الحرب الاسرائيلية الايرانية تدفع سعر الدولار لمعاودة الارتفاع امام الجنيه وتسجيل قفزات سعرية
في يوم 15 يونيو، 2025 | بتوقيت 4:39 م

كتبت: شيرين محمد
الخبراء ومسؤولو البنوك يؤكدون خروج الاجانب وراء زيادة حركة شراء الدولار
توقعات بمواصلته الارتفاع فى ظل التوترات الجيوسياسية وقد يتجاوز حاجز ال 52 جنيهاً قبل نهاية الاسبوع حال استمرار الحرب
قفز سعر الدولار اليوم بنحو 84 قرشا ليصل إلى 50.5694 جنيه للشراء و 50.6694 جنيه للبيع ، مقابل 49.73 جنيه للشراء و 49.83 جنيه للبيع في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي ، وذلك بحسب الأسعار المعلنة من جانب البنك المركزي ، والتي تعبر عن متوسطات أسعار العملات بالسوق على مدار اليوم.
وجاء ارتفاع الدولار بالتزامن مع تنفيذ إسرائيل ضربات جوية موسعة على أهداف عسكرية داخل إيران، ورد طهران بإطلاق عدد كبير من الطائرات المسيّرة والصواريخ، ما أعاد المخاوف من اتساع رقعة النزاع في الشرق الأوسط.
وارجع الخبراء ومسؤولى البنوك السبب وراء ارتفاع الدولار مجدداً امام الجنيه ، بعد انخفاضه خلال الاسبوعين الماضيين ، إلى ان البنك المركزى المصرى يتبع سياسة سعر صرف مرنة ، وهو الامر الذى ادى لخروج بعض الاموال من قبل المستثمرين وشراء الدولار ، واشاروا إلى ان استمرار ارتفاع الدولار او انخفاضه مرهون بحركة الطلب عليه والمعروض للبيع منه ، واكدوا ان التداعيات ستتضح بشكل اكبر الاثنين بعد عودة الاسواق والبورصة العالمية من الإجازة .
وتوقعوا استمرار ارتفاع الدولار امام الجنية مع استمرار الحرب الاسرائيلية الإيرانية ،وهو الامر الذى تبعه تداعيات سلبية على مستوى ارتفاع المخاطر الامنية بالمنطقة وخروج الاستثمارات من الاجانب ، بالإضافة إلى تأثر الدولة بمدى تدبير احتياجاتها من النفط والامدادات فى ظل ارتفاع اسعار النفط فى اعقاب هذه التوترات الجيوسياسية .
ومن جانبه اكد محمد عبد العال الخبير المصرفى أن سعر الصرف فى ظل سياسة مرونة سعر الصرف الناجحة التى تسود سوق النقد المصرى ، فإن أى تقلبات محتملفي سعر صرف الجنيه المصري يمكن أن تكون مدفوعة بتحركات توازن خروج ودخول صفقات الاستثمار الاجنبى غير المباشر ( الاموال الساخنة ) أو استجابة لورود تدفقات من صفقات استثمار مباشر مزمع الإعلان عنها ، ولكن وفقا للتجارب التاريخية المحلية والعالمية فأنه يمكن أن يتعرض الجنيه المصرى لضغوط لفترة محدودة ومؤقتة يعود بعدها تحت التأثير الايجابى لعوامل الدعم الاخرى .
واضاف انه بمجمل الأحوال فى مثل تلك الظروف والمواجهات الحرجة ، فإن علينا مواطنين وحكومة العمل على تدبير وتوفير كل وسائل تحقيق توازن و استقرار الأسعار ودعم النمو الاقتصادي ، والاعتماد على الانتاج المحلى ، و متابعة التطورات الإقليمية بشكل دقيق واتخاذ الخطوات الاحترازية المناسبة .
وتوقع عبد العال فى حال استمرار ازمة الحرب الاسرائيلية الايرانية ان يواصل الدولار الارتفاع امام الجنيه وقد يرتفع لفوق مستوى 52 جنيها بنهاية الاسبوع.
واوضح محمد عبد العال أن الحكومة المصرية بكل اجهزتها واعية تماما للدروس السابقة التى لازمت الصدمات الخارجية السابقة المعروفة ، ولديها من خبرة التعامل فى ظل اقتصاد الحرب و إقتصاد الأزمة ، وانها اتخذت فعلا أقصى الاجراءات الممكنة ، وتسلحت بإجراءات استباقية لتعزيز أمن إمداداتها، وتنويع مصادرها، وتفعيل استراتيجياتها الاقتصادية لمواجهة الآثار المحتملة.
ولقد أجتمع رئيس الوزراء مع محافظ البنك المركزى ، والوزراء المعنين لتنسيق الخطط الضرورية لمواجه تداعيات التوتر الاقليمى القائم .
واشار إلى ان إستمرار تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، قد يؤدى ذلك إلى أن تواجه معظم دول العالم والإقليم وفى القلب منها مصر عددًا من التحديات، قد تجعلنا مضطرين إلى الانتقال الى نطاق أوسع من تقبل حد ادنى من آثار تلك المخاطر .
واوضح انه من الطبيعى ان يعقب نشوب الحرب أسعار النفط عالمياً ، وهذا يمكن أن يزيد من تكاليف الواردات لمصر ، و مع إغلاق خط الغاز الإسرائيلي، ستحتاج مصر إلى تأمين مصادر بديلة للطاقة للحفاظ على استقرار الشبكة الكهربائية والصناعات التي تعتمد على الغاز كمصدر رئيسي للطاقة، وقد يؤدى نقص الغاز إلى زيادات في تكاليف الإنتاج، خاصة فى الصناعات كثيفة الاستخدام له .
من ناحية اخرى هناك مخاوف من وقف خطوط الإمداد للسلع والخامات ومستلزمات الانتاج ، فمع استمرار التوتر، قد تتخذ الأطراف إجراءات أكثر صرامة، مثل قطع خطوط الإمداد بشكل كامل،وهو ما يؤدى إلى جانب ارتفاع تكاليف النقل والتامين الى ارتفاع اسعار معظم السلع المستوردة والى زيادة العجز في الميزان التجاري إذا ارتفعت تكلفة الواردات أو توافرت بأسعار أعلى في السوق العالمية . وأيضاً يجب تدارك أثر استمرار توترات البحر الأحمر على ايرادات قناة السويس .
كما اكد محمد عبد العال أن احد اهم المخاوف من تصاعد وتعمق الصراع الاسرائيلى الايرانى هو التأثير السلبى المحتمل على قرارات المستثمرين وإضعاف قدرتهم على تحمل المخاطر ، وايضاً التأثير السلبى على قطاع السياحة، احد اهم مصادر النقد الاجنبى إن عدم الاستقرار الإقليمي يؤدي إلى تراجع او تردد او تاجيل قرارات الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتقلص العائدات من السياحة. ونامل إلا تؤثر تلك المستجدات على موعد الافتتاح الرسمى للمتحف المصرى الكبير المقرر الثالث من يو ليو القادم . من ناحية اخرى بالطبع فإن ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء نتيجة للاضطرابات يُمكن أن يؤدي إلى زيادة التضخم المحلى ، مما قد يمهد لتوقع ان تؤجل لجنة السياسة النقدية للبنك المركزى المصرى من الاستمرار فى دورة التيسير التى كانت قد تبنتها فى الاجتماعين السابقين وقامت بتخفيض الفائدة بمقدار ٣٢٥ نقطة أساس ، وتاخذ فى إجتماعها التالى المحدد انعقاده فى العاشر من يوليو القادم بالتثبيت .
واتفق مع الراى السابق عبد العزيز الصعيدى الخبير المصرفى ان ارتفاع الدولار امام الجنيه امر متوقع فى ظل التوترات الجيوسياسية بعد نشوف الحرب الاسرائيلية الايرانية ، والذى تزامن معه خروج الاموال الساخنة الاحد ، وتوقع استمرار خروج هذه الاموال خلال الاسبوع الجارى مع استمرار الحرب ، وخاصة ان الاثنين بداية التعاملات بالبورصات الدولية .