” العالم اليوم ” تنفرد بفتح الملف لأول مرة ….. نكشف الأسباب الحقيقية وراء إنفجار المحولات الكهربائية .. و نطرح خريطة النجاة أمام المسئولين …

م. مدحت رمضان : تخطى العمر الإفتراضى للمحول ال 15 عام و زيادة الأحمال.

د. حلمى هلال : تفعيل المتابعة و الصيانة تفاديا لوقوع حرائق المحولات .

م. محمد الشاذلى :  لف المحولات المتهالكة و إعادة إستخدامها كارثة محققة .

م. أحمدالشناوى : التأكد من سلامة نقل و تركيب المحول .

م. وسام الشيخ : بعض الظروف البيئية و الخارجية تؤدى لإنفجار المحولات

– طبقا للكود المصرى يشترط وضع المحولات فى أماكن مناسبة بإشتراطات قياسية لتفادى احتراقه او حدوث انفجارات.

– لدينا شركات مصرية عالمية تصنع المحولات

– لعقد دورات تدريبية لتأهيل مهندسين الشبكات لتفادى انفجار المحولات.
——————–

شهدت الشهور الأخيرة وقوع عدد متكرر من الحوادث نتيجة انفجار بعض محولات الكهرباء المتهالكة في بعض القرى و المراكز و المدن ، و التى باتت تمثل قنابل موقوتة تهدد حياة السكان خاصة الأطفال منهم ، جاء ذلك وسط مطالب من الأهالي بتفعيل الصيانة الدورية للمحولات تجنبا لقوع إنفجارات وحرائق في المنازل المجاورة ، مما يكبدهم خسائر مادية وبشرية هائلة .

” العالم اليوم ” تنفرد بفتح الملف لأول مرة فى الصحافة المصرية .. و تحاور المسئولين و المختصين بصناعة المحولات .. للوقوف على أسباب تلك الإنفجارات والتعرف على كيفية تفاديها، و تفعيل دور الجهات الرقابية المسئولة عن المتابعة الدورية و الإشراف على تلك المحولات ، خاصة و أنها تكررت أكثر من مرة فى أماكن مختلفة و خلال فترات متقاربة…. نطرح الأسباب و الحلول أمام المسئولين و من يهمه الأمر

-تفادى الأسباب-

فى البداية طرحت- ، المهندسة صباح مشالى رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء ،- الأسباب الرئيسية المؤدية لإنفجار المحولات بشكل عام و التى يجب تفاديها لسلامة و ضمان عمل المحول ، حيث اوضحت انها تتلخص فى عدة نقاط كالتالى :
-عدم اتزان الاحمال على فازات المحول الثلاثه ، بحيث يكون حمل احد الفازات اعلى من الاخرى ، او تحميل احد الفازات بحمل طيار اعلى من المقنن لها ، وذلك يؤدي الى ارتفاع درجه حراره ملفات المحول ومرور طيار في نقطه التبادل، الامر الذي اذا استمد يؤدي الى حدوث خلل بالمحول .
و اضافت ان عدم التربيط الجيد للعوازل او سوء صيانه العازلات وعدم متابعه اعمال النظافه لها قد ينتج عنها حدوث تلامس او قصر بين الاجزاء المعدنيه الحامله للطيار مما يؤدي الى حدوث الانفجار ،مشيرة إلى أن التحميل الزائد آيضا على المحاولات يعد احد اسباب حدوث انفجارات ، حيث أن التحميل الزائد عن المسموح به يؤدي الى ارتفاع ضغط الزيت الذي يعتبر العازل الرئيسي داخل تنك المحول و ينتج عن ذلك ارتفاع معدل التبخر لزيت المحول ، و عادة تكون هذه الابخره قابلة للاشتعال بجانب بحراره و سخونه الملفات من ما يؤدي الى الاحتراق او الانفجار .
و أشارت مشالى ، إلى أن عطل او توقف اجهزه الوقايه للمحول عن العمل ، قد يؤدي ايضا الى حدوث مشاكل كبيره قد تؤدي الى احتراقه ، هذا بالإضافة إلى التعدي على المهمات الكهربيه في الشبكات ، خاصه في حاله السرقات كما هو الحال في شبكات توزيع الكهرباء ، و هو ما قد يؤدي ايضا الى احتراق المحولات آيضا .
و لفتت رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء ، إلى أن احد اسباب دمار المحول ، عدم عمل صيانات واختبارات دوريه للاطمئنان على آدائها ، بالإضافة إلى عدم القيام بقياس كسر الزيت و درجه الحراره للملفات ، و إجراء اختبارات القصر ، و التى تؤدى لمعرفه اي مشاكل قد تكون حدثت بالملفات ، او داخل القلب الحديدي، هذا بالإضافة إلى أن عدم صيانة واختبار اجهزه التبريد للمحول من الممكن ان تؤدي آيضا الى دمار المحول.
و تابعت ، ان عدم اجراء الاختبارات الكيميائيه لزيت المحول و قياس نسبة الغازات الذائبه والقابله للاشتعال قد يؤدي ايضا الى انفجار المحول ، هذا بالإضافة إلى أن ارتفاع جهد الشبكه ايضا عن المسموح به قد يؤدي الى انفجار المحول .
و أخيرا أوضحت رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء ، أن نقص زيت التبريد بالمحول ، او عدم كفاءته ، يؤدي إلى سخونه الملفات وانهيار العزل ، مما يؤدى بدوره آيضا إلى احتراق المحول .

– العمر التشغيلى –

و كان للمهندس مدحت رمضان رئيس مجموعة إجيماك كلمة فى ذات السياق ، خلال الزيارة التى نظمتها شعبة الهندسة الكهربائية للمصنع ، ردا على تساؤل ” العالم اليوم ” حول أسباب انفجار المحولات و كيفية تفاديها من وجهة نظر المصنعين للمحولات و المهمات الكهربائية، حيث اكد ان احد اهم أسباب انفجار المحولات ان يتخطى عمرها الإفتراضى ال 15 عام ، هذا بالإضافة إلى ضرورة تخفيض الأحمال كلما ارتفع العمر التشغيلى للمحول لتفادى انفجاره .
و لفت رمضان ، إلى أن عدم تحليل عينة من زيت المحول بشكل دورى كل 6 شهور ، للتأكد من سلامته ، يعد أحد الأسباب التى تؤدى للإنفجار ، نتيجة عدم تغيير الزيت او انتهاؤه.

– تفعيل الرقابة –

و اتفق معه فى الرأى المهندس بسيم يوسف رئيس شركة النصر لصناعة المحولات الكهربائية ” الماكو ” ، و رئيس شعبة الطاقة المتجددة بغرفة الصناعة الهندسية بإتحاد الصناعات ، مشيرا إلى ان نسبة انفجارات المحولات بالمنازل و القرى لا تذكر ، حيث أن الشبكة تحتوى على من ٣٠٠ ل ٤٠٠ ألف محول ، و انفجار أحدهم لا تعد نسبة تذكر ، موضحا ان الموضوع فى المقام الأول يعود لإهمال الصيانة ، حيث ان هناك شاشة و مؤشر بكل محول يحدد فيه وقت الصيانة اللازم ، قائلا :”لدينا ثروة قومية من المحولات افسدتها عدم الصيانة الدورية” ، و استشهد بقول رئيس الجمهورية حينما اقر عمل منظومة صيانة متكاملة للعاصمة الآدارية قبل أن تبدأ ، و هو ما يؤكد أهمية الصيانة لأى شىء فى المقام الأول .
و اشار يوسف إلى ضرورة عدم إجهاد المحولات بحمول زائدة ، من خلال تشغيل أجهزة الوقاية و التى تقوم بدورها بفصل المحول تلقائيا حال زيادة الأحمال ، و المتابعة الدورية شهريا ، و التأكد من الصيانة على الأقل كل ثلاثة شهور.
و اوضح رئيس شركة الماكو ، ان استخدام العلامات التجارية المزورة لتضليل العملاء أحد أبرز اسباب تواجد محولات غير صالحة للاستهلاك مما يزيد حجم الكارثة و الانفجارات ، مطالبا بتفعيل الرقابة على اسواق المهمات الكهربائية ، كما ناشد رئيس شعبة الطاقة بغرفة الصناعات الهندسية ، المصانع الصغيرة للتقدم الى الشعبة لتقنين اوضاعها قانونيا و اعطائها رخصة بشهادة تضمن اتباع مواصفات الجودة .

– تأثير الأحمال –

على جانب أخر ، أكد المهندس محمد حلمى هلال رئيس شركة فيوتك ، و رئيس اتحاد جمعيات ومنظمات الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة ورئيس مجلس إدارة جمعية ترشيد الطاقة ، ان انفجار المحولات يأتى نتيجة للهارمونيك التى تعمل على تسخين المحول و ينتج عنها تفريغ زيت المحول ، مما يؤدى إلى انفجاره ، قائلا : “مع العلم أنه عند انتهاء الزيت يعطى المحول إشارة بذلك ، و عدم الإنتباه لها يتسبب فى تحقيق الكارثة” .
و طالب حلمى بتفعيل المتابعة و الصيانة من الجهات المنوطة بذلك ، تفاديا لوقوع حرائق المحولات .
و لفت رئيس جمعية ترشيد الطاقة ، انه قام بإعداد بحث حول تأثير الأحمال الغير خطية على الشبكات ، و تم نشره فى إجتماع مهندسى الطاقة العالمى فى 2003 ، و الإستعانة به لمعرفة سبب حدوث انفجارات المحولات .

– تأهيل المهندسين –

و ألتقط أطراف الحديث الاستشارى الهندسى ، م. محمد الشاذلى ، حيث أوضح ان المحولات نوعان ، احدهما زيتى و الآخر جاف ، و يخصص الأخير للأحمال الصغيرة ، مشيرا إلى ان احتمالية حدوث انفجارات فى المحولات الجافة اقل نسبيا من المحولات الزيتية ، و لكن يتم استخدام المحولات الزيتية اكثر من الجافة نظرا لتوافر الصيانة لها بشكل كبير فى مصر ، بالإضافة إلى إنخفاض سعرها عن الجافة ، هذا بخلاف ان قدرة المحولات الجافة اقصى ما تم تصنيعه على مستوى العالم احمال ٣ ميجا فولت أمبير ، بينما يصل المحول الزيتى ل ١٠٠ ميجا .
و حول أحد أبرز أسباب انفجار المحولات اكد الشاذلى ، ان شراء العميل لمحول من اماكن غير معتمدة تقوم بلف المحول المتهالك لإعادة استخدامه يعد كارثة تؤدى للإنفجار ، هذا بالإضافة إلى وضع المحول فى أماكن غير مناسبة ، مشيرا إلى أنه طبقا للكود المصرى لابد من أن يتم وضع المحولات فى أماكن معينة بإشتراطات قياسية معينة لتفادى احتراقه او حدوث انفجارات.
و اكد اننا لدينا 5 شركات عالمية مصرية تصنع المحولات و هى شركات : ” الماكو ، إجيماك ، السويدى ، ايه بى بى ، شنايدر “.
و لفت الشاذلى ، إلى انه لابد من التوجه أيضا لعقد دورات تدريبية لتأهيل مهندسين الشبكات لتفادى انفجار المحولات.

– صيانة المحولات –

و فى ذات السياق ، لفت المهندس أحمد الشناوى وكيل شعبة الهندسة الكهربائية بنقابة المهندسين ، إلى أن عيوب الصناعة بالمحولات نادرة و لا تتخطى نسبة ال ٣% ، و لتفاديها لابد من ان يتأكد العميل من عمل اختبارات للمحول ، لتفادى عيوب التصنيع ، عند استلامه ، و تكرار الإختبار مرة أخرى بموقع تركيب المحول ، و ذلك للتأكد من سلامة نقل و تركيب المحول ، و التى يحب ان تتم من خلال شركة متخصصة فى هذا الشأن لتفادى تأثير أخطاء النقل على مكونات المحول الداخلية مما يؤدى لإحتراق المحول أو انفجاره .
و حو ل الجهة المسئولة عن صيانة المحولات بشكل دورى ، اكد الشناوى أن المحولات الخاصة بمشروعات فردية كالقرى السياحية و الكمباودات السكنية الكبيرة و المصانع الخاصة ، و ما يشابهها ، يقوم العميل بالتعاقد مع الشركة الموردة للمحول أو شركة اخرى خاصة تقوم بالصيانة بشكل دورى ، خلال مدة لا تزيد عن 6 شهور ، هذا بخلاف محولات المنازل السكنية التابعة لشركات توزيع الكهرباء ، و المنوط بها عمل متابعة دورية بشكل إلزامى لهذه المحولات لتفادى المشاكل التى يمكن ان يتم اكتشافها خلال فترة تشغيل المحول و التى تؤدى لإنفجاره نتيجة إهمال متابعة شركة التوزيع .

– تلف اجزاء بالمحول –

و أتفق معه قى الرأى المهندس وسام الشيخ أمين شعبة الهندسة الكهربائية بنقابة المهندسين ، مشيرا إلى اهمية المتابعة من قبل العميل و إجراء صيانة ما بعد البيع .
و لفت إلى أن هناك بعض الأسباب الأخرى التى تؤدى إلى إنفجار المحولات ، و الراجعة لظروف بيئية خارجة عن إرادة الشركات المسئولة عن الصيانة ، و التى تتم فى حيز زمنى صغير ، مثل دخول مياه للمحول نتيجة امطار او سيول ، بالإضافة إلى عدم إحكام إغلاق بعض غرف المحولات مما يؤدى لتلف اجزاء بمكونات المحول ، بخلاف تحميل المحول قدرات مرتفعه نتيجة السرقات او نتيجة زيادة العمر التشغيلى للمحول .

– دور المسئولين –

و فى نهاية المطاف ، طرحنا أسباب تلك الإنفجارات و كيفية تفاديها، و نطالب بتفعيل دور الجهات الرقابية المسئولة عن الإشراف و المتابعة الدورية لتلك المحولات ، خاصة و أنها تكررت أكثر من مرة فى أماكن مختلفة و خلال فترات متقاربة…. الملف أمام المسئولين و من يهمه الأمر .. و ننتظر التفعيل