د. محمد رزق: القاهرة تعيد صياغة التوازنات الإقليمية بسياسة خارجية رشيدة
في يوم 5 نوفمبر، 2025 | بتوقيت 8:00 م

كتبت: شيرين محمد
صرّح الدكتور محمد رزق، عضو لجنة الشئون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ، بأنّ ما تشهده المنطقة من تطورات إقليمية ودولية متسارعة — خاصة في ظل التصعيد المستمر في الشرق الأوسط، وإعادة تشكيل التحالفات السياسية والاقتصادية العالمية — يضع مصر في موقعٍ بالغ الأهمية على خريطة التأثير الدولي.
وأكد رزق أن القاهرة تمارس سياسة خارجية رشيدة ومتزنة، ترتكز على مبادئ احترام السيادة، ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتغليب الحلول الدبلوماسية على الصراعات العسكرية، وهو ما جعلها نموذجًا متفردًا في إدارة التوازنات الإقليمية وتحقيق المصالح الوطنية دون التفريط في الثوابت القومية.
رؤية مصر في إدارة ملفات الأزمات والصراعات الإقليمية
و أوضح رزق أن الدولة المصرية تمتلك رؤية شاملة وواضحة للتعامل مع الأزمات الراهنة في المنطقة، سواء ما يتعلق بالملف الفلسطيني أو العلاقات العربية – العربية أو التعاون الأفريقي.
وأشار إلى أن التحركات المصرية في ملف غزة تعكس إدراكًا عميقًا لأهمية الحل السياسي الشامل الذي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، ويحافظ في الوقت ذاته على أمن واستقرار الإقليم بأكمله.
وأضاف رزق أن الدور الذي تقوم به القاهرة في التهدئة، واستضافة المفاوضات، والتنسيق مع الأطراف الإقليمية والدولية، يعكس الثقة العالمية في القيادة المصرية وقدرتها على إدارة الملفات المعقدة بحكمة واتزان.
العلاقات المصرية – الأوروبية نموذج للتوازن والاحترام المتبادل
و أكد رزق أن العلاقات المصرية – الأوروبية شهدت تطورًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، خاصة بعد القمة المصرية – الأوروبية التي انعقدت مؤخرًا في القاهرة، والتي جسدت رغبة حقيقية من الجانبين في بناء شراكة استراتيجية قائمة على المصالح المتبادلة في مجالات الأمن والطاقة والاستثمار والتنمية المستدامة.
وأشار رزق إلى أن مصر أصبحت حلقة الوصل بين الشرق والغرب، بما تملكه من موقع جغرافي فريد ورؤية سياسية ناضجة، وهو ما يمنحها مكانة محورية في معادلة الاستقرار الإقليمي.
السياسة المصرية.. صوت العقل في عالم مضطرب
وذكر رزق إن مصر ما زالت تمثل “صوت العقل والاتزان” في منطقة تموج بالأزمات، بفضل رؤيتها التي تقوم على الدبلوماسية الوقائية وحماية الأمن القومي العربي، ودعم قضايا العدالة والتنمية، والتعامل مع المتغيرات الدولية بعينٍ تراعي المصلحة الوطنية والمصالح المشتركة في آنٍ واحد.
وإستكمل رزق بأن القاهرة تتعامل بواقعية مع جميع الأطراف الدولية، وتحرص على انتهاج مسار متوازن يُبقي على جسور التواصل مفتوحة مع الجميع، وهو ما جعلها تحظى بثقة واحترام القوى الكبرى.
مصر.. منطق الدولة لا منطق الصراع
و اختتم رزق بالتأكيد علي أن ما يميز السياسة المصرية في الوقت الراهن هو منطق الدولة لا منطق الصراع، حيث تسعى القيادة السياسية إلى تحقيق الأمن والسلام من خلال التنمية، لا عبر التوتر أو التصعيد.
وشدد على أن مصر ستظل، رغم كل التحديات، الركيزة الأساسية للأمن القومي العربي، والضامن الحقيقي لاستقرار المنطقة، وجسر التواصل بين الشعوب في مرحلة تعيد فيها الأمم صياغة موازين القوة والنفوذ على الساحة ا







