إنفراد | هيئة الطاقة الذرية توقع اتفاقية تعاون مع شركة “نوفيا” الفرنسية لتأهيل الكوادر وتوطين التكنولوجيا في القطاع النووي
في يوم 8 أكتوبر، 2025 | بتوقيت 8:47 ص

كتبت: شيرين سامى
تنفرد بنشرها ” العالم اليوم “..
د.عماد برعى : البرامج التدريبية تهدف إلى حماية البيئة وتحقيق أمن نووي شامل وفقًا للمعايير الدولية
د.محمد عبد المطلب : دعم جهود الهيئة في إنتاج نظائر مشعة جديدة تُستخدم في المجالات الطبية والصناعية
د.مصطفى الصفطى: تأهيل الكوادر البشرية هو أساس السلامة النووية والتنمية المستدامة
أحمد محمود : التعاون يستهدف دعم الاقتصاد وتقليل الانبعاثات الكربونية
=========
وقعت هيئة الطاقة الذرية المصرية اتفاقية تعاون مع شركة “نوفيا” الفرنسية للحلول وخدمات الاستشارات الهندسية للمشاريع النووية، وذلك بهدف تعزيز التعاون في تأهيل الكوادر البشرية، وتوطين التكنولوجيا النووية، وتعزيز معايير السلامة البيئية في إطار الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
جاء التوقيع ، بمقر الهيئة، حيث وقع الاتفاقية عن الجانب المصري ا.د. عمرو الحاج، رئيس هيئة الطاقة الذرية، وعن الجانب الفرنسي فرح شاهما، رئيس مجلس إدارة “نوفيا” لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. وشهد مراسم التوقيع عدد من القيادات النووية من الجانبين، من بينهم ا.د. عماد برعي، رئيس مركز المعامل الحارة وإدارة النفايات المشعة، ا.د. محمد عبدالمطلب، رئيس شعبة إنتاج النظائر والمصادر المشعة، بالإضافة إلى الدكتور مصطفى الصفطي، المدير التنفيذي لمجموعة “نوفيا” بالشرق الأوسط، وأحمد محمود، وكيل الشركة في مصر.
نقلة نوعية
وقال ا.د. عمرو الحاج رئيس هيئة الطاقة الذرية أن توقيع هذه الاتفاقية مع شركة “نوفيا” الفرنسية يأتى تأكيدًا على التزام هيئة الطاقة الذرية برؤيتها الاستراتيجية نحو توطين التكنولوجيا النووية وتعزيز قدرات الكوادر الوطنية في هذا القطاع الحيوي، بما يواكب توجه الدولة المصرية نحو التنمية المستدامة والاستخدام الآمن للطاقة النووية.
و أضاف : إن هذا التعاون الدولي يمثل نقلة نوعية في مسار الشراكات العلمية والتقنية، ويعكس ثقة المؤسسات العالمية في الخبرات المصرية وقدرتها على تحقيق معايير عالية من الكفاءة والأمان.
وتابع : نؤمن بأن الاستثمار في العنصر البشري هو الأساس الحقيقي لأي نهضة علمية، وأن بناء كوادر مؤهلة قادرة على إدارة التكنولوجيا النووية وفقًا لأحدث المعايير العالمية هو الطريق الأمثل لضمان مستقبل آمن ومزدهر للطاقة في مصر.
واختتم الحاج حديثه قائلا :”ستظل هيئة الطاقة الذرية ماضية في أداء رسالتها نحو تعزيز الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، دعمًا للتنمية، وحفاظًا على البيئة، وخدمةً للأجيال القادمة”.
مستقبل واعد
وأعربت فرح شاهما، رئيس مجلس إدارة “نوفيا” في الشرق الأوسط وأفريقيا، عن سعادتها بتوقيع الاتفاقية، مؤكدة أن الوقت الحالي هو الأنسب لإقامة شراكة استراتيجية مع مصر في قطاع الطاقة النووية، الذي يمثل مستقبلًا واعدًا في المنطقة.
وقالت شاهما: “نحن نؤمن أن في مصر خبراء على مستوى عالٍ من الكفاءة، وهو ما يجعلنا واثقين في نجاح هذه الشراكة. أنا فرنسية من أصل مغربي، وأؤمن بأهمية العودة إلى جذوري لاستثمار خبراتي في خدمة الأجيال القادمة، وضمان استدامة التطوير في القطاعات الحيوية، سواء كانت نووية أو متعلقة بالطاقة بوجه عام.”
تدريب الكوادر النووية
وأكد الأستاذ الدكتور عماد برعي أهمية الاتفاقية في تعزيز القدرات الوطنية في تشغيل المفاعلات وإدارة الأزمات والطوارئ، وكذلك التعامل الآمن مع النفايات المشعة، مشيرًا إلى أن البرامج التدريبية التي سيتم تنفيذها بموجب الاتفاقية تهدف إلى حماية البيئة وتحقيق أمن نووي شامل وفقًا للمعايير الدولية.
وأشار “برعي” إلى أن البرامج التدريبية التي تقدمها الهيئة من خلال هذه الشراكة تشمل عدة محاور رئيسية، من بينها:
• التدريب الفني والتقني: في تشغيل وصيانة المفاعلات النووية وتحليل البيانات والتعامل مع النفايات المشعة.
• السلامة والأمان النووي: من خلال تأهيل الكوادر على نظم الأمان وإدارة الأزمات والطوارئ.
• الرقابة والتفتيش النووي: لتطبيق نظم التفتيش والرقابة وفق المعايير الدولية.
• القوانين والتشريعات: لتعزيز الوعي بالإطار القانوني الذي يحكم استخدام الطاقة النووية محليًا ودوليًا.
إنتاج نظائر جديدة
من جانبه، أوضح ا.د. محمد عبدالمطلب أن الهيئة تسعى من خلال الاتفاقية إلى دعم جهودها في إنتاج نظائر مشعة جديدة تُستخدم في المجالات الطبية والصناعية، مثل اللوتيثيوم-177 والأكتينيوم-225 لعلاج وتشخيص الأورام، إلى جانب نظائر مثل الإريديوم-192 والكوبالت-60 التي تُستخدم في الصناعة والتصوير الإشعاعي والكشف عن الشروخ في خطوط الأنابيب دون تفكيكها.
الكوادر البشرية
بدوره، أكد الدكتور مصطفى الصفطي، المدير التنفيذي لـ”نوفيا” بالشرق الأوسط، أن الكوادر البشرية المدربة تمثل العمود الفقري لأي نشاط نووي، مشيرًا إلى أن التدريب يسهم في:
• ضمان السلامة النووية والتقليل من المخاطر البيئية.
• الامتثال الصارم للمعايير الدولية الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA).
• تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال الاستخدام السلمي للطاقة النووية في مجالات متعددة.
كما أشار إلى أبرز التحديات التي تواجه تدريب الكوادر في هذا القطاع، مثل ارتفاع التكاليف، نقص الكفاءات المتخصصة، والحاجة لتحديث المناهج بشكل دائم.
نقل التكنولوجيا
وفي السياق ذاته، قال أحمد محمود، وكيل شركة “نوفيا” في مصر، إن التعاون في مجال إنشاء وصيانة وتشغيل المفاعلات النووية سيسهم في دعم الاقتصاد المصري عبر توفير مصدر طاقة نظيف ومستدام، وتقليل الاعتماد على المحروقات التقليدية، مما يخفض من الانبعاثات الكربونية ويحافظ على البيئة.
وأشار إلى أن هذه الشراكة ستتيح فرصًا كبيرة لنقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات، وتعزيز القدرات المحلية في تنفيذ المشاريع النووية الكبرى، بما يسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة في قطاع الطاقة.







