د. عبد الوهاب زائد أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر ل ” العالم اليوم”: 10% نمو سنوي متوقع بصادرات التمور العربية …بشرط استمرار الجهود في تحسين الجودة والتغليف والتسويق الرقمي

طلب متزايد بأسواق أوروبا الشرقية وآسيا وأمريكا اللاتينية مع توسع الاستثمارات في التمور العضوية

قفزة غير مسبوقة بصناعة التمور المصرية..ومستقبل واعد للمنتجات المشتقة والمصنعة

في يوم 25 نوفمبر، 2025 | بتوقيت 6:44 ص

كتب: مني البديوي

” العقد القادم متوقع ان يشهد نموًا سنويًا في صادرات التمور العربية بنسبة تتراوح من 8 الي 10% إذا ما استمرت الجهود في تحسين الجودة والتغليف والتسويق الرقمي..” ….بهذا التوقع الايجابي تجاه احد اهم المنتجات والصناعات العربية والمصرية تحدث الدكتور عبد الوهاب البخاري زائد أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي التابعة لمؤسسة إرث زايد الإنساني بديوان الرئاسة بدولة الإمارات في حواره مع ” العالم اليوم” ، مؤكدا أن صناعة التمور العربية تشهد تحولًا استراتيجيًا وطلباً متزايداً في الأسواق العالمية نحو أسواق أوروبا الشرقية وآسيا وأمريكا اللاتينية مع توسع الاستثمارات في التمور العضوية والمصنّعة ذات القيمة المضافة العالية، بفضل تنوع الأصناف وتطور أنظمة التعبئة والتسويق .

وشدد علي ان هناك مستقبل واعد جداً خاصة مع صعود فئة “التمور العضوية” و”المنتجات المشتقة” كالتمور المجففة والمعاجين والسكر الطبيعي وغيرها، لافتا جائزة خليفة وكيف انها تلعب دورًا محوريًا في هذا التحول عبر دعم الابتكار الزراعي وربط المزارعين بالأسواق العالمية، كما نسعى من خلال مبادرات الجائزة إلى رفع القيمة التصديرية للتمور العربية عبر تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة وتوسيع قاعدة الابتكار الزراعي.

واشار الي صناعة التمور المصرية، مؤكدا انها تشهد اليوم قفزة نوعية غير مسبوقة حيث أن مصر تُعد أكبر منتج عالمي للتمور بنسبة تفوق 18% من الإنتاج العالمي وقد استطاعت الانتقال من الإنتاج الكمي إلى الإنتاج النوعي القائم على الجودة والتغليف والتسويق الدولي بفضل الشراكة بين الجائزة والحكومة المصرية حتي أصبحت هناك منتجات مطابقة للمواصفات الدولية تتجه إلى أسواق أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية بثقة متزايدة ورغم ذلك ما زالت هناك حاجة إلى تعزيز التصنيع الزراعي والابتكار في القيمة المضافة و” الهوية” التجارية المميزة للتمور المصرية في الأسواق العالمية.

ولفت زائد الي الدورة الثامنة للمهرجان الدولي للتمور المصرية الذي أقيم بمدينة الواحات منذ بضعة اسابيع ، موضحا أنه شهد مشاركة غير مسبوقة حيث شارك أكثر من 100 عارض من 10 دول منتجة للتمور من 3 قارات، وقرابة 20 مؤسسة بحثية وجامعة عربية ودولية، إلى جانب مشاركة شركات ناشئة في الابتكار الزراعي وسلاسل القيمة مما يعكس ثقة المجتمع الدولي في التجربة المصرية – الإماراتية في هذا القطاع الحيوي.

وأكد امين جائزة خليفة انه منذ انطلاق التعاون المثمر بين الجائزة و مصر في عام 2015 وقد تم تحقيق نقلة نوعية في تطوير قطاع نخيل التمر المصري ، مشددا علي ان هذا التعاون يجسد عمق العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات و مصر وتكامل رؤاهما في دعم الأمن الغذائي والتنمية الزراعية المستدامة.

واوضح ان الجائزة نفذت في مصر بالتعاون مع وزارتي الصناعة و الزراعة وعدد من جهات الاختصاص المعنية سلسلة من المشروعات النوعية أبرزها: تنظيم المهرجان الدولي للتمور المصرية 8 دورات متوالية ساهمت في تعزيز سمعة وتنافسية التمور المصرية على المستوى الدولي وإنشاء مجمع تمور الوادي الجديد الذي يعد من أكبر المشروعات ويضم 6 خطوط إنتاج بطاقة إنتاجية 5000 طن بالسنة وتوفير مئات من فرص العمل، و تأهيل مصنع تمور سيوة الحكومي الذي يضم 6 خطوط إنتاج وتوفير مئات من فرص العمل، و دعم برامج التدريب وبناء القدرات لأكثر من 200 مزارع مصري لزراعة التمور العضوية بواحات سيوة بشهادة (ايكوسيرت) معتمدة من الاتحاد الأوروبي و إطلاق كتاب الخريطة المناخية لأهم أصناف التمور المزروعة.
.
ولفت الي مشروع الثلاجة التخزينية للتمور بمدينة الواحات ، موضحا أنه يعد أحد الإنجازات النموذجية للشراكة الإماراتية – المصرية وانه يهدف إلى تخزين التمور وفق أحدث المعايير التقنية بما يضمن الحفاظ على الجودة وتقليل الفاقد بعد الحصاد و يخدم صغار المزارعين ويمكّن الجمعيات التعاونية من تنظيم عمليات التسويق والتصدير، ويعزز قدرة المحافظة على منتجاتها الزراعية في مواسم الذروة.

وأشار إلي كتاب الخريطة المناخية لأهم أصناف التمور المزروعة في مصر والذي تم اصداره في مايو 2023 ، مؤكدا انه مثل إنجازاً علمياً رائداً يهدف إلى تحديد أنسب المناطق لزراعة الأصناف المختلفة من التمور المصرية استناداً إلى البيانات المناخية الدقيقة وان هذه الخريطة تعد أداة استراتيجية للتخطيط الزراعي الذكي إذ تساعد المستثمرين والمزارعين على اختيار الأصناف الأكثر توافقاً مع التغيرات المناخية ما يسهم في رفع الكفاءة الإنتاجية وتقليل المخاطر البيئية.

وبسؤاله حول أحدث المهرجانات التي تنظمها الجائزة خلال الفترة المقبلة ، أوضح زائد أنه إلى جانب المهرجان الدولي للتمور المصرية تنظم جائزة خليفة سنوياً سلسلة من المهرجانات الدولية للتمور وصل عددها الى 63 مهرجان في 9 دول ضمن 3 قارات في كل من: الإمارات والأردن و المغرب و السودان وباكستان وموريتانيا والمكسيك واثيوبيا وذلك في اطار السعي لتنمية قطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور بكافة الدول المنتجة للتمور وتعزيز الأمن الغذائي مما يجعلها المنصة الدولية الأولى لدبلوماسية التمور العربية.