الذكاء الاصطناعي يقود ثورة إدارة الطاقة
في يوم 13 أغسطس، 2025 | بتوقيت 8:17 م

في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها قطاع الطاقة عالميًا، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) أحد أهم الأدوات التي تعتمد عليها الدول والشركات لتحقيق كفاءة الطاقة والاستدامة. ولم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد تقنية مستقبلية، بل أصبح حاضرًا ملموسًا في عمليات إدارة الشبكات، التنبؤ بالطلب، وتحسين توزيع الموارد.
فكيف يُستخدم الذكاء الاصطناعي في إدارة الطاقة؟ وما فوائده على أرض الواقع؟
1- التنبؤ بالاستهلاك بدقة عالية:
من خلال تحليل بيانات الاستهلاك السابقة، والظروف المناخية، وأنماط السلوك البشري، يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ باحتياجات الطاقة بدقة على مدار الساعة. هذا التنبؤ يسمح لمزودي الطاقة بالتخطيط المسبق وتقليل الفاقد، خاصة في فترات الذروة وتجنب الأعطال الناتجة عن زيادة الحمل المفاجئ .
2- إدارة الشبكات الذكية:
يساهم الذكاء الاصطناعي في تشغيل ما يُعرف بـالشبكات الذكية ، التي تسمح بمراقبة وتوزيع الطاقة بشكل لحظي، مع الاستجابة السريعة لأي تغييرات أو أعطال. وتساعد هذه التقنية في تقليل الانقطاعات وتحسين الاعتمادية.
3-تحسين دمج مصادر الطاقة المتجددة:
بسبب الطبيعة المتقلبة للطاقة الشمسية والرياح، يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل أنماط التوليد وتوقع مساهمتها في الشبكة حيث يقوم بتحليل توقعات الطقس وسرعة الرياح وشدة الشمس لتقدير كمية الطاقة التي ستولدها المصادر المتجددة مما يسهم في تحسين التوازن بين العرض وتجنب الاعتماد الزائد على الوقود التقليدي.
4- كفاءة تشغيلية لمحطات التوليد:
يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل أداء المعدات في محطات التوليد الحرارية أو المتجددة، مما يمكن من إجراء صيانة تنبؤية قبل حدوث الأعطال، وتقليل التكاليف التشغيلية.
5- إدارة الطلب في المباني والمدن الذكية:
يمكن استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي في المباني والمنازل الذكية لضبط أنظمة التكييف والإضاءة وفقًا للحاجة الفعلية، مما يقلل من الاستهلاك ويحافظ على الراحة.
تحولات تقودها البيانات:
تشير التقارير العالمية إلى أن الاستثمارات في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة مرشحة للنمو بنسبة تتجاوز 20% سنويًا حتى عام 2030. وتأتي هذه الطفرة مدفوعة بالتوسع في التحول الأخضر، وزيادة تعقيد الشبكات، والحاجة لتحسين كفاءة التشغيل.
مستقبل واعد… وتحديات قائمة:
رغم الفوائد الهائلة، إلا أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الطاقة يواجه تحديات، مثل تأمين البيانات، والتكامل مع البنية التحتية القديمة، وضرورة تأهيل الكوادر البشرية على استخدام هذه التقنيات.
لكن من الواضح أن الذكاء الاصطناعي سيكون حجر الزاوية في بناء أنظمة طاقة أكثر ذكاءً واستدامة، وهو ما يفرض على الدول والمجتمعات الاستثمار بقوة في هذا المسار الواعد.
م.مصطفى الشربينى
عضو المجلس العربي للطاقة المستدامة
[email protected]







