الأكاديمية التقنية لـ”روساتوم” تبدأ تدريب موظفي محطة الضبعة النووية المصرية
في يوم 13 سبتمبر، 2021 | بتوقيت 1:23 م
كتبت: شيرين سامى
بدأت المجموعات الأولى من الأخصائيين الملتحقين للعمل في محطة الضبعة للطاقة النووية قيد الإنشاء في مصر، دراستهم في فرع الأكاديمية التقنية لمؤسسة “روساتوم” الحكومية الروسية للطاقة النووية بمدينة سان بطرسبورغ ، فى مطلع سبتمبر الجارى.
وأطلقت “روساتوم” هذا البرنامج التدريبي في إطار تنفيذها للالتزامات التعاقدية ضمن مشروع إنشاء أول محطة للطاقة النووية لتوليد الكهرباء في جمهورية مصر العربية.
وخلال الحفل زار المشاركون فيه أماكن الدراسة وإقامة الملتحقين بالبرنامج وحضروا الدرس الأول في اللغة الروسية وبحثوا المسائل المتعلقة بتدريب الكوادر للعمل في محطة الضبعة للطاقة النووية.
وسينطلق البرنامج التدريبي لكوادر محطة الضبعة النووية قيد الإنشاء في مصر بدورة لتعلم اللغة الروسية ستستمر ستة أشهر وستشمل 465 طالبا مصريا.
وبعد إتمامهم الدورة سيتحول المتدربون إلى الجزء النظري من البرنامج والذي يستند إلى المعلومات الخاصة بالمحطة المرجعية لمحطة الضبعة النووية المصرية، وهي محطة “لينينغراد-2” النووية الروسية، من ثم سيبدأ الجزء العملي من البرنامج الذي يضم التدرب في محطة “لينينغراد-2″، وفي أماكن العمل. ستقوم “روساتوم” في إطار تنفيذ مشروع “الضبعة ” النووي حتى عام 2028، بتدريب حوالي 1700 إخصائي مصري بالمجموع، وذلك على منصات أكاديمية التقنية للشركة في روسيا ومركز التعليم والتدريب بمحطة “الضبعة ” للطاقة النووية في مصر.
وقال المهندس محمد رمضان ، نائب رئيس مجلس الإدارة للتشغيل والصيانة بهيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء في مصر – المشرف العام على مشروع إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية بالهيئة خلال مراسم إطلاق البرنامج التدريبي: “نحن ممتنون لشركة روساتوم على عرضها الشامل الفريد لتطوير التقنيات النووية في بلدنا. لدينا خطط طموحة في هذا المجال وندرك أن إنجاز مهمة تدريب الأخصائيين المؤهلين تأهيلا عاليا لتشغيل 4 وحدات طاقة وتنظيم دورات تدريبية لهم في محطة الطاقة النووية المرجعية قيد التشغيل تتطلب قدرا كبيرا من الموارد. وقد اتخذنا أول خطوات نحو هذا التعاون منذ أكثر من عشر سنوات عندما وصلت المجموعة الأولى من الأخصائيين المصريين إلى روسيا للدراسة في الأكاديمية التقنية (المعهد المركزي لتنمية مهارات الموظفين سابقا). وكان ذلك لحظة مهمة للجانبين ترمز إلى أن تعاوننا يتطور على نحو إيجابي”.
من جهته أكد فلاديمير أرتسيوك مستشار المدير العام لشركة “روساتوم” أن “مصر دولة تكنولوجية متطورة ويمكنها أن تصبح الدولة الرائدة في القارة الإفريقية في طريقها للوصول إلى أهدافها في قطاع الطاقة بالتعاون مع روسيا”.
وأضاف: “هناك العديد من الشباب في مصر يرغبون في الحصول على فرص عمل جيدة في المستقبل، وتعمل حكومة البلاد بنشاط على صعيد سياسة الشباب على المستوى الدولي ، ومنذ عام 2017، تقوم مصر بتنظيم منتدى شباب العالم على أساس سنوي والذي تشارك فيها القيادة العليا للأمم المتحدة والقيادة العليا للوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ عام 2019 ، وأيضا تنفذ مصر المشروعات القومية واسعة النطاق، بما في ذلك في مجال الطاقة عموما والطاقة النووية تحديدا ، وتمتلك البلاد القدرات والإمكانات اللازمة لكي تصبح منتجا للطاقة للقارة الإفريقية. وتخليصا لهذه التوجهات، يمكننا القول إن مصر قادرة على تقديم مساهمة كبيرة في أجندة التنمية المستدامة العالمية للأمم المتحدة سواء من حيث الوصول إلى الطاقة بأسعار معقولة ومن حيث الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري”.
وأشار غريغوري سوسنين نائب رئيس شركة “أسي” – مدير مشروع إنشاء محطة الضبعة النووية من الجانب الروسي، إلى أهمية إعداد الكوادر لمحطة الضبعة النووية قيد الإنشاء وتدريبهم وقال: “هذا حدث طال انتظاره بالنسبة لنا. لقد قال القائد العسكري الروسي العظيم ألكسندر سوفوروف إن العلم نور والجهل ظلام ، ستصبح روسيا موطنا ثانيا للمشاركين المصريين في البرنامج، وستجلب المعرفة في المجال النووي الضوء إلى منازلكم”.
وأكد رئيس أكاديمية روساتوم التقنية يوري سيليزنيف، أن فرع الأكاديمية في سان بطرسبورغ قام بالتجهيز الإضافي للغرف التعليمية وتحديث البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات من أجل رفع مستوى التدريب الموجه لموظفي العميل المصري. كما شملت الإجراءات التمهيدية لإطلاق البرنامج إعداد طاقم من المدربين يضم مشغلين من ذوي الخبرة عملوا لسنوات عديدة في محطات الطاقة النووية وكذلك خبراء من الشباب أكملوا دورة طويلة من التدريب الفني والتدريب الداخلي في محطات الطاقة النووية وهم يجيدون اللغة الإنجليزية ، ومن المخطط أيضا تشغيل جهاز محاكاة تحليلي في الفرع قبل نهاية العام الجاري. بالإضافة إلى ذلك، تم تحسين الظروف المعيشية للملتحقين بالبرنامج مع مراعاة خصائص الثقافية العربية وذلك في إطار المشروع الاستثماري لتطوير الأكاديمية التقنية”.
وقال دميتري باشيفيتش النائب الأول لمدير عام شركة “روساتوم سيرفس”: “هذا اليوم يوم تاريخي للمتدربين المصريين إذ أنهم يربطون حياتهم بصناعة الطاقة النووية ونحن من جانبنا يجب أن نبذل قصارى جهدنا لمساعدتهم في سبيلهم إلى النجاح”.
وحضر مراسم رسمية أقيمت بمناسبة تدشين البرنامج كل من : المهندس محمد رمضان نائب رئيس مجلس الإدارة للتشغيل والصيانة بهيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء في مصر (NPPA) – المشرف العام على مشروع إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية، وفلاديمير أرتيسيوك مستشار المدير العام لمؤسسة “روساتوم” الحكومية الروسية للطاقة النووية، وفاليري كافيرزين مدير المشروعات التعليمية لـ “روساتوم”، وغريغوري سوسنين نائب رئيس شركة “أسي” (ASE) (قسم الهندسة في “روساتوم”) – مدير مشروع إنشاء محطة الضبعة النووية من الجانب الروسي، دميتري باشيفيتش النائب الأول لمدير عام شركة “روساتوم سيرفس”، إلى حانب يوري سيليزنيوف رئيس الأكاديمية التقنية لـ “روساتوم.
جدير بالذكر أن محطة الضبعة الكهروذرية هي أول محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة النووية في مصر ويجري تشييدها في مدينة الضبعة في محافظة مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط على بعد حوالي 300 كيلومتر شمال غرب القاهرة. وقسم الهندسة في مؤسسة “روساتوم” هو طرف يتولى أعمال التصميم والإنشاء في إطار المشروع.
وستتكون محطة الضبعة الكهروذرية من 4 وحدات طاقة بقدرة 1200 ميغاوات لكل منها سيتم تجهيزها بمفاعل VVER-1200 من الجيل الثالث المطور (GEN3+) الذي يعتبر أحدث تقنية مصممة لمحطات الطاقة النووية وتُطبق بنجاح في دولتين أخريين ما عدا مصر حيث تعمل في روسيا أربع وحدات طاقة مجهزة بمفاعلات الجيل الثالث + بواقع اثنتين في محطة “لينينغراد” واثنتين أخريين في محطة “نوفوفورونيج”.
أما خارج أراضي روسيا، فتعمل وحدة طاقة نووية واحدة من النوع ذاته في المحطة النووية البيلاروسية تم ربطها بشبكة الطاقة الموحدة للبلاد في نوفمبر 2020.
وينفذ مشروع الضبعة وفقا لمجموعة من العقود دخلت حيز التنفيذ في 11 ديسمبر 2017. وبموجب الالتزامات التعاقدية، فلا يقتصر دور الجانب الروسي على إنشاء المحطة فحسب، بل إنه سيقوم بإمداد المحطة بالوقود النووي طيلة عمر تشغيلها، كما سيقوم الجانب الروسي بتنظيم برامج تدريبية للكوادر المصرية وسيقدم الدعم في تشغيل وصيانة المحطة على مدار السنوات العشر الأولى من عملها. وعلاوة على ذلك، التزم الطرف الروسي ببناء منشأة لتخزين الوقود النووي المستهلك.