احمد سلام : تايوان في قلب الصراع الدولي 

في يوم 31 ديسمبر، 2025 | بتوقيت 5:10 ص

كتب: فتحى السايح

كتب: فتحي السايح

أكد الخبير بالشأن الصيني وعضو جمعية الصداقة المصرية الصينية، أحمد سلام، أن قضية تايوان لم تعد ملفًا إقليميًا عالقًا في شرق آسيا، بل أصبحت مفتاحًا للصراع الدولي على شكل النظام العالمي في مرحلته الراهنة. وقال سلام:
“صفقة السلاح الأمريكية الأخيرة لتايوان بقيمة 11.1 مليار دولار ليست مجرد عملية بيع عسكري، بل رسالة من واشنطن لمحاولة إعادة ضبط ميزان القوة في مضيق تايوان والمنطقة الأوسع من آسيا–المحيط الهادئ، وتعكس رغبة أمريكية في تعزيز قدرة تايوان بعيدًا عن منطق الدفاع التقليدي.”
وأشار سلام  فى تصريحات صحفية إلى الموقف الصيني، موضحًا أن: بكين تؤكد أن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها، وأي تعاون عسكري خارجي مع الجزيرة يُعد تدخلًا في الشؤون الداخلية وتهديدًا مباشرًا للاستقرار الإقليمي. الصين ترد عبر الدبلوماسية والمناورات العسكرية المكثفة حول المضيق لضمان جاهزية قواتها وقدرتها على الردع.”
وحول الدور الروسي في المعادلة، أضاف سلام : روسيا تعتبر تايوان جزءًا من الصين وتعارض أي شكل من أشكال استقلالها، وتؤكد دعمها لوحدة الأراضي الصينية إذا ما تصاعد التوتر في مضيق تايوان، ما يعكس تقاربًا استراتيجيًا في مواجهة النفوذ الأمريكي.”
وعن الموقف العربي، وتحديدًا مصر، أكد الخبير أن: مصر تحافظ على موقف ثابت يقوم على احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. موقف القاهرة الداعم لمبدأ الصين الواحدة يعزز الثقة مع بكين ويجنب المنطقة المزيد من الانقسامات وسط المنافسة بين القوى الكبرى.”
وتوقع سلام أن يشهد عام 2026 استمرار الدعم العسكري الأمريكي لتايوان، مع استخدام الملف كورقة ضغط في الملفات التجارية والتكنولوجية والعسكرية، في مقابل تكثيف الصين لمناوراتها العسكرية، وزيادة التنسيق الروسي–الصيني. وأضاف:
“مواقف الدول العربية المعتدلة، بما فيها مصر، ستظل عنصرًا أساسيًا في كبح الانزلاق نحو صراعات مفتوحة، والحفاظ على السلم الإقليمي عبر احترام مبدأ الصين الواحدة، والالتزام بالحوار والتعاون.”
واختتم تصريحاته بالقول: صفقة السلاح الأمريكية لتايوان جزء من التنافس الاستراتيجي الأمريكي–الصيني، وتكشف أهمية دور القوى الإقليمية مثل روسيا، إلى جانب الثوابت الدبلوماسية للموقف العربي والمصري. عام 2026 سيكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة النظام الدولي على إدارة الصراعات واحتواء التوترات دون الانزلاق إلى صدام مفتوح.”
أحمد سلام – الخبير بالشأن الصيني وعضو جمعية الصداقة المصرية الصينية