د. كريم الأدهم الرئيس السابق لهيئة الأمان النووى فى حواره ل ” العالم اليوم ” … التحول للطاقة النظيفة خارطة طريق دولية للوصول لصافي انبعاثات صفرية .. و القضاء على التلوث الناتج من وسائل إنتاج الطاقة التقليدية

- خفض الإنبعاثات و التلوث البيئى أهم مزايا مشروع إنشاء محطة الضبعة النووية

- بناء المفاعلات النووية بمصر يوفر استخدام الوقود الأحفوري في الصناعة البتروكيماوية ..و يزيد العائد الاقتصادي بنسبة عشر مرات

في يوم 25 أغسطس، 2021 | بتوقيت 9:00 ص

حوار: شيرين سامى

– تطالب جميع الدول بزيادة الاعتماد على الطاقات البديلة بدلا من الوقود الأحفوري

– ظاهرة الاحتباس الحراري تُسَبب الأمطار الحمضية التي تهلك الغابات

– حرق الوقود الأحفوري من أوائل مسببات التلوث البيئى في العالم

– 8 ملايين حالة وفاة سنوية بتلوث الهواء نتيجة لحرق الوقود الأحفوري

– وكالة الطاقة الدولية طالبت بالتوقف الفوري عن تمويل المشاريع الجديدة في قطاع النفط والغاز منذ 2018

– تهدف إتفاقية باريس لمساعدة الدول النامية في جهود التخفيف من حدة المناخ

– إستخدام الطاقة النووية على مدار 50 عام ساعد على خفض الانبعاثات العالمية بنحو 74 جيجا طن

———————————–

أكد الدكتور كريم الأدهم الرئيس السابق لهيئة الأمان النووى ، أن جميع الدول تطالب بزيادة الإعتماد على الطاقات البديلة و تقليل ما أمكن من الاعتماد على الوقود الأحفوري ، مرجعا ذلك إلى المخاطر الناتجة عن ما يسمى ب ” ظاهرة الدفيئة ” ، التي تتسبب في الاحتباس الحراري وتعمل على ارتفاع درجة حرارة الأرض و تأكل ثقب الأوزون.

و اضاف الأدهم فى حواره ل ” العالم اليوم ” ، ان لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا اصدرت تقريرا جديدا جاء فيه ، أن استخدام الطاقة النووية على مدار السنوات الخمسين الماضية قد ساعد على خفض الانبعاثات العالمية لثاني أكسيد بنحو 74 جيجا طن ، و هو ما يقرب من عامين من الانبعاثات العالمية ،  موضحا انه كلما زادت مساهمة الطاقة النووية في توليد الطاقة فأنها تقلل من استهلاك الوقود الأحفوري وتقليل الانبعاثات ، و هذا يعتبر أحد أهم مزايا مشروع إنشاء محطة الضبعة النووية بمطروح و الذى تنفذه شركة “روساتوم” الروسية.

و أشار الأدهم إلى أن وكالة الطاقة الدولية قدمت خارطة طريق لتحقيق الحياد الكربوني ، تطالب فيها بالتوقف الفوري عن تمويل المشاريع الجديدة في قطاع النفط والغاز ، لكي يصل العالم إلى صافي انبعاثات صفرية في قطاع الكهرباء بحلول عام 2040.

و حول مساهمة الطاقة النووية فى تحقيق خارطة طريق وكالة الطاقة الدولية لتحقيق الحياد الكربونى .. كان ل ” العالم اليوم ” هذا الحوار مع الدكتور كريم الأدهم الرئيس السابق لهيئة الأمان النووى .

.. إلى نص الحوار ..

-ما مدى خطورة انبعاثات الغازات الدفيئة على البيئة؟

الغازات الدفيئة هي عبارة عن مركّبات غازية في الغلاف الجوي للأرض يمكنها امتصاص الأشعة تحت الحمراء وحبس الحرارة داخل الغلاف الجوي ، مما يؤدي إلى ظاهرة الدفيئة ، وهي التي تتسبب في الاحتباس الحراري وتعمل على ارتفاع درجة حرارة الأرض و تأكل ثقب الأوزون ، فهذه مشكلة كبيرة جدا وتطالب جميع الدول بزيادة الاعتماد على الطاقات البديلة وتقليل ما أمكن من الاعتماد على الوقود الأحفوري.

-إذن.. ما هي مخاطر استخدام الوقود الأحفوري؟

الوقود الأحفوري هو الناتج من باطن الأرض وهو يتمثل في الفحم والبترول والغاز ، وعند احتراقه تنتج أكاسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين ، ما يتسبب بزيادة ظاهرة الاحتباس الحراري ، بالإضافة إلى أنها تُسَبب الأمطار الحمضية التي تهلك الغابات ، ويعتبر حرق الوقود الأحفوري من أوائل مسببات التلوث البيئى في العالم ، ففي عام 2018، أشار علماء من جامعة هارفارد كلية لندن الجامعية و جامعة ليستر في المملكة المتحدة في دراسة أعدوها إلى أن أكثر من 8 ملايين حالة وفاة سنوية مرتبطة بتلوث الهواء الناجم عن حرق الوقود الأحفوري ، كان هذا المستوى قد مثل حوالي خمس عدد الوفيات المسجلة عالميا في ذلك الوقت ،
وفي مايو من هذا العام قدمت وكالة الطاقة الدولية خارطة طريق لتحقيق الحياد الكربوني ، تطالب بالتوقف الفوري عن تمويل المشاريع الجديدة في قطاع النفط والغاز لكي يصل العالم إلى صافي انبعاثات صفرية في قطاع الكهرباء بحلول عام 2040.

-ما هي الإصلاحات التي اقترحتها اتفاقية باريس للحفاظ على الانبعاثات؟

تهدف الاتفاقية إلى زيادة إستخدام الطاقة النظيفة مثل طاقة المياه وطاقة الرياح وطاقة الشمس والهيدروجين الأخضر ، وكذلك تعتبر الطاقة النووية طاقة نظيفة أيضا ، و تهدف اتفاقية باريس كذلك إلى الحد بشكلٍ كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية والحد من زيادة درجة الحرارة العالمية ، ويعتبر اتفاق باريس أحد أهم الخطوات نحو بيئة ومناخ أنظف حيث تم الاتفاق على مواجهة تغير المناخ وآثاره السلبية ، وتبنت 197 دولة اتفاق باريس في مؤتمر الأطراف الـ 21 في باريس في 12 ديسمبر 2015 ، ودخل الاتفاق حيز التنفيذ في 4 نوفمبر 2016 ، و
يتضمن الاتفاق التزامات من جميع الدول لخفض انبعاثاتها والعمل معاً للتكيف مع آثار تغير المناخ، وتدعو الدول إلى تعزيز التزاماتها بمرور الوقت .
و يوفر الاتفاق طريقاً للدول المتقدمة لمساعدة الدول النامية في جهود التخفيف من حدة المناخ والتكيف معها مع إنشاء إطارٍ للرصد والإبلاغ الشفافَين عن الأهداف المناخية للدول.

-كيف تساهم الطاقة النووية في تقليل التلوث الناتج من استخدام الوقود الأحفوري؟

الطاقة النووية هي مصدر للطاقة النظيفة وهي لا تنتج انبعاثات تسبب الاحتباس الحراري ، فقبل بضعة أيام أصدرت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا تقريرا جديدا جاء فيه أن استخدام الطاقة النووية على مدار السنوات الخمسين الماضية قد ساعد على خفض الانبعاثات العالمية لثاني أكسيد بنحو 74 جيجا طن ، و هو ما يقرب من عامين من الانبعاثات العالمية ، و هذه الأرقام مثيرة جدا وهي تدل على أن الطاقة الكهرومائية وحدها فقط تجاوزت الطاقة النووية من حيث هذا المؤشر ، فكلما زادت مساهمة الطاقة النووية في توليد الطاقة فأنها تقلل من استهلاك الوقود الأحفوري وتقليل الانبعاثات وهذا يعتبر أحد أهم مزايا مشروع إنشاء محطة الضبعة النووية بمطروح الذي تنفذه شركة “روساتوم” ، وتولي الشركة اهتماما كبيرا للبيئة وصحة المجتمع وتسعى دائما إلى التطور الخالي من التلوث ، و سيساعد بناء المفاعلات النووية الآمنة من نوع VVER 1200 التي تتبع للجيل “3+” على تقليل التلوث في البلاد ، وأيضا سيوفر استخدام الوقود الأحفوري في الصناعة البتروكيماوية ، فيما سيكون العائد الاقتصادي في زيادة بنسبة عشر مرات.

– ما تعقيبك على تقرير الأمم المتحدة الصادر مؤخرا بشأن ظاهرة الإحتباس الحرارى و التحذير بأنه يقدم إنذار أحمر للبشرية ؟

اتفق تماما مع التقرير ، فبالطبع نشاطات الإنسان تسببت في ارتفاع درجة الحرارة بنسبة 1.1 درجة تقريبا ، حيث ان التقرير توقع أن يصل الإحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية قرابة العام 2030  ، كما أن عواقب الاحترار المناخي، بما فيها ذوبان الجليد وارتفاع منسوب مياه البحر ، ستبقى غير قابلة للعكس لقرون أو آلاف السنين ، بالإضافة إلى أن مستوى المحيطات سيستمر في الارتفاع ، و بالتالى لا يقتصر تأثير الاحتباس الحراري على صحة الإنسان وحسب ، بل يؤثر على النظام البيئي ككل ، حيث تؤدي الزيادة في الاحتباس الحراري إلى التغير المناخي للكوكب بما في ذلك الأرض والغلاف الجوي والمحيطات والجليد .

– بما أن نشاطات البشر تمثل الأزمة .. ماهى أهم النصائح التى تقدمها للأفراد للحد من آثار الإحتباس الحرارى ؟

أرى ان توجه الأفراد لإستخدام الطاقة النظيفة هو الحل ، فيمكن أن يتم التعامل فى المنازل من خلال محطات طاقة شمسية ، بالإضافة إلى الحد من التلوث البيئى و تغيير عاداتنا فى عدة نقاط ، اذكر منها : الذهاب للعمل يوميا بسيارة واحدة لمجموعة من المواطنين يقيمون فى مواقع قريبة من بعضهم البعض ، كما يحدث فى أوروبا ، و الأفضل أن يتم استبدال سيارة كل مواطن بدراجة هوائية حفاظا على سلامة البيئة ، و بالطبع التوجه الحالى للدولة نحو تدشين محطات طاقة شمسية و طاقة رياح و طاقة نووية يعد من أهم اهداف الحد من تغير المناخ .

– فى رأيك كيف يمكن تغيير المعتقد المجتمعى الخاطىء عن وجود أضرار جراء تدشين محطات نووية ؟

مما لا شك فيه أن وجود حادثتين عالميتين فى هذا الشأن ، يؤثر تأثيرا كبيرا على الفكرة العامة للمجتمعات حول إقامة محطات نووية ، و لكن فى المقام الأول : يجب أن يصل لطبقات المجتمع المختلفة أن حادثتين ” هيروشيما وناجازاكي ” ، حدثا فى زمن بعيد ، و ان بناء المفاعلات النووية الآمنة من نوع VVER 1200 التي تتبع للجيل “3+” ، هى التى صممت لمحطة الضبعة ، و لها قدرة غير مسبوقة على مقاومة الحوادث الضخمة، وتتحمل اصطدام طائرة وزنها 400 طن وسرعتها 150 مترًا في الثانية ، و فى المقام الثانى : يجب أن يتم- و بمنتهى الدقة- إختيار من يتحدث مع المجتمع الشعبى عن مميزات المحطات النووية و عدم خطورتها على الإطلاق ، فاسلوب المتحدث و درجته العلمية و إلمامه بالمعلومات الكافية تعطى ثقة للمتلقى و تحقق المصداقية المجتمعية المنشودة .