ماستركارد تطلق مبادرة Strive العالمية للشركات الصغيرة
في يوم 30 سبتمبر، 2021 | بتوقيت 6:55 م
كتبت: شيرين محمد
أطلقت ماستركارد، عبر مركزها للنمو الشامل، مبادرة Strive، والتي تعد مبادرة عالمية تركز على تعزيز المرونة المالية للشركات الصغيرة ودعم تعافيها ونموها ، وياتى ذلك في سياق التعامل مع قضية الانتقال إلى النظام الرقمي .
وتعد الشركات الصغيرة والمتناهية الصغر من أهم الجهات المساهمة في خلق فرص العمل والتنمية الاقتصادية العالمية، إذ أنها تمثل نحو 90٪ من عدد الشركات وأكثر من 50٪ من حجم العمالة حول العالم ، إلا أن انتشار جائحة كوفيد-19 استلزم انتقال الأعمال بشكل سريع إلى المنصات والعمليات الرقمية، التي ورغم أنها خلقت فرصًا جديدة إلا أنها أيضًا دفعت الكثير من الأعمال إلى حافة الفشل.
وسوف تعمل مبادرة Strive، من خلال استثمار خيري مبدئي قيمته 25 مليون دولار قدمها صندوق ماستركارد للتأثير، على مساعدة أكثر من خمسة ملايين شركة صغيرة ومتناهية الصغر في جميع أنحاء العالم في الوصول إلى الأدوات والموارد التي تمكنهم من التحول الرقمي.
وفي تعليق له، قال مايكل ميباخ، الرئيس التنفيذي لشركة ماستركارد: “عندما تزدهر الشركات الصغيرة ستزدهر معها مجتمعاتنا المحلية واقتصاداتنا، ولكن عندما تعاني تلك الشركات، فإن التأثير السلبي لذلك سيكون كبيرًا وواسع النطاق. وجُلُّ ما يحتاجه أصحاب الأعمال الصغيرة الآن هو شركاء يصغون إليهم، ويطورون حلولًا مبتكرة تساعدهم على النمو في أعقاب الجائحة. فالأمر كما نراه يتعلق بالاستثمار لنجعل من النجاح الذي يحققونه نجاحًا لنا أيضًا. وهذا هو بالتحديد ما يجعل مبادرة مثل Strive بالغة الأهمية سواء اليوم أو في المستقبل”.
من جانبها، قالت شامينا سينغ، رئيس ومؤسس مركز ماستركارد للنمو الشامل: “تستند هذه المبادرة إلى الدروس المستفادة ومجموعة الأعمال التي تم تطويرها كجزء من تركيز ماستركارد طويل المدى على الشمول المالي. وسوف تعمل مبادرة Strive وفق نهج يقوم على الإنصاف والشراكة، للوصول إلى أصحاب الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر أينما كانوا، وربطهم بالموارد التي يرون بأنهم بحاجة إليها لتحقيق النجاح والنمو على المدى الطويل.”
مبادرة تقوم على رؤى تستند إلى البيانات
وفي إطار مبادرة Strive، ستتعاون منصات عالمية مع برامج محلية للتصدي للتحديات والفرص التي تواجهها بعض الشركات الصغيرة الضعيفة في مناطق من مختلف أنحاء العالم.
ومن المتوقع أن يطال تأثير برنامج Strive Community، وهو أول برامج المبادرة الجديدة، أكثر من خمسة ملايين شركة صغيرة في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا والشرق الأوسط وآسيا. وسيعمل البرنامج الذي تدعمه شركة كاريبو ديجيتال، المتخصصة في مجال الأبحاث والاستشارات لتطوير اقتصادات رقمية شاملة وأخلاقية، على مساعدة الشركات الصغيرة في استخدام موارد تكنولوجية لتنفيذ التحول الرقمي لعملياتها، وتبسيط الخدمات المالية وخدمات المكاتب الخلفية، وتحسين قدرة وصولها إلى الأسواق لضمان نجاحها في ظل الاقتصاد الحديث. وسيتم تخصيص المنح المالية للمؤسسات التي تتمتع بخبرة في العمل مع أصحاب الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر.
هذا وقال كريس لوك، مؤسس شركة كاريبو ديجيتال: “نحن سعداء للغاية بشراكتنا مع ماستركارد لتزويد الشركات الصغيرة بالأدوات التي تحتاجها لتحقيق كامل إمكاناتها في هذا العالم الرقمي. ويوفر برنامج Strive Community موارد مهمة لتنفيذ التحول الرقمي وتعزيز المزيد من الابتكار، وذلك من خلال الشراكة مع مجموعة واسعة من المؤسسات المترابطة فيما بينها، كما أنه يمكننا من تحقيق تأثير واسع النطاق.”
وتعمل ماستركارد من خلال نهج يقوم على رؤى تستند إلى البيانات، مع شركات التكنولوجيا المالية الإقليمية وشركات التأثير الاجتماعي ومنظمات غير ربحية لضمان وصول الشركات الصغيرة الأضعف إلى أدوات وموارد آمنة تتيح لها القدرة على إدارة التدفق النقدي، وجذب عملاء جدد بما يمكنها من تحقيق الازدهار على الصعيد الرقمي. وفي هذا السياق سيتعاون برنامج Strive Community في منطقة أوروبا بشكل مبدئي مع شركات تكنولوجيا مالية لدعم الشركات الصغيرة في إسبانيا وفرنسا.
دعم الشركات الأضعف ذات التركيز على السوق المحلي
يهدف برنامج Strive UK، وهو البرنامج الثاني الذي تم إطلاقه كجزء من مبادرة Strive، إلى تعزيز المرونة المالية وإمكانية النمو لـِ 650 ألف شركة بريطانية صغيرة ومتناهية الصغر، وذلك من خلال توفير خدمات استشارية مخصصة، وأدوات تستند إلى علوم البيانات، ودعم في مجال الرؤى والتحول الرقمي. ويركز هذا البرنامج الذي يتعاون مع مؤسسات محلية غير حكومية، مثل إنتربرايز نيشن “Enterprise Nation” وديجيتال بوست “Digital Boost” وبي ذا بيزنس “Be the Business”، لتوفير موارد مخصصة للشركات الصغيرة الأضعف، بما فيها الشركات المملوكة للنساء والأقليات، فضلًا عن استكمال الجهود التي تبذلها حكومة المملكة المتحدة في هذا السياق، على غرار حملة Help to Grow.
الحاجة الملحة لتسريع نمو الشركات الصغيرة
كانت الشركات الصغيرة حتى قبل انتشار الجائحة، تتخلف عن منافساتها الكبار في مجال تبني التقنيات الرقمية في أعمالهم. وقد أشار استطلاع للرأي أجراه الاتحاد الأوروبي في عام 2019، أن نحو 80% من الشركات الكبيرة قد تبنت تقنية رقمية واحدة على الأقل مقابل 30% فقط من الشركات الصغيرة.
ويستند إطلاق مبادرة Strive اليوم إلى التزام ماستركارد بتوفير تمويلات بقيمة 250 مليون دولار، لدعم الأمن المالي الذي حققته الشركات الصغيرة في العام الماضي. وتعزز هذه المبادرة التزام ماستركارد طويل الأمد بالشمول المالي، والمتمثل في جهودها المستمرة لتضمين ما مجموعه مليار شخص و50 مليون شركة صغيرة ومتناهية الصغر، مع التركيز على 25 مليون امرأة من رائدات الأعمال، في الاقتصاد الرقمي بحلول عام 2025.
وفي تعليقه على المبادرة، قال جون دينتون، أمين عام غرفة التجارة الدولية: “تلعب الشركات الصغيرة في جميع أنحاء العالم دورًا مهمًا جدًا في إعادة بناء اقتصاد أكثر شمولاً واستدامة. ويمكن لبرامج الشمول المالي التي يقودها الشركاء والتي تعتمد على التكنولوجيا، على غرار مبادرة ماستركارد، أن تساعد الشركات الصغيرة على تعزيز عملياتها وتسهيل دخولها إلى العصر الرقمي الجديد الذي نعيشه الآن”.
من جانبها، قالت ريبيكا مارموت، الرئيس التنفيذي للاستدامة في شركة يونيليفر: “تلعب الشركات الصغيرة دورًا هامًا في نمو شركة يونيليفر، وهي تحتاج الآن إلى دعم أكثر من أي وقت مضى. ونظرًا لأن العالم يشهد تحولًا رقميًا متزايدًا، ينبغي أن تكون تك الشركات جزءًا من هذا التحول. وهذه الرؤية هي التي رسمت ملامح تعاوننا مع ماستركارد في كينيا، وسوف تستمر في تعزيز هذا التعاون المثمر. ويعمل برنامج Strive Community على وضع الشركات الصغيرة على سكة المرونة والنمو، من خلال مساعدتها في التحول الرقمي، الأمر الذي يخلق اقتصادًا أكثر استدامة وازدهارًا.”
وقالت أسيل زاناسوفا، من وزارة التجارة والتكامل في جمهورية كازاخستان: “تعد الشركات الصغيرة ومتناهية الصغرة جزءًا مهمًا من الاقتصاد في كازاخستان، ونحن مهتمون جدًا بتعزيز مرونتها ونموها. ومن هنا فإننا نرحب بجهود ماستركارد لدعم الشركات الصغيرة من خلال برنامج Strive Community والمبادرات الأخرى ذات الصلة، ونتطلع إلى دعم هذه الجهود المميزة”.
كما قال تيموثي أوجدن، المدير العام لمبادرة الوصول المالي في جامعة نيويورك واغنر: “ينبغي أن يكون ضمان حصول الأشخاص الأكثر تضررًا من الجائحة على الدعم المناسب لتعافي أعمالهم أولوية عالمية. وتعتبر المبادرات التي تركز على مساعدة الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر في الوصول إلى الأدوات المعرفية الضرورية لتعزيز المرونة المالية وتنمية أعمالهم، على غرار مبادرة Strive، أمرًا في غاية الأهمية”.
وقال ماثيو جيمسر، الرئيس التنفيذي لمنتدى SME Finance: “يشكل إدارة الانتقال من المعاملات النقدية إلى المعاملات الرقمية، ومن الأعمال المادية إلى الأعمال الرقمية أمرًا بالغ الأهمية لمستقبل الشركات الصغيرة في جميع أنحاء العالم، وقد برهنت جائحة كوفيد-19 على هذا الأمر وسلطت الضوء عليه بشدة. ولهذا فأنا متحمس جدًا تجاه برنامج Strive Community، والذي سيساعد الشركات الصغيرة الديناميكية على التعامل مع هذه التغيرات. وأتوقع بأن تقوم مبادرة Strive بإيجاد طرق جديدة منخفضة التكلفة وأكثر قابلية للتوسع لدعم التحول الرقمي للشركات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز نموها”.
وقالت زهرة عمر، وهي رائدة أعمال من مصر: “عندما تدير مشروعًا تجاريًا صغيرًا، فإنك على الأغلب لا تجد من تطلب النصيحة منه، إذ أنك تلعب دور المؤسس والمدير والمنفذ في نفس الوقت. ولكن ينبغي أن تعلم أنك بحاجة ماسة إلى المشورة والدعم من قبل بعض الذين خاضوا تلك التجربة من قبل، لتتمكن من تنمية أعمالك واتخاذ القرارات الصحيحة بشأنها. وقد استطعت منذ تسجيلي في منصة ماستركارد للإرشاد الرقمي MicroMentor، الحصول على الدعم متى أردت ومن أي مكان أكون فيه. وقد ساعدني ذلك في حل المشكلات التي واجهتها، وساهم في تنمية عملي في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي شهدتها مصر. وبالنسبة لي كانت تلك المشورة أكثر قيمة من المال! ”
وقالت آسيا تبسّم، وهي رائدة أعمال من باكستان: “فرضت الجائحة تحديات جديدة لم نشهدها من قبل، إلا أننا كرواد أعمال مجبولون على التكيف. وقد أتاح لنا نقل خدماتنا عبر الإنترنت الانفتاح على عملاء جدد، وبالتالي تأمين مصادر دخل جديدة. ولولا هذا الدعم، لكنا واجهنا صعوبات كبيرة للنجاة من تبعات الجائحة. وأود هنا أن أنصح كل شركة صغيرة تسعى لإيجاد طريقة للاستمرار بأن تعمل على تأسيس حضور رقمي لها، وأن تبني فريق عمل يعرف كيف يعمل عبر الإنترنت.”