رئيس إكسبولينك في معرض ديستينيشن أفريكا : 20% زيادة متوقعة في صادرات الملابس الجاهزة بمصر مع دخول الاستثمارات الجديدة حيز التنفيذ

أفريقيا مستقبل صناعة الملابس ومصر في قلب التحول العالمي للغزل والنسيج

الدورة التاسعة لمعرض “Destination Africa” تؤكد مصر مركزاً رئيسياً للملابس والمنسوجات

في يوم 12 نوفمبر، 2025 | بتوقيت 12:25 م

كتب: د. نجلاء الرفاعي و محمد عبدالرحمن

أكد محمد قاسم، رئيس مجلس إدارة جمعية المصدرين المصريين “إكسبولينك”، أن أفريقيا تمثل فرصة استراتيجية لصناعة الملابس والمنسوجات، مشيراً إلى أن مصر باتت نقطة محورية في هذا التحول الصناعي العالمي.

وأوضح قاسم خلال المؤتمر الصحفي على هامش الدورة التاسعة لمعرض “Destination Africa”، أن السوق المصرية تشهد حالياً تدفقات استثمارية قوية من تركيا والصين، إلى جانب عودة الاستثمارات المصرية في مناطق مثل المحلة الكبرى ودمياط، وهو ما يعزز من قدرة القطاع على المنافسة الإقليمية والدولية.

 

أشار قاسم إلى أن الصناعة العالمية تشهد تحولاً كبيراً يتمثل في انتقال جزء من الإنتاج من آسيا إلى أفريقيا، نتيجة الأزمات التي عصفت بسلاسل الإمداد العالمية خلال السنوات الأخيرة، بدءاً من جائحة كورونا وصولاً إلى الحرب الروسية الأوكرانية.

 

وأوضح أن هذه الأزمات أثبتت أن سلاسل الإنتاج الطويلة لم تعد فعالة، ما دفع الدول والشركات الكبرى إلى تبني مفهوم “النيرشورينج” (Nearshoring)، أي تقصير سلاسل الإنتاج لتكون قريبة من أسواق الاستهلاك، بما يتيح مرونة أكبر في مواجهة الأزمات.

 

وأضاف رئيس جمعية المصدرين أن هذا التحول يمثل فرصة غير مسبوقة لمصر وأفريقيا، مؤكداً أن مصر مؤهلة لتكون حجر الزاوية في الصناعات النسجية داخل القارة بفضل بنيتها التحتية وموقعها الجغرافي المتميز.

 

وأشار رئيس جمعية المصدرين إلى أن مصر تمتلك المزايا التنافسية لإستقبال هذه الصناعة، وأن القطاع بدأ بالفعل يجذب استثمارات جديدة من أوروبا وآسيا، إضافة إلى الاستثمارات المحلية.

 

توقع قاسم أن تشهد صادرات الصناعات النسجية والملابس نموًّا متسارعًا خلال السنوات المقبلة، موضحاً أن الصادرات تنمو حالياً بمعدلات تتراوح بين 10% و15%، ومن المنتظر أن تتجاوز 20% خلال عامين أو ثلاثة مع بدء تشغيل الاستثمارات الجديدة المحلية والأجنبية.

 

وتطرق قاسم إلى التحديات التي تواجه القطاع، مشيراً إلى أهمية توفير أراضٍ صناعية مجهزة ومرافق متكاملة لاستيعاب الاستثمارات الجديدة، بالإضافة إلى تطوير التعليم والتدريب الفني والهندسي لتلبية احتياجات الصناعة، لا سيما في مجال الإدارة المتوسطة والتشغيل المتخصص.

 

وأشار قاسم إلى أن الأسواق الأوروبية والأمريكية تظل الأسواق الرئيسية للصادرات المصرية، مع أهمية أفريقيا كوجهة استراتيجية لبعض الأصناف، لكنه شدد على أن حجم الصادرات إلى أفريقيا لن يصل إلى مستويات أوروبا والولايات المتحدة في الوقت الحالي.

 

وفيما يتعلق بالتكنولوجيا الحديثة، أكد رئيس الجمعية أن الذكاء الصناعي سيكون له دور محوري في تطوير الصناعة المصرية، من خلال تحسين خطوط الإنتاج وزيادة كفاءتها، مشيراً إلى أن التجربة العالمية مع الإنترنت تشير إلى أن التكنولوجيا الحديثة يمكن أن تُحدث نقلة نوعية في الأداء الصناعي، وهو ما ينتظره قطاع الملابس والنسيج في مصر.

 

وأكد أن الدورة التاسعة لمعرض “Destination Africa” تعكس نجاح مصر في تعزيز مكانتها كمركز رئيسي لتصدير الملابس والمنسوجات في القارة الأفريقية والعالمية، داعياً المستثمرين إلى الاستفادة من الفرص المتاحة في السوق المصرية.

 

وفي تقييمه لبروتوكول الكويز (QIZ) بعد مرور عشرين عاماً على تطبيقه، وصفه قاسم بأنه كان “أقل الأضرار” رغم أنه لم يكن الخيار المثالي للصناعة، موضحاً أن مصر واجهت في ذلك الوقت موقفاً صعباً بعد منح الولايات المتحدة اتفاقيات تجارة حرة لكل من الأردن وكينيا وإثيوبيا، مما أدى إلى هجرة المشترين من السوق المصري.

 

وأشار إلى أن بروتوكول الكويز ساهم في الحفاظ على حجم الصادرات المصرية إلى الولايات المتحدة، رغم التحديات التي واجهها القطاع آنذاك.

 

وحول مستقبل القطن المصري، أكد قاسم أنه قطن متميز وعالي الجودة، لكنه يحتاج إلى سلاسل إنتاج مستقلة خاصة به تشمل الغزل والنسيج والتجهيز، ليُستخدم في منتجات ذات قيمة مضافة عالية.

 

و أشار إلى أن القطن المصري لا يمثل حجماً كافياً لإحداث تأثير كبير في إجمالي الصادرات، موضحاً أن الطلب العالمي على الألياف الطبيعية في تراجع مستمر لصالح الألياف الصناعية، نتيجة التطور التكنولوجي وتغير تفضيلات المستهلكين، خاصة في الملابس الرياضية التي تتطلب خامات ذات خصائص متقدمة مثل طرد العرق.