خلال فعاليات الورشة التحضيرية الثانية للملتقي المصري السوداني.. رجال الأعمال والمسؤولين السودانين يدعون المصريين لقيادة إعادة الاعمار بالسودان ويشيدون بالموقف المصري
في يوم 26 أكتوبر، 2025 | بتوقيت 2:51 م

كتب: مني البديوي
اكد الفريق عبد الرحمن عبد الحميد والي الولاية الشمالية أن مصر هي الاخ الاكبر والشقيق السودان وهي الأولي في أعادة الاعمار ، وقال ” أن مصر هي المبادرة ورأس الحربة في إعادة إعمار السودان.
وشدد – حلال فعاليات ثاني الورش التحضيرية للملتقي المصري السوداني لرجال الأعمال التي انطلقت امس تحت عنوان ” الآليات التنفيذية لإعادة الإعمار والربط اللوجيستي بين مصر السودان ، بحضور عدد من المسؤولين المصريين والسودانيين -” نريد مصر معنا لا بمالها فقط، بل بروحها وعقلها وخبرتها، لتشاركنا إعادة الإعمار كما شاركتنا من قبل بناء التاريخ.. نريدها أن تمدّ يدها، لا على سبيل المساعدة، بل على سبيل الأخوّة التي تُعيد صياغة مستقبل الوادي من جديد، ليعود النيل كما كان، شريان حياة لا يفصل بيننا، بل يوصلنا إلى الغد الذي نحلم به سويًا.
وكشف عن أن السودان يحتاج إلى ما لا يقل عن 50 مليار دولار لإعادة تأهيل البنية التحتية الحيوية — من الكهرباء إلى المياه، ومن التعليم إلى الصحة.
وتطرق والي الشمالية إلي ما يمتلكه السودان من ثروات ، مشيرا إلي أن الدراسات أظهرت أن السودان يملك أكثر من 200 مليون فدان صالحة للزراعة، منها أقل من 20% مُستغَلَّة فعليًا ، ويملك أكبر مخزونٍ مائي جوفي في إفريقيا، ومساحاتٍ من المعادن تكفي لصناعة مستقبلٍ ذهبي .
ولفت الفريق إلي أن الولاية الشمالية هي المدخل لإعادة البناء في السودان وأنها الجار القريب لمصر .
واكد جوزيف مكين رئيس مجلس الأعمال المصري السوداني أن الربط اللوجيستي بين مصر والسودان يمثل المفتاح الذي يفتح أبواب التعاون المشترك مشددا علي أنه لا يمكن أن تزدهر التجارة أو تتوسع الاستثمارات دون شبكة نقل وموانئ ومعابر ومراكز تخزين متكاملة ومؤمنة.
واضاف أن التكامل اللوجيستي يمثل العمود الفقري للتنمية المشتركة ، مشيرا إلي أن مجلس الأعمال المصري السوداني لا يرى نفسه مجرد حلقة وصل بين القطاعين العام والخاص، بل شريكًا تنفيذيًا في تحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين، وجسرًا عمليًا بين الرؤية السياسية العليا ومصالح المستثمرين على أرض الواقع.
وقال ” لقد حان الوقت للانتقال من مرحلة النيات إلى مرحلة التنفيذ، ومن مرحلة التعاون الثنائي إلى الشراكة المؤسسية القائمة على التخطيط، والمشروعات ذات الجدوى، والتكامل في الموارد والإمكانات.
واعتبر مكين أن الحديث عن إعادة إعمار السودان ليس مجرد مشروع اقتصادي بل هو قضية تنموية وإنسانية وأمنية في آنٍ واحد ، مشيرا إلي أن السودان اليوم يقف على أعتاب مرحلة جديدة، تتطلب تضافر الجهود العربية والأفريقية، ومصر — بحكم التاريخ والجغرافيا والمصير المشترك — كانت ولا تزال الشريك الطبيعي في هذه المسيرة.
واضاف ” هنا يأتي دور القطاع الخاص المصري والسوداني — أعضاء المجلس — الذين أثبتوا في أكثر من مناسبة أنهم قادرون على تحويل الرؤية إلى واقع متى توافرت الإرادة، والتنسيق المؤسسي والدعم الفني والتمويلي.
وأكد مكين أن الملتقى المصري السوداني الثاني لرجال الأعمال وورشاته التحضيرية ليست مجرد فعاليات، بل محطات تأسيس لمستقبل جديد من التعاون القائم على المصالح المشتركة، والتنمية المستدامة، والتكامل الحقيقي بين شعبين يجمعهما النيل، والتاريخ، والدم، والمصير.
من جانبه جدد السفير الفريق عماد الدين مصطفى عدوي سفير السودان لدي مصر ، تقدير السودان للدعم الكبير الذي توليه القيادة المصرية لمرحلة إعادة الإعمار في السودان ، والتعاون الممتد مع الحكومة المصرية في شتى المجالات سيما الدافعة للتنمية الشاملة.
وأكد محمد حسن ممثل الشركة المصرية السودانية أن مصر تمتلك منظومة قوية من الشركات والخبرات يمكن أن تشكل العمود الفقري لبرنامج الإعمار في السودان. وفي المقابل، يمتلك السودان الموارد، والفرص، والاحتياج الحقيقي، مما يجعل من مشروع الإعمار فرصة نادرة لبناء نموذج تكامل عربي – إفريقي فريد.
وأوضح أن مصر والسودان قطعتا خطوات مهمة في تطوير الطرق البرية بين أرقين ووادي حلفا وقسطل وأبو سمبل، وتحديث الموانئ البحرية في بورتسودان وسفاجا والعين السخنة، وبدأت الدراسات الخاصة بربط السكك الحديدية والنقل النهري لخلق محور نقلٍ شامل من البحر الأحمر إلى قلب إفريقيا .
ونوه إلي أن المطلوب الآن هو تحويل هذه البنية إلى منظومة تشغيل حقيقية متكاملة تربط الموانئ المصانع، والمصانع
المزارع، والمزارع بالأسواق، من خلال شبكة نقل وتخزين وتوزيع حديثة تعتمد على التقنيات الرقمية ونظم التتبع.،
وأكد حسن أننا اليوم أمام مرحلة جديدة في العلاقات المصرية -السودانية، مرحلة تتجاوز الشعارات إلى المشروعات، وتتجاوز الزيارات الرسمية إلى التنفيذ الفعلي على الأرض.
وقال ” إن ما يواجه منطقتنا اليوم من ضغوطٍ اقتصاديةٍ ومناخيةٍ وغذائيةٍ، لا يمكن أن نواجهها الا بتكامل حقيقي في الإنتاج والتجارة والبنية التحتية وسًلاسل الإمداد.
واضاف ” هنا يأتي دور القطاع الخاص، الذي يجب أن يتحمل مسؤوليته كشريكٍوفي التنمية، لا كمستفيدٍ منها فقط.
وتابع ” فنحن نؤمن أن المستثمر هو المحرك الأول لعجلة الاقتصاد، والضامن لاستدامة أي مشروع تنموي.
واعتبر ممثل الشركة المصرية السودانية أن هذه الورشة تمثل دعوة مفتوحة لكل رجال الأعمال المصريين والسودانيين والعرب للمشاركة الفاعلة في بناء هذا الجسر الجديد من التعاون.
وقال ” نحن لا نعيد إعمار السودان فقط، بل نعيد إعمار الثقة العربية- الإفريقية في قدرتنا على البناء الذاتي.







