نائب رئيس أفريكسيم بنك يعدد مزايا استخدام الذكاء الاصطناعي في تقليل مخاطر التمويل

في يوم 26 يونيو، 2025 | بتوقيت 5:43 م

كتب: أبوجا- منال عمر:

 

نائب رئيس أفريكسيم بنك يعدد مزايا استخدام الذكاء الاصطناعي في تقليل مخاطر التمويل

أكد هيثم المعايرجي، نائب رئيس بنك التصدير والاستيراد الأفريقي (أفريكسيم بنك) للتجارة العالمية، أن التحول الرقمي وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحا عنصرين أساسيين في تعزيز التجارة البينية بين الدول الأفريقية، وتقليل الاعتماد على العملات الأجنبية، إلى جانب دفع جهود الإدماج المالي في القارة.

وأوضح المعايرجي في كلمته خلال كلمته ضمن فعاليات الاجتماعات السنوية للبنك الأفريقي للتصدير والاستيراد (افريكسيم بنك)، أن المنصات الرقمية التي تم تطويرها في إطار اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية باتت فاعلة وتتوسع بوتيرة متسارعة.

وسلّط الضوء خلال كلمته ضمن فعاليات الاجتماعات السنوية للبنك الأفريقي للتصدير والاستيراد (افريكسيم بنك)، على تجارب ناجحة في هذا الإطار، من بينها استخدام منصات التجارة الإلكترونية في نيجيريا، واعتماد أنظمة الجمارك المؤتمتة في مصر لتقليص فترات التخليص الجمركي، إلى جانب توظيف تقنيات تعلم الآلة في كينيا لتوسيع نطاق التمويل التجاري ليشمل المؤسسات الصغيرة والمستبعدين تقليديًا من النظام المالي الرسمي.

وقال المعايرجي إن “هذه الابتكارات توصلنا إلى حقيقة محورية: الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية لا يقومان فقط برقمنة التجارة، بل يساهمان أيضًا في ديمقراطيتها”، موضحًا أن هذه التقنيات تقلل من الوقت اللازم لمعالجة المستندات، وتحدّ من الأخطاء البشرية، وتكشف المخاطر الامتثالية فورًا، وتُسهم في تقييم المخاطر بذكاء وعلى نطاق واسع.

وأشار إلى تحدٍ رئيسي تواجهه القارة، يتمثل في وصول السفن إلى الموانئ قبل وصول مستندات التخليص إلى البنوك، مؤكدًا أن الرقمنة تمثل الحل الأمثل لهذه المشكلة، قائلاً: “علينا أن نكون في موقع القيادة لهذا التحول.

وأكد أنه “من دون بيانات موثوقة، لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤدي مهامه، وستظل التجارة الرقمية في حالة من الجمود”

في الوقت ذاته أن أفريقيا تمتلك فرصة فريدة لتجاوز البنى التحتية التقليدية القديمة، والتوجه مباشرة إلى أنظمة ذكية قائمة على السحابة، متوافقة مع مبدأ التشغيل البيني، في ظل ريادة القارة واعتمادها الكبير على الهواتف المحمولة.

وشدد المعايرجي على أن الإدماج المالي المدعوم بالتكنولوجيا يحمل إمكانات هائلة لتحفيز التحول الاقتصادي في أفريقيا، من خلال توسيع نطاق الوصول إلى الخدمات المالية، وتمكين المشروعات الصغيرة، ودمج الاقتصاد غير الرسمي في منظومة أكثر تنظيمًا ونموًا، مما ينعكس على خفض تكاليف المعاملات، وزيادة فرص العمل، لا سيما في قطاع الخدمات الرقمية، إلى جانب تحسين الأداء في قطاعات الزراعة والخدمات اللوجستية.

ولفت إلى أن تحقيق هذا التحول يتطلب أكثر من الطموح؛ إذ يستلزم تطوير بنية تحتية متكاملة تشمل الكهرباء المستقرة، والإنترنت عالي السرعة، ومراكز البيانات، بالإضافة إلى وجود سياسات ذكية، وحوكمة فعالة للبيانات، ومراكز ابتكار، وشراكات استراتيجية.

وأشار إلى أن اتفاقية التجارة الحرة القارية تمثل “الرؤية”، في حين تُعد تقنيات الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية “الأدوات”، فيما تمثل منصات مثل “بوابة التجارة الأفريقية” (Africa Trade Gateway) البنية التحتية اللازمة لدمج هذه العناصر ضمن منظومة موحدة.

ودعا المعايرجي جميع المصدرين والمستوردين ومزودي الحلول المالية إلى الانضمام إلى منصة موحدة تمثل الأساس الرقمي للتجارة في القارة.

وأكد “قد نكون فاتتنا الثورة الصناعية، لكن لا ينبغي أن نفوّت ثورة الذكاء الاصطناعي ففي المستقبل يكمن في تصدير الإلكترونات (الخدمات الرقمية) وليس الجزيئات (الخدمات المعبأة).”

وأضاف أن الذكاء الاصطناعي والرقمنة يعيدان تشكيل مشهد التجارة، الذي ظل لعقود طويلة يعتمد على الورق ويقاوم الأتمتة، إلا أن هذا الواقع بدأ يتغير بسرعة، مشيرًا إلى أن أفريكسيم بنك يواصل دعم هذا التوجه من خلال تطوير المنصات الرقمية والتأثير في السياسات المرتبطة باتفاقية التجارة الحرة.