د. عادل سليمان: المجتمع المدني شريك أساسي في تنفيذ بروتوكولي “قرطاجنة وناجويا” وحماية موارد مصر البيولوجية

في يوم 25 ديسمبر، 2025 | بتوقيت 11:25 ص

كتبت: شيرين سامى

أكد الدكتور عادل سليمان، رئيس جمعية حماية الطبيعة «بيئة بلا حدود»، أهمية الدور الذي يضطلع به المجتمع المدني في دعم جهود الدولة المصرية لإعداد التقارير الوطنية الخاصة بتنفيذ بروتوكولي قرطاجنة بشأن السلامة الأحيائية، وناجويا بشأن النفاذ إلى الموارد الجينية والتقاسم العادل والمنصف للمنافع، وذلك في إطار اتفاقية التنوع البيولوجي.
جاء ذلك خلال مشاركته في الورشة التشاورية الأولى المعنية بإعداد التقرير الوطني الخامس لتنفيذ بروتوكول قرطاجنة، والتقرير الوطني الأول لتنفيذ بروتوكول ناجويا، حيث أوضح أن مصر مُطالَبة بإعداد هذين التقريرين باعتبار البروتوكولين أحد الركائز الأساسية لاتفاقية التنوع البيولوجي، لما لهما من دور محوري في حماية الموارد الطبيعية وضمان الاستخدام المستدام لها.
وأشار سليمان إلى أن جمعية «بيئة بلا حدود» تُركّز في أنشطتها على قضايا التقاسم العادل للمنافع المرتبطة بالتنوع البيولوجي، مؤكدًا أن دور المجتمع المدني لا يقتصر على التوعية فقط، بل يمتد إلى دعم جهود الدولة في تنمية الموارد الطبيعية والحفاظ على المعارف التقليدية المرتبطة بها، باعتبارها جزءًا أصيلًا من الثروة الوطنية.
وأوضح أن بروتوكول ناجويا يهدف إلى حماية «الكنز الطبيعي» الذي تمتلكه الدول من موارد جينية وكائنات حية، من خلال توثيق وتسجيل الأنواع النباتية والحيوانية، خاصة الأنواع المتوطنة غير الموجودة في أي مكان آخر في العالم، بما يضمن الحقوق السيادية للدولة حال اكتشاف قيمة طبية أو اقتصادية مستقبلية لتلك الموارد. ولفت إلى أن تسجيل هذه الأنواع باسم الدولة يمنحها حقًا حصريًا في الاستفادة من أي منافع ناتجة عنها.
وضرب مثالًا بالكائنات البحرية النادرة مثل عروس البحر (الدوجونغ)، التي توجد بأعداد محدودة في مناطق جنوب البحر الأحمر قرب مرسى علم، مؤكدًا أهمية تنفيذ برامج حماية للحفاظ عليها باعتبارها أحد الكائنات ذات القيمة البيئية والسياحية المحتملة لمصر مستقبلًا.
وفيما يتعلق ببروتوكول قرطاجنة للسلامة الأحيائية، شدد رئيس جمعية حماية الطبيعة على أن دور مؤسسات المجتمع المدني يتمثل في نشر الوعي المجتمعي بأهمية التفرقة بين المنتجات المحورة وراثيًا وغير المحورة، وتمكين المستهلك من اتخاذ قرار واعٍ عند الشراء، مع إدراك التأثيرات المحتملة لتلك المنتجات على الصحة العامة.
وأكد أن التوعية تمثل عنصرًا أساسيًا في منظومة السلامة الأحيائية، مشيرًا إلى أن المستهلك يواجه في كثير من الأحيان خيارًا بين منتجات أقل سعرًا لكنها قد تحمل مخاطر محتملة، وأخرى أعلى تكلفة لكنها أكثر أمانًا، وهو ما يستدعي رفع مستوى الوعي لضمان حماية صحة المواطنين.
واختتم الدكتور عادل سليمان تصريحاته بالتأكيد على أن مشاركة المجتمع المدني في مثل هذه الورش التشاورية تُعد عنصرًا داعمًا لنجاح عملية إعداد التقارير الوطنية، وتسهم في بناء رؤية شاملة تعكس الواقع العملي للتنفيذ، وتعزز من قدرة مصر على الوفاء بالتزاماتها الدولية في مجالي السلامة الأحيائية والتقاسم العادل للمنافع.