النتائج الأولية لدراسة معهد المحاسبين الإداريين تظهر مجالاً لتعزيز التنوع والإنصاف والشمول في مهنة المالية والمحاسبة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

-62% من خبراء المحاسبة الإدارية من مختلف الثقافات يعتقدون أن القطاع "يتميز بالمساواة

وثلثي المشاركين (67%) يعتبرونه "شمولياً"، لكن بعض المشاركات من الإناث فقط يتفقن مع ذلك

في يوم 15 نوفمبر، 2021 | بتوقيت 5:36 م

كتبت: شيرين محمد

كشف “معهد المحاسبين الإداريين”، أحد أكبر التنظيمات المهنية وأكثرها احتراماً والذي يركز بشكل حصري على تطوير مهنة المحاسبة الإدارية، عن أبرز النتائج التي خلصت إليها دراسة حول الانطباعات بعنوان “تنويع مهارات المحاسبة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.

واستطلعت الدراسة التي أجريت عبر الإنترنت آراء أكثر من 1100 من المحاسبين الحاليين والسابقين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، منهم عينة تمثيلية من الرجال والنساء وأصحاب الهمم، إضافة إلى 15 مشاركاً من الخبراء والأكاديميين في مجالي المالية والمحاسبة.

وتم الكشف عن النتائج الأولية للدراسة في جناح الولايات المتحدة بمناسبة “أسبوع التسامح والشمول” في “إكسبو 2020 دبي” برعاية مشتركة من “الاتحاد الدولي للمحاسبين”، وتم تنفيذها بالتعاون مع مجموعة من مؤسسات المحاسبة العالمية والإقليمية.

وأظهرت الدراسة أن حوالي ثلثي المشاركين من مختلف الثقافات يرون في مهنة المحاسبة الإدارية بيئة تتمتع بالمساواة أو الشمولية، وكان المشاركون من أصحاب الهمم أكثر ميولاً لتوفير رؤية موسعة لمستويات المساواة أو الشمول في المهنة مقارنة بنظرائهم السليمين جسدياً. في غضون ذلك، يعتقد أقل من نصف المشاركات الإناث فقط أنهن يحظين بمعاملة منصفة في أوساط المهنة، ويعملن في بيئة شمولية تدعمها الإدارة العليا، ويمكنهن الوصول إلى ذات الفرص والمعلومات والدعم والموارد مقارنة مع نظرائهن من الذكور.
وسلطت الدراسة الضوء على المؤهلات المتميزة التي يتمتع بها خبراء المحاسبة من الإناث وأصحاب الهمم.
أكدت نسب متساوية تقريباً من الذكور والإناث المشمولين بالاستطلاع على امتلاك شهادة مهنية واحدة على الأقل في مجال المحاسبة
-من المرجح أن المشاركات الإناث حاصلات على شهادات الماجستير أو الدكتوراه بنسبة أعلى بواقع 36% مقارنة بنظرائهم من الذكور
-قال 15% فقط من المشاركين من أصحاب الهمم إنهم يحملون شهادة مهنية واحدة على الأقل في مجال المحاسبة مقارنة بالمشاركين من غير أصحاب الهمم.
وقامت لجنة تضم عدداً من كبار المتخصصين في القطاع على مستوى المنطقة بمناقشة هذه النتائج، ومنهم: ماريو باريلي مدير مالي أول في “أكسنتشر الشرق الأوسط”؛ إستر نديشو، نائب الرئيس للعلاقات المجتمعية في مؤسسة “يو بي إس”؛ وسيم كركبي، الشريك الإداري وعضو مجلس إدارة شركة “ستانتون تشيس” في منطقة الشرق الأوسط وروسيا والصين الكبرى؛ والدكتورة ندى جمّول مسّيكه، نائب الوكيل المشارك لشؤون إدارة الأبحاث والتخطيط المالي لدى جامعة نيويورك أبوظبي.
وفي هذا السياق، قالت هنادي خليفة، المدير الأول للعمليات في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا والهند لدى “معهد المحاسبين الإداريين”: “يحتفي ’إكسبو 2020 دبي‘ هذا الأسبوع بموضوع ’التسامح والشمول‘، وكلاهما يندرج من الشروط الجوهرية لمختلف المجتمعات وبيئات العمل. ونهدف من خلال هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على جوانب التفكير المستقبلي اللازمة لتوفير بيئة عمل تتبنى قيم التنوع والمساواة والشمول بشكل حقيقي تزامناً مع ترسيخ أفضل الممارسات. وتشير نتائجنا إلى أن توظيف وترقية أصحاب المهارات استناداً لعوامل تتصل بالمهنة وتخلو من التحيز بدلاً من العوامل الديموغرافية، يوفر فرصة ثمينة بكل معنى الكلمة. وعليه، يتوقف المستقبل طويل الأمد لمهنة المحاسبة على قدرة المؤسسات على التطلع للمستقبل وحرصها على تسريع تطبيق قيم التنوع والمساواة والشمول التي بدأ تطبيقها بالفعل في بيئة العمل”.
وشددت هنادي خليفة أيضاً على أهمية التنوع والمساواة والشمول فيما يتعلق بالحفاظ على المهارات النسائية، حيث كشفت الدراسة أن حوالي ثلث المشاركات الإناث (31%) استقلن من عملهن نتيجة اعتقادهن بالتعرض لمعاملة غير عادلة. ويزداد هذا التحدي حدّة على نحو خاص بين خبراء مهنة المحاسبة من أصحاب الهمم، حيث أشار أكثر من ثلثي المشاركين المنتمين لهذه الفئة (64%) إلى أنهم غيروا جهة العمل بسبب ضعف معايير التنوع والمساواة والشمول.
من جهتها، قالت لوريال جايلز، نائب الرئيس لقسم الأبحاث والسياسات في معهد المحاسبين الإداريين: “تمثل النتائج دعوة لجميع الأطراف المعنية للعمل يداً بيد على إدراك التأثير الحقيقي للوضع الراهن على صعيد التنوع والمساواة والشمول في مؤسساتهم وتحديد الجوانب التي ينبغي معالجتها للتحويل إلى مؤسسات تتبنى قيم التنوع والشمول بشكل حقيقي. فالهدف من مهنتنا يتمثل في تعزيز الشعور بالانتماء لدى الجميع الأشخاص عبر غرس ثقافة شمولية تقوم على أساس الاحترام وتخلو من التحيز”.
وخلال جلسة النقاش التي عقدت اليوم، أثنى خبراء القطاع على الخطوات الإيجابية التي تتخذها الحكومات الإقليمية في إطار استراتيجياتها لإحداث الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، كما أشادوا بالجهود التي بذلتها الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لتحديد أهداف طموحة على صعيد دمج النساء وأصحاب الهمم وتطوير مهاراتهم ومؤهلاتهم.
وأشار الخبراء إلى ضرورة مواصلة مهنة المحاسبة الإدارية للارتقاء بالمعايير المعتمدة لتلبية تطلعات الدول المضيفة.
وتم إجراء هذه الدراسة بدعم ومساهمة من “جمعية المحاسبة الأمريكية” إلى جانب شركاء البحوث مجموعة “إف بي آند أيه تريندز جروب” (FP&A Trends Group) ، و نقابة المحاسبين والمدققين العراقيين، والجمعية الأردنية للمحاسبين الإداريين،و جمعية المحاسبين القانونيين الأردنيين، و نقابة خبراء المحاسبة المجازين في لبنان، وجمعية مدققي الحسابات القانونيين الفلسطينية ، والمعهد الفلبيني للمحاسبين القانونيين – فرع دبي، والهيئة السعودية للمراجعين والمحاسبين، وجمعية المحاسبين ومدققي الحسابات الإماراتية، و جمعية المحاسبين القانونيين اليمنيين .