بلقاء موسع مع الشركات.. الهوبي : 62 مليار جنيه فاتورة تتكبدها الدولة لعلاج الامراض الناجمة عن السكر ..وترشيد الاستهلاك ضرورة حتمية

 

“اجراء دراسة مستهدفة مصادر السكر في النظام الغذائي للمستهلك تقودها الصناعة ..وفرض متطلبات موحدة وإلزامية لتوسيم الأغذية بفرض ذكر الارشادات التغذوية على جميع المنتجات المعروضة للبيع بما يساهم في تمكين المستهلك من التحكم في استهلاك السكر…و اطلاق حملة لتوعية المستهلك بضرورة ترشيد استهلاك السكر”… تلك كانت هي ملامح اهم المحاور التي اتفقت عليها الهيئة القومية لسلامة الغذاء مع ممثلي الشركات والمصانع المستخدمة للسكر خلال اولي الحلقات النقاشية التي نظمتها الهيئة برئاسة الدكتور طارق الهوبي مع الشركات لمناقشة الاستهلاك المفرط للسكر وسبل مواجهة ذلك .

وخلال اللقاء ، كشف الدكتور طارق الهوبي رئيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء عن حجم الفاتورة الصحية التي تتكبدها الدولة نتيجة الامراض الناجمة عن الاستخدام المفرط للسكر في مصر وكيف انها تقدر بنحو 62 مليار جنيه .

واضاف انه وفقاً لتقرير التغذية العالمي فان مصر تواجه تحدي كبير في هذا الشأن حيث تعاني 44.7% من النساء البالغات و25.9% من الرجال البالغين من السمنة، بينما يؤثر داء السكري على 23.4% من النساء البالغات و18.8% من الرجال البالغين.

وأوضح أن الاستهلاك الشخصي للفرد سنويا في مصر يتراوح ما بين 33 الي 35 كيلو في السنة بينما الاستهلاك العالمي يتراوح ما بين 22 الي 24 كيلو سنويا، لافتا الي ان معدل الاستهلاك الشخصي في مصر من السكر قد قفز من 10 كيلو في عام 1961 الي 35 كيلو حاليا اي 25 كيلو في خلال 50 عاما !!.

واستطرد : ان منظمة الصحة العالمية توصي بأن يستهلك البالغين 5% من إجمالي الطاقة الداخلة لهم من السكريات الحرة.بينما متوسط استهلاك السكر الحر في مصر يتراوح من 12 الي 16 % وهو اعلي بكثير من التوصية المحددة .

وقال ان تلك الحلقة النقاشية تمثل واحدة من سلسلة حلقات سيتم عقدها مع كافة الأطراف المعنية لتبادل الأفكار ومناقشة السبل المثلي التي بجب اتباعها لترشيد استخدام السكر ، لافتا الي الحضور وكيف انه يتواجد به ممثلين للشركات والمصانع والجهات الحكومية المختلفة المعنية وان كلاهما يلتقي في الصالح العام للمواطن والمستهلك وان ترشيد السكر يمثل احد اهم القضايا التي تطرحها الهيئة خلال العام الجاري.

وحول اسباب طرحهم لفكر ترشيد السكر في هذا التوقيت ، اوضح الهوبي انه علي مدار العقدين الماضيين تم من قبل الجهات الصحية المعنية رصد وملاحظة بعض الامراض المزمنة التي بدأت تتزايد عن معدلاتها في مراحل عمرية لم تكن تتواجد في السابق وان ذلك ترتب عليه وضع دراسات واحصاءات وجدوا خلالها بعض المكونات التي كانت السبب وراء ذلك تمثلت في الأحماض الدهنية والسكر والصوديوم .

وقال ان الهيئة منذ انشاءها منذ 7 سنوات كان لها دور في تنظيم الأحماض الدهنية والملح …وان اليوم جاء الدور علي السكر .

ولفت الهوبي الي اجتماعات مكثفة تم عقدها خلال الاشهر الماضية برئاسة الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة تم خلالها مناقشة وتحليل الأمر ، مشددا علي الحاجة الي إجراء دراسة دقيقة تتضمن أرقام واضحة ومحددة حول استخدامات السكر .

وأوضح أن استهلاك السكر السنوي في مصر يقدر بنحو 3.5 مليون طن يتم إنتاج 2.8 مليون طن منهم وان الفجوة المقدرة بما يتراوح من 700 الي 800 ألف طن يتم استيرادها من الخارج ، مشيرا الي انه خلال السنوات الثلاث المقبلة متوقع ان يقفز استهلاك السكر الي 4.5 مليون طن .

وأشار الهوبي الي بعض الأرقام المفزعة المتعلقة بالامراض الناجمة عن السكر ، موضحا انه وفق اخر الاحصاءات فان 21 % من عدد سكان مصر البالغين مصابين بداء السكر اي ما يتجاوز 17 مليون شخص وان ذلك يضع مصر في المرتبة 9 عالميا و 10 عربيا ، وانه بالنسبة للسمنة تم رصد ان هناك 4 من كل 10 مصابين بزيادة الوزن او فرط الوزن والسمنة.

وشدد الهوبي خلال اللقاء – موجها حديثه للشركات – علي ان لقاءهم يأتي للحديث عن الترشيد وليس المنع او الحجب ، مؤكدا ان كافة المتطلبات التي سيتفقوا عليها لتحقيق الترشيد تنفيذها سيرتبط باتاحة فترة انتقالية للامتثال.

ولفت الي اللجنة القومية التي تم تشكيلها بالهيئة من الاكاديميين والقطاع الخاص لترشيد استهلاك السكر .

ومن جانبها ، اتفقت جميع الشركات المشاركة علي اهمية اطلاق حملة لتوعية المستهلك حتي يكون هو صاحب القرار وخاصة وان أذواق المستهلكين هي التي تفرض علي المصانع والشركات طرق وأساليب التصنيع والمكونات التي يتم استخدامها .

وطرحت احدي الشركات اشكالية تعلقت بضرورة تغيير المواصفة القياسية لمساعدتها في استخدام بدائل للسكر في بعض منتجاتها.

و شهد اللقاء اطروحات عديدة من جانب الشركات وحرص ” الهوبي” علي الاستماع لها والاستفادة من خبرات القطاع الخاص.

هذا وقد شارك في اللقاء العديد من ممثلي الشركات الكبري العاملة بالمنتجات المستخدمة للسكر والاكاديمينن والخبراء وممثلي غرفة الصناعات الغذائية، حيث شاركت رنا جمالي نائب رئيس غرفة الصناعات الغذائية وحسن الفندي رئيس شعبة السكر والحلوي بالغرفة ومحمد فكري رئيس شعبة العصائر بالغرفة والدكتور عادل اسماعيل رئيس شعبة الأغذية الخاصة والدكتورة مايسة حمزة مدير الغرفة وممثلي شركات ايديتا ومارس وجهينة وبيتي وهيرو ونستله والبوادي ولابوار والأهرام للمشروبات وكوكاكولا والحرية 2000 وتتراباك…وغيرها.