قبل معرض أنوجا 2025.. “تصديري الصناعات الغذائية” يستعرض فرص التصدير إلى ألمانيا

رئيس المكتب التجاري المصري في برلين: ألمانيا تعتمد على الاستيراد وتستهلك منتجات غذائية بمئات المليارات سنويًا

ماجد عز الدين: الأعشاب والتوابل المصرية تملك فرصة ذهبية في السوق الألماني

في يوم 9 سبتمبر، 2025 | بتوقيت 11:01 ص

كتب: د.نجلاءالرفاعي

نظم المجلس التصديري للصناعات الغذائية ندوة إلكترونية بعنوان فرص تنمية صادرات الصناعات الغذائية المصرية إلى السوق الألمانية، وذلك في إطار استعدادات المجلس للمشاركة في معرض أنوجا الدولي بمدينة كولون الألمانية خلال الفترة من 4 إلى 8 أكتوبر 2025.
وأعلن المجلس أن المشاركة المصرية هذا العام ستكون من خلال ثلاثة أجنحة وطنية تضم 116 شركة موزعة على قطاعات المجمدات والمشروبات والفاين فود، كما يعتزم اطلاق حملة تسويق رقمية تبدأ اليوم 10 سبتمبر وتستمر حتى موعد المعرض بالإضافة إلى حملة دعائية في مدينة كولون وتواصل مباشر مع المستوردين عبر مكاتب التمثيل التجاري، بالإضافة إلى فاعليات وعروض طهى وتذوق بالأجنحة للترويج للمنتجات المصرية.
هذا وشهدت صادرات الصناعات الغذائية المصرية إلى الاتحاد الأوروبي نموًا بنسبة 33% خلال عام 2024 مقارنة بعام 2023 ، كما ارتفعت خلال النصف الأول من عام 2025 لتصل إلى 21% من إجمالي صادرات القطاع، وتُعد هولندا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا من أبرز المستوردين للمنتجات الغذائية المصرية.
أما بالنسبة للسوق الألماني، فحققت الصادرات المصرية إلى ألمانيا نموًا بنسبة 24% خلال عام 2024 لتصل إلى 132 مليون دولار مقابل 106 ملايين في 2023
وفي النصف الأول من 2025 ارتفعت بنسبة 42% لتبلغ 100 مليون دولار مقابل 71 مليون لنفس الفترة من العام الماضي.

وجاءت الفراولة المجمدة في صدارة الصادرات بنسبة 50% تلتها البصل المجفف ومحضرات الخضر والمصارين والأمعاء، وسجلت بعض المنتجات معدلات نمو استثنائية مثل المربى 590% ومحضرات الفاكهة 437% والخرشوف المجمد 423% والزيتون المخلل 111%.
من جانبها، أكدت مها زكريا الوزير المفوض التجاري ورئيس المكتب التجاري المصري في برلين أن ألمانيا تُعد ثالث أقوى اقتصاد في العالم وتمثل سوقًا استهلاكيًا كبيرًا يضم أكثر من 83 مليون نسمة وتشكل نحو 24% من الناتج الإجمالي للاتحاد الأوروبي.
أوضحت أن سوق الصناعات الغذائية في ألمانيا متنوع ومتطور للغاية ويتميز بارتفاع معدلات الإنفاق على الغذاء وتنوع تفضيلات المستهلكين نتيجة تغير التركيبة السكانية وزيادة الوعي بقضايا الصحة والبيئة.

وأضافت أن حجم سوق الصناعات الغذائية الألماني بلغ نحو 237 مليار يورو في عام 2024 فيما سجلت صادرات ألمانيا الغذائية نحو 98 مليار يورو ووارداتها نحو 120 مليار يورو مما يعكس اعتماد السوق على الاستيراد بشكل كبير.
وأشارت إلى أن السوق الألماني يتكون من قطاعات متعددة أبرزها اللحوم والألبان والمخبوزات والمشروبات والخضر والفاكهة المصنعة، ونوهت بأن الخضر والفاكهة المجمدة تحتل مكانة متقدمة بين المنتجات الغذائية في ألمانيا حيث بلغت مبيعاتها نحو 22.6 مليار يورو في 2024
وأشارت مها زكريا إلى أن مصر تحتل المركز الأول عالميًا في تصدير الفراولة المجمدة إلى السوق الألماني والمركز الثاني في تصدير الخرشوف المحفوظ، وأضافت أن هناك فرصًا واعدة لصادرات مصر من العصائر والخضروات والفواكه المجمدة خاصة في ظل تنوع الجاليات المقيمة بألمانيا وارتفاع الطلب على المنتجات الصحية والطبيعية، كما نوهت بأن منتجات الطماطم المصرية لا تزال غير مستغلة بالشكل الكافي رغم أن واردات ألمانيا من معجون الطماطم والصلصات تقترب من مليار يورو سنويًا داعية الشركات المصرية لتوسيع استثماراتها في هذا المجال
متطلبات النفاذ إلى السوق الألماني
أكدت مها زكريا على أهمية الالتزام الكامل بالمعايير الأوروبية للجودة عند تصدير المنتجات الغذائية إلى السوق الألماني
وشددت على أن المنتجات يجب أن تلتزم بمتطلبات دقيقة تتعلق بالتعبئة والتغليف ووضع العلامات وسلامة الغذاء مع ضرورة أن تتضمن العبوات معلومات واضحة حول اسم المنتج وبلد المنشأ وتاريخ الإنتاج والصلاحية وإرشادات التخزين باللغة الألمانية.
أوضحت أن العبوات يجب أن تكون مقاومة للتلف وتحافظ على الخصائص الحسية للمنتج كما ينبغي الالتزام بالمعايير الميكروبيولوجية الأوروبية،
وذكرت أن المنتجات الغذائية المجمدة يجب أن تطبق آلية التجميد السريع وفقًا للائحة EEC/89/108، واختتمت بأن وجود شهادات صحية رسمية مصاحبة للمنتجات يُعد شرطًا أساسيًا للنفاذ إلى السوق الألماني وهو ما يتطلب التعاون الوثيق بين المصدرين المصريين والجهات الرقابية الوطنية.
أوضح ماجد عز الدين، السكرتير الثاني التجاري بالمكتب التجاري المصري في برلين، أن السوق الألماني يعتمد بدرجة كبيرة على الاستيراد ويشهد طلبًا متزايدًا على المنتجات الصحية والمستدامة، مشيرًا إلى أن قطاع الأعشاب والتوابل يمثل فرصة واعدة أمام الصادرات المصرية، لاسيما في ظل تنوع الجاليات في ألمانيا، مما يعزز الطلب على المنتجات الطبيعية.
وأضاف أن ألمانيا تستحوذ على نحو 20% من إجمالي استهلاك التوابل في أوروبا، وتُعد مصر من أبرز موردي الكراوية واليانسون والكمون، وهو ما يمنح الشركات المصرية ميزة تنافسية في هذا السوق.
ونوه عز الدين إلى أن المستوردين الألمان يفضلون التعامل مع موردين كبار لضمان الجودة والاستمرارية، مما يفتح الباب أمام الشركات المصرية المنظمة لتوسيع أعمالها. كما شدد على أهمية مشاركة المصدرين المصريين في برامج الدعم مثل Import Promotion Desk وCBI لتعزيز قدراتهم التصديرية والنفاذ إلى السوق الألماني بفعالية.

أكد منير شحفه، رئيس شركة شحفه للأمعاء وعضو مجلس إدارة جمعية رجال أعمال الإسكندرية، أن السوق الألماني يُعد الأكبر عالميًا في استيراد الأمعاء الحيوانية، بإجمالي واردات تتجاوز 1.3 مليار دولار سنويًا، ما يجعله سوقًا استراتيجيًا للمصدرين.
وأشار إلى أن مصر تمتلك ميزة تنافسية قوية في هذا المجال، بفضل خبرتها الطويلة، وموقعها الجغرافي المتميز، إلى جانب حالة الاستقرار السياسي، وهي عوامل تعزز من قدرتها على النفاذ إلى الأسواق العالمية.
كما أوضح أن شركته تصدر الأمعاء المُصنّعة من خامات مستوردة إلى عدد من الأسواق الكبرى، على رأسها ألمانيا واليابان والولايات المتحدة، مؤكدًا على أهمية الالتزام الصارم بالمعايير الأوروبية في ما يخص النظافة والتغليف لضمان استدامة التواجد في تلك الأسواق.
وأشاد شحفه بدور الدولة في دعم الصادرات، خاصة من خلال تطوير أداء الجهات الرقابية، مما يسهم في تحسين جودة المنتجات المصرية وتعزيز ثقة الأسواق الخارجية بها.