فتحي كامل احد رواد صناعة الألبان ل ” العالم اليوم “: عدم توافر اللبن الخام التحدي الرئيسي أمام إقامة مصانع لالبان الأطفال والتجفيف رغم الفاتورة الاستيرادية الضخمة

مطلوب إنتاج 200 طن لبن يومي كبداية حتي يمكن إقامة مصنع للتجفيف..وزيادة المزارع لتنشيط الإنتاجية لابد ان يسبق التصنيع

الغاء شهادة " حلال " لمنتجات الألبان رجوع عن قرار خاطيء 100% ...وعلميا مستحيل استيراد اجبان بدهون اللحوم والدهون مصدرها اللبن فقط

في يوم 10 يونيو، 2025 | بتوقيت 6:44 ص

كتب: مني البديوي

 

” عدم توافر اللبن الخام هو التحدي الرئيسي أمام إقامة مصانع لالبان الأطفال والالبان البودرة بوجه عام..ومنذ أكثر من 30 عاما فكر احد المستثمرين المصريين في إنشاء مصنع للبن الأطفال وهو يتواجد حاليا بالمنطقة الصناعية بالعاشر من رمضان وتوقف عن الإنتاج لعدة اسباب أولها واهمها عدم توافر اللبن الخام ولعرقلة بعض كبار المستوردين لإقامة ونجاح هذا المشروع الهام والحيوي ..”…بهذه العبارات التي لخصت الأسباب الرئيسية وراء عدم تواجد صناعة مهمة لالبان الأطفال والالبان البودرة بوجه عام حتي اليوم في مصر رغم الاستيراد الضخم الذي يصل لملايين الدولارات في تلك المنتجات تحدث المهندس فتحي كامل رئيس مجلس إدارة شركة ” بريجو” واحد خبراء ورواد صناعة الألبان الذي يعمل في هذا القطاع علي مدار أكثر من 40 عاما وعضو غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات في حواره مع ” العالم اليوم” ، متسائلا: كيف يتم إنشاء مصانع لتجفيف الألبان أو البان أطفال وكمية اللبن الموجودة غير متوفرة للتجفيف سوي في فترة الأعياد فقط عندما تتوقف المصانع عن استلامه!!.

وشدد علي ان عدم توافر اللبن يمثل العقبة الرئيسية أمام إقامة مصانع البان الأطفال والالبان البودرة ، مؤكدا ان مواجهة ذلك يتطلب ضرورة ضخ أموال لإنشاء مزارع البان اولا لزيادة الإنتاجية يعقبها بعد عام علي الاقل الدخول في تدشين صناعة .

وأوضح أن البلاد بحاجة لإنتاج 200 طن لبن يومي كبداية حتي يمكن إقامة مصنع لالبان الأطفال أو تجفيف اللبن بوجه عام .

وكشف عن التكلفة الاستثمارية المطلوبة لتدشين مصنع لالبان الأطفال أو تجفيف الألبان ” البودرة” وكيف انها تقدر بنحو 5 مليارات دولار وان نجاح اقامتها رهن بتوافر الألبان.

وانتقد الأموال التي تم توجيهها لتطوير مراكز تجميع الألبان والتي وصلت الي ملايين الجنيهات وكيف انه كان الاجدي تقديم تسهيلات لإنشاء مزارع كبيرة ، قائلا:” لما فكرت الدولة تدعم صناعة الألبان بدل من عمل تسهيلات لإنشاء مزارع كبيرة قامت بانفاق ملايين علي مراكز تجميع اللبن وكل هذه الملايين ” ضاعت” دون جدوى”!!.

واستطرد في نقده لمشروع مراكز تجميع الألبان قائلا:” مش معني ان تضع في مركز تجميع مبردات ومراوح انه سيتم تحسين جودته ..لانه مازال المصدر الرئيسي للبن وهم الفلاحين ليسوا علي مستوي إنتاج لبن نظيف يساعد علي زيادة الإنتاجية التي تؤهل لإقامة مصنع تجفيف واحد “!!!.

وأوضح كامل ان تدشين مصنع لالبان الأطفال يختلف عن مصنع تجفيف اللبن العادي في احتياجه
الي أجهزة لاضافة الدهون النباتية لإنتاج لبن مجفف نباتي الدهن سريع الذوبان وان يكون مجهز للاضافات” المعادن والفيتامينات طبقا للمواصفات الخاصة بلبن الأطفال.

وبسؤاله عن القرار الاخير الخاص بالغاء شهادة الخلال فيما يتعلق بمنتجات الألبان المستوردة والذي شهد لغط وجدل واسع حوله ، اوضح كامل ان طلب شهادة ” حلال” في حال استيراد منتجات الألبان من الخارج كان “خاطئا ” منذ البداية وخاصة وان كل منتجات الألبان من لبن بودرة وزبدة وسمنة والتي تستوردها المصانع مصدرها الرئيسي اللبن البقري حيث أن 90% من الألبان علي مستوي العالم من اللبن البقري في أوروبا وأمريكا واستراليا و 5% من الألبان مصدرها الاغنام والماعز ونسبة اقل من 1% من الألبان علي مستوي العالم من اللبن الجاموسي وهي متواجدة في مصر وايطاليا وباكستان .

وأوضح أن موضوع الحلال بدأ عندما بدأت الدول الإسلامية في استيراد الجبن وتم تحديد ضرورة ذكر كلمة ” حلال ” لانه منذ 40 عاما كانت صناعة جميع انواع الجبن تعتمد علي ” المنفحة” وتلك تستخرج من ” معدة ” الحيونات فهي عبارة عن” انزيم موجود في معدة كل ما يتم ارضاعه” ، ومن هنا كان يستخلص هذا ” الانزيم ” من العجول بقري أو جاموس أو ماعز أو خنازير وبالتالي في هذا الوقت كل الدول الإسلامية اشترطت في البيانات ذكر منفحة عجول وليس خنازير ولم يذكر ان يكون المنتج حلال أو حرام حيث أن التخوف كان من ” المنفحة ” فقط .

واستطرد : ان الوضع ظل هكذا الي ان اكتشف منذ 40 عاما ” المنقحة” الميكروبية وتلك لا تستخرج من معدة الحيوان وانما يتم تصنيعها في معامل من نوع معين من البكتيريا وبالتالي كل منتجات الألبان يذكر عليها “منفحة ميكروبية” وتوقف تماما منذ سنوات طويلة ذكر انها منفحة مستخرجة من امعاء جاموسي أو بقري.

وتابع : أن الوضع استمر هكذا حتي فوجئوا كمصنعين بأحد أجهزة الدولة تصدر قرارا بأنه في حالة استيراد منتجات البان يشترط الحصول علي شهادة ” حلال ” وهذا القرار ” خاطيء” وناتج عن عدم فهم ادي الي إظهار مصر أمام العالم بأننا غير مدركين ما هو الحلال والحرام وقد ترتب عليه زيادة الاعباء وتعطيل عملية الاستيراد لحين إحضار هذه الشهادة وكانت شركة واحدة هي التي تحتكر إصدارها رغم أنها غير مطلوبة وغير منطقية لان مصدر الألبان معروف ولا يوجد به شبهة حلال أو حرام لانه بعيد كل البعد عن منتجات ” الخنزير “.

وأكد كامل ان الرجوع عن قرار شهادة ” حلال ” لمنتجات الألبان هو رجوع عن قرار خاطيء 100% .

ولفت الي ما يتم ترويجه من بعض رواد وسائل التواصل الاجتماعي غير المتخصصين حول دخول اجبان والبان مصنعة من دهون الخنازير ، موضحا ان هذا غير صحيح علي الاطلاق لسببين اولهما ان الخنازير غير مدرة للبن ، والثاني لان الدهون التي تتواجد في اللحوم سواء ابقار أو خنازير لا تصلح في صناعة الجبن وصناعة الاجبان يدخل بها فقط الدهون الناتجة عن البان الأبقار وبالتالي علميا امر مستحيل ان يتم استيراد اجبان بدهون اللحوم سواء ابقار أو خنازير والدهون مصدرها اللبن فقط.