خبير : توقعات متفائلة لمستقبل الاقتصاد الألماني رغم التحديات العالمية

في يوم 17 يوليو، 2025 | بتوقيت 1:56 م

كتبت: شيرين محمد

قال الدكتور عبدالرحمن طه، خبير الاقتصاد الرقمي، إن المؤشرات الأخيرة تعكس تحولاً إيجابياً وبارزاً في ثقة المستثمرين الألمان، حيث شهد مؤشر ZEW لتوقعات الاقتصاد الألماني ارتفاعاً ملحوظاً خلال يوليو 2025 ليصل إلى 52.7 نقطة، وهو المستوى الأعلى منذ فبراير 2022، مقارنةً بـ47.5 نقطة في يونيو، متجاوزاً بذلك جميع التوقعات التي بلغت 50.3 نقطة.

وأشار طه إلى أن نحو ثلثي الخبراء يتوقعون تحسناً في الأداء الاقتصادي الألماني خلال الأشهر المقبلة، رغم استمرار حالة الضبابية الناتجة عن التوترات التجارية العالمية، وخاصة النزاع بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حول التعريفات الجمركية. وأوضح طه أن آمال الأسواق تتركز على حل سريع للخلاف الجمركي بين الجانبين، بالإضافة إلى الدعم المرتقب الناتج عن برنامج الاستثمارات الطارئة الذي تعتزم الحكومة الألمانية إطلاقه.

وألمح طه إلى أن التوقعات الإيجابية تتجسد خصوصاً في القطاعات المرتبطة بهندسة الماكينات وصناعة المعادن، يليها قطاع الهندسة الكهربائية، وهو ما يعكس تفاؤل المستثمرين بمسار تعافي الصناعة الألمانية.

ومن جهة أخرى، لفت طه إلى أن مؤشر الأوضاع الراهنة سجل أيضاً تحسناً ملحوظاً ليصل إلى -59.5 نقطة، وهو أفضل مستوى له منذ يونيو 2023، بعدما كان قد بلغ -72 نقطة في الشهر السابق.

وكما تشير البيانات المتاحة، أوضح طه أن هذه المؤشرات الإيجابية جاءت في وقت شهدت فيه الأسواق المالية الأوروبية تراجعاً حاداً بسبب تجدد المخاوف بشأن موجة التعريفات الأمريكية الجديدة على صادرات الاتحاد الأوروبي، حيث هبط مؤشر داكس الألماني بأكثر من 1% ليكسر حاجز الـ24 ألف نقطة لأول مرة منذ فترة، متأثراً بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول فرض تعريفات جديدة بنسبة 30% على الواردات الأوروبية ابتداءً من الأول من أغسطس. هذا التراجع انعكس بشكل أكبر على أسهم شركات السيارات مثل بورشه، وبي إم دبليو، وفولكس فاجن، ومرسيدس-بنز، التي انخفضت أسعارها بين 1.7% و2.3%، بالإضافة إلى ضعف أداء أسهم القطاعات التكنولوجية والكيميائية والدوائية والتجزئة.

وأكد طه أن الأسواق تترقب تطورات موسم نتائج الأرباح خلال الأسبوع الجاري، وسط أجواء من الحذر والترقب لإمكانية توصل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى اتفاق يخفف من وطأة الحرب التجارية وتداعياتها على الاقتصاد الألماني والأوروبي بشكل عام.