الهيدروجين الوقود الأبدى

في يوم 29 أغسطس، 2021 | بتوقيت 6:01 ص

كتب: بقلم/ د. مجدى عبدالله

في إطار تسارع المبادرات العالمية لإنتاج الهيدروجين نجد أن أكثر من 30 دولة أصبح لديها إستراتيجيات وطنية لإنتاجه وتعهدت بتقديم دعم يُقدر بنحو 70 مليار دولار، ونجد أن 85% من المشروعات الكبيرة المقترحة جاءت من أوروبا وآسيا وأستراليا، فقد صرح المجلس العالمى للهيدروجين بأن هناك 228 مشروعًا واسع النطاق لإنتاجه بقيمة 300 مليار دولار أميركي من الاستثمارات المقترحة حتى عام 2030، منها 80 مليار دولار في مرحلة التخطيط المتقدم، ووفق منظمة السلام الأخضر فإن الاستخدام المباشر للهيدروجين أو تحويله إلى وقود صناعى سيستهلك ثلث إجمالي الكهرباء المولدة عام 2050، وتجدر الإشارة إلى أنّ الهيدروجين نفسه لا يُعدّ عمليّاً مصدراً للطاقة، إنّما هو عبارة عن حامل للطاقة.

ولهيدروجين الطاقة أكثر من نوع أولها الهيدروجين الرمادي ويتم إنتاجه باستخدام الطاقة المنتجة من الوقود الأحفوري وينتج عنها مستويات مرتفعة من انبعاثات الكربون ويمثل الهيدروجين المنتج من الوقود الأحفوري ٪94 من إنتاج الهيدروجين حول العالم ، وتكلفة انتاج الكيلوجرام منه بين 1.2– 2.2 دولار .

والهيدروجين الأزرق وهو هيدروجين رمادي يتم فيه التقاط انبعاثات الكربون المنتجة أثناء عملية إنتاجه ويُعد هذا النوع من الهيدروجين نظيفاً بيئياً ويتم تخزينه وإعادة استخدامه وتكلفة انتاج الكيلوجرام منه بين 1.5-2.9 دولار، أما الهيدروجين الأخضر فينتج باستخدام الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة فى عملية التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين من الماء ويخلو من انبعاثات الكربون وهو الخيار الأمثل للبيئة، وتكلفة انتاج الكيلوجرام منه بين 3-7.5 دولار.
وأخيرا الهيدروجين الفيروزى ويتم إنتاجه من خلال عملية الإنحلال الحرارى، حيث يتم تسخين الغاز الطبيعى (الميثان CH4)، مما يؤدي إلى تفككه إلى غاز الهيدروجين ومواد صلبة كربونية، أما الفرق الرئيسي بينه وبين الهيدروجين الأزرق فهو عدم انبعاث الكربون خلال العملية ليكون على شكل مواد صلبة.

وسيكون الهيدروجين هو الوقود الأبدى الذي لا ينفد مع مر العصور فهو غير سام وغير مُضرّ بالبيئة، ولا ينتج عند احتراقه أي انبعاثات، وهو أكثر العناصر وفرة في الكون ويمثل حوالى 75 % من المواد بالكتلة وحوالى 90 % بعدد الذرات، ومعظمه موجود على شكل ماء، كما يوجد في الوقود الأحفورى والمادة الحية بمختلف أنواعها ونادر نسبياً في الصخور إلا ما وجد منه على شكل ماء تبلور مع الأملاح.