصري. نحن نعتبر أنفسنا شركاء لمصر في رحلة التنمية. واليوم في ظل وجود رؤية مصر ٢٠٣۰ وخطط تضعها الدولة لبناء بنية تحتية قوية ومستدامة، تستطيع سيمكس بفضل سياستها تجاه البحث والتطوير وخطتها لمحايدة الكربون أن تكون شريك داعم لتوجهات الدولة. نحن سعداء بما أستطاعت فرقنا في مصر من تحقيقه حتى اليوم ونتطلع إلى الحفاظ على هذا النجاح وتحقيقي المزيد.

عندما قدمت إلى مصر، كان السؤال الأكثر إلحاحًا في عام ٢۰۱۷ هو: “الأمور صعبة للغاية، وستكون أسوأ على المدى القصير، هل ستغادر سيمكس مصر؟”. كانت إجابتي بسيطة: لا. نحن لن نغادر، نحن نؤمن بمستقبل مصر وشعبها. وعلى عكس معظم شركات الأسمنت الدولية الأخرى فنحن نأتي من دولة نامية، قد لا يعتاد آخرون على الإضطرابات الإقتصادية كما نفعل نحن. فهذه عادة أسواقنا. وهؤلاء هم شعبنا. نحن نعلم أن الأمور ستتحسن في نهاية المطاف ولكن لن ينجو الجميع، بل الأقوياء فقط. لذلك، رسالتي كانت دعونا نستفيد من الأزمة ونصبح شركة مبتكرة وذات كفاءة عالية. آمل ألا أبدو متعجرفًا، لأنه كان جهدًا جماعيًا حقًا، وهذا بالضبط ما فعلناه.