خبراء: تقنين بعض التأمينات لتكون إجبارية.. ضرورة لرفع نمو السوق
في يوم 10 فبراير، 2020 | بتوقيت 11:12 م
أجمع خبراء التأمين الذين إلتقتهم “العالم اليوم” فى منتدى شرم الشيخ الدولى الثانى للتأمين وإعادة التأمين أن سوق التأمين المصري ينتظره مستقبل واعد فىوفرص نمو غير مسبوقة فى ضوء ماتشهده مصر حاليا من نشاط إقتصادى كبير عللى كافة الأصعدة ، وأن الشركات العاملة فى حقل التأمين عليها أن تطور من أليات وأساليب عملها لنشر مظلة الحماية التأمينية لجميع المصريين، خاصة إذا علمنا أن عدد المؤمن عليهم لايزيد عن 5 ملايين مواطن من بين 100 مليون شخص.
يقول أحمد شهاب العضو المنتدب لشركة قناة السويس للتأمين : إن سوق التأمين المصرى بالإضافة إلى أنه سوق عريق فهو أيضا سوق كبير وواعد عربيا وإقليميا وعالميا ، وهو سوق عامر بالخبرات البشرية ويقدم بالفعل برامج تأمينية تخاطب مختلف فئات المجتمع بما فى ذلك أصحاب الدخول البسيطة تحت مسمى”التأمين متناهى الصغر” فى مجالى الحياة والممتلكات , ولكن يبقى دعم الدولة لقطاع التأمين هو المحفز الأساسى لكى يصل التأمين بخدماته لكافة المواطنين.
فعلى سبيل المثال وليس الحصر ــ يقول علاء الزهيرى ــ أن الدولة لو شرعت للتأمين الإلزامى فى تأمينات المسئولية المدنية وخاصة مايتعلق بالأخطاء المهنية مثل أخطاء الأطباء والمحامين والمهندسين الإستشاريين والخبراء المثمنين وغيرهم من أصحاب مهن عديدة لكنا قد وفرنا حماية تأمينية للمرضى المتضررين من أخطاء بعض الأطباء على تنوعها , ولكنا ساهمنا فى توفير حماية تأمينية للمواطنين الذين يسقطون ضحايا للغش والتدليس فى عمليات البناء.مماسبق يتبين لنا بما لايدعوا للشك ــ يقول شهاب ــ أن التأمين قادر على مواكبة كل متطلبات المجتمع أفرادا ومجموعات إذا وجد الدعم والمساندة من الدولة، بأن التوسع فى التأمينات الإلزامية ليس بالإبتكار الجديد ، فدولة متقدمة مثل فرنس بها أكثر من 120 نوع من التأمينات الإلزامة، وإن حدث فى مصر ودعمتنا الدولة من خلال سن القوانين الملزمة فى هذا الصدد ، فان التأمين وباعتباره أحد أركان المثلث الإقتصادى للتنمية سترتفع نسبة مساهمته فى الناتج الإجمالى وكذا الدخل القومى لــ 2 % ، أملين أن تزداد إرتفاعا عاما بعد أخر بدلا من 1% حالي، وهى نسبة ضئيلة جدا مقارنة بأهمية التأمين وإمكاناته
ويتطرق رماح أسعد العضو المنتدب للشركة تامصرية للتأمين التكافلى حياة لشريحة مهملة جدا وتحتاج بالفعل للحماية التأمينية مثل الباعة الجائلين وعمال التراحيل , ولكن تبقى مشكلتهم الأساسية أنها عمالة لا تنتمى لأى مؤسسة أو نقابة أو هيئة أو أى جهة معروفة فى الدولة , ومن ثم يتطلب الأمر تدخل الدولة لحصر هذه العمالة وتنظيمها وضمان سدادها للأقساط الـتأمينية التى ستكون بسيطة بكل تأكيد مضيفا أن الدولة وفى الأونة الأخيرة وبناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بدأت بالفعل تولى المواطنين البسطاء من أصحاب الدخول الضعيفة وغير المنتظمة إهتماما كبيرا تجسد بوضوح فى شهادة أمان المصريين التى لعبت بالفعل دورا حاسما فى إنقاذ بيوت وعائلات كثيرة وخصوصا بعد وفاة عائل الأسرة صاحب الوثيقة ، وإن كان الأمر يتطلب إبتكارات جديدة تأخذ فى الإعتبار ضرورة إنضمام كل الشرائح المهملة تحت مظلة الحماية التأمينية.
ويؤكد أحمد عارفين الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب للشركة المصرية للتأمين التكافلى ممتلكات أن كل المصريين سواسية أمام القانون ويستحقون حياة كريمة بلا أى منغصات , والتأمين يجب فعلا أن يصل لكل المواطنين فى أى مكان على أرض مصر.
ولأن المصريين فى أغلبيتهم الكاسحة قانعون حتى فى متطلباتهم التى تدور فى أغلبها حول نفقات تعليم الأولاد وعلاجهم وتزويج الأبناء والبنات وأن يجدوا سندا ماليا لهم فى سن التقاعد ، فإن ملاذهم الحقيقى يكمن فى التأمين الذى يلبى متطلباتهم وإحتياجاتهم بأسعار بسيطة .، فالتأمين سند قوى للدولة وللمؤسسات ولأصحاب المشروعات الكبرى والمتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر ، وهو داعم كبير للأفراد والمجموعات ، وللأغنياء وأصحاب الدخول المتوسطة والبسيطة لأن البرامج التأمينية التى تقدمها شركات التأمين تخاطب الجميع وتحمل لكل فئة المميزات التى ينشدونها وتساندهم فى تحقيق مايتمنون تحقيقه
ويرى أحمد حسن درويش العضو المنتدب لشركة رويال للتأمين للتخطيط والمتابعة والشؤن المالية والادارية أن العام الجارى 2019 هو عام مميز بكل المقاييس فى مصر لأن بعض الثمار الإقتصادية بدأنا بالفعل نجنى ثمارها من خلال افتتاح العديد من المشروعات التنموية العملاقة حيث بدأت بالفعل عجلة دوران هذه المشروعات تدور وبسرعة غير مسبوقة للحاق بركب التقدم ، وهو مايعنى أن الإصلاحات الإقتصادية برغم قسوتها وإنعكاساتها على المواطنين وخاصة أصحاب الدخول الضعيفة ستنعكس إيجابا على المجتمع فى كافة الأصعدة ومنها التأمين الذى سيكون أولوية بصفة خاصة للشباب أصحاب الأعمار الصغيرة الساعى لتأمين مستقبله ومستقبل عائلته التى يسعى لتأسيسها ، ومن ثم سيكون التأمين معينا له خصوصا إذا فكر فى توفير الحماية التأمينية له مبكرا ومن هنا فإن للأباء والأمهات دور كبير فى توفير هذه الحماية لأبنائهم بعمل وثائق تأمينية غالبا ماتكون بأسعار فى متناول أغلب العائلات ، ولن تشعر هذه العائلات بقيمة تلك التغطيات التأمينية إلا حين يكبر أبنائهم ويحتاجون للأموال إما للزواج أو لتأسيس مشروع أو لأى هدف أخر
المطلوب إذن ــ يقول د جودة ــ نشر الوعى التأمينى والثقافة التأمينة لتصل لكافة ربوع مصر بلغة بسيطة بعيدة عن التعقيد والمصطلحات التى قد لايستوعبها الكثيرون ، وهذا الدور بالأساس هو دور شركات التأمين الذى يجب أن تقوم به وتنفق عليه بسخاء لأن ذلك كله سينعكس إيجابا على الصناعة وعلى الإقتصاد اقومى ككل ، فالتأمين شئنا أم أبينا هو بكل المعايير الإقتصادية هو أحد أضلاع المثلث الإقتصادى للتنمية ليس فى مصر فقط وإنما فى أى بلد فى العالم