“من البردي الأخضر إلى الفن الخالد”… معرض دولي يعيد إحياء تراث البردي في المتحف المصري بالتعاون مع اليونسكو
في يوم 29 نوفمبر، 2025 | بتوقيت 12:59 ص

كتبت: شيرين سامى
في احتفاء استثنائي بالإرث المصري القديم، تنظم مؤسسة المنتدى الدولي للفن من أجل التنمية بالتعاون مع منظمة اليونسكو معرضًا فنيًا دوليًا بعنوان «من البردي الأخضر إلى الفن الخالد»، وذلك في المتحف المصري بالتحرير خلال الفترة من 2 إلى 6 ديسمبر 2025، برعاية وزارات الثقافة، والسياحة والآثار، والبيئة، والتضامن الاجتماعي، والمجلس الأعلى للآثار، وهيئة تنشيط السياحة، وبمشاركة ورعاية البنك التجاري الدولي CIB.
ويشهد الافتتاح حضورًا رفيع المستوى، من بينهم:
الدكتور شريف فتحي وزير السياحة والآثار، والدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي للمتحف المصري الكبير، والدكتور محمد إسماعيل الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور علي عبد الحليم مدير عام المتحف المصري، والدكتورة نوريا سانز المدير الإقليمي لليونسكو بالقاهرة، والفنانة داليا البحيري سفيرة مبادرة البردي، والفنانة التشكيلية رندة فؤاد مؤسس ورئيس مؤسسة المنتدى الدولي للفن من أجل التنمية، إلى جانب عدد من سفراء الدول العربية والأجنبية وكبار الشخصيات والفنانين.
ويعد هذا المعرض السادس ضمن سلسلة المعارض التي نظمتها المؤسسة خلال خمسة أعوام، ويأتي كأحد أبرز المبادرات الفنية لعام 2025، بهدف إحياء تراث ورق البردي المصري القديم وربطه بالفن المعاصر، عبر إعادة تقديمه ليس فقط كموروث ثقافي، بل كوسيط فني معاصر يعزز مفاهيم الاستدامة البيئية والهوية الثقافية.
يشارك في المعرض أكثر من 70 فنانًا من مصر ودول أخرى، قدموا أعمالاً فنية ولوحات منفذة بالكامل على ورق البردي، في مزيج يجمع بين التراث والحداثة.
كما يضم المعرض أعمالاً لفنانين شباب من مختلف محافظات مصر، بعد إطلاق المؤسسة مسابقة فنية تهدف إلى اكتشاف المواهب الصاعدة، حيث يقدم المشاركون أعمالًا مبتكرة على ورق البردي ومجسمات مصنوعة من نباته.
وأكدت رندة فؤاد أن المعرض يمثل “حوارًا حيًا بين الماضي والحاضر”، مضيفة: “كما عبّر المصري القديم عن حضارته على ورق البردي، يعبّر الفنان المعاصر اليوم عن رؤيته للعالم من خلال المادة ذاتها، في رسالة رمزية تعيد البردي إلى الحياة كجسر يربط بين التراث والإبداع الحديث.”
وأشارت إلى أن مؤسسة المنتدى الدولي للفن من أجل التنمية تعمل كمنصة تجمع بين الفن والتنمية المستدامة، من خلال دعم زراعة وتصنيع ورق البردي، وتشجيع فنون إعادة التدوير، وتمكين الفنانين والشباب اقتصاديًا.
أوضحت فؤاد أن المعرض يأتي ضمن حملة دولية للحفاظ على نبات وورق البردي، وأن المؤسسة تعمل بالتعاون مع مؤسسات دولية لإقامة نسخ من المعرض في متاحف داخل مصر وخارجها للمرة الأولى.
كما أبرزت المبادرات التي نفذتها المؤسسة بالتعاون مع اليونسكو، ومنها زيارات ميدانية لقرية القراموص بمحافظة الشرقية، أحد أهم مراكز صناعة البردي التقليدي، مع خطط لاستكمال المبادرة في صعيد مصر لدعم المزارعين والحرفيين وربطهم بالفنانين المعاصرين.
وتولي المؤسسة اهتمامًا كبيرًا بتمكين الشباب والمرأة، وتعزيز العمل المناخي والحفاظ على البيئة عبر الفن، من خلال برامج مختلفة تهدف إلى توسيع نطاق الفن المستدام والاقتصاد الإبداعي، إيمانًا بأن الفن أداة للتغيير ومنصة لتمكين الأجيال القادمة نحو مستقبل أكثر عدلاً واستدامة.






