د. سهام بنت أحمد الحارثية عضو مجلس ادارة غرفة تجارة وصناعة عُمان ل ” العالم اليوم “: فرص واعدة للصادرات المصرية بالسوق العماني..وعدم وعي المصنعين بها وراء اهدارها

أرغب العمل بالصناعة في مصر ولكن ذلك رهن بمدي سهولة الإجراءات والتعامل معي كمستثمرة مصرية وليس اجنبية

مفاوضات جارية مع احد المطورين العقاريين المصريين لإقامة فندق في مدينة الجونة باستثمارات مشتركة.. مصر سوق واعد لكافة الاستثمارات...وتطور هائل بمناخ الأعمال والبنية التحتية والطرق

في يوم 29 أبريل، 2025 | بتوقيت 6:07 ص

كتب: مني البديوي

 

” الصادرات المصرية الي سلطنة عُمان لازالت قليلة…وهناك فرص واعدة للعديد من المنتجات باسواقنا خاصة المواد الغذائية والاقمشة والملابس والمواد والمستلزمات الطبية والتجميل “…..بهذه العبارات التي عكست مدي تواجد فرص للشركات المصدرة المصرية بأحد الأسواق العربية الشقيقة التي لا يزال بالفعل التبادل التجاري المشترك معها لا يليق بمستوي العلاقات السياسية والاستراتيجية بين البلدين تحدثت الدكتورة سهام بنت أحمد الحارثية عضو مجلس ادارة غرفة تجارة وصناعة عُمان ورئيس الوفد العماني الذي قام بزيارة مصر نهاية الأسبوع الماضي وعقد لقاءات مع عدد من منظمات الأعمال في حوارها مع ” العالم اليوم “، لافتة الي وجود فرص واعدة للمنتجات المصرية بالسوق العماني وكيف ان هذه الفرص لازالت مهدرة نتيجة عدم وجود وعي من المصنع المصري بها وباحتياجات المستهلك والسوق العماني مما يفتح باب دخولها من أسواق اخري أهمها الهند وتركيا.

واضافت ان وفد الأعمال العماني احد أهدافه في زيارته لمصر ولقاءه منظمات الأعمال المختلفة والتي تضمنت جمعية رجال الأعمال المصريين واتحاد الصناعات واتحاد الغرف التجارية واتحاد الغرف السياحية هو التعريف بالسوق العماني والفرص التي تتواجد به .

واكدت ان الزيارات العمانية سواء الحكومية او منظمات الأعمال الي مصر لا تتوقف وان وفدها يعد الوفد الرابع من بداية العام الذي يأتي الي مصر ويقوم بلقاء الجهات المختلفة ، مشيرة الي ان سلطنة عمان قد بدأت تعمل منذ فترة علي الترويج للعلاقات الثنائية وتبادل الاستثمارات المشتركة.

واوضحت عضو غرفة تجارة وصناعة عمان ان وفد رجال الإعمال الذي ترأسته ضم 13 شركة تعمل في قطاعات الصناعة والسياحة والتطوير العقاري والاخشاب والالومونيوم والطاقة ، مشددة علي وجود جدية من الجانب العماني لتنشيط التعاون الثنائي مع مصر سواء بضخ استثمارات مباشرة أو اقامات استثمارات برؤوس أموال مشتركة بين المستثمرين في البلدين .

واكدت ان مصر وسلطنة عمان بحاجة لمزيد من تبادل الزيارات واللقاءات بين رجال الأعمال بالبلدين للدفع بالتعاون الثنائي..

وشددت علي ان مصر سوق واعد لإقامة كافة أنواع الاستثمارات خاصة المجال السياحي والفندقي والعقاري، كاشفة عن مفاوضات جارية حاليا فيما بينها وبين احد المستثمرين العقاريين المصريين لإقامة فندق في مدينة الجونة بالغردقة.

واستطردت: ان دخولها في إقامة هذا الفندق يمثل اول استثمار لها في مصر بالقطاع الفندقي ، وأن لديها استثمارات في القطاع العقاري بشراءها العديد من العقارات بمناطق مختلفة .

وفيما يتعلق بمدي استعدادها للدخول والعمل في الصناعة بمصر ، أعلنت ان لديها بالقطع الرغبة في الدخول بإنشاء مصانع في مصر وان ذلك رهن بمدي الحوافز التي سيتم منحها والاعفاءات الضريبية وسهولة الإجراءات والتعامل معها كمستثمرة مصرية وليست اجنبية.

وتابعت : ان لديها مصنع في سلطنة عمان متخصص في تصنيع احد المستلزمات الخاصة بمعدات الحفر في قطاع النفط ، مشددا علي رغبتها في الدخول في التصنيع في مصر أو التعاون مع مستثمرين مصريين وإقامة مشروع مشترك.

واشادت بنت الحارثية بمناخ الأعمال في مصر والتطور الهائل الذي شهدته البنية التحتية والطرق، قائلة: ” اختلاف كبير من زيارتي لمصر منذ عدة سنوات والان…اختلاف كبير في البنية التحتية من طرق وتطوير عمراني وإنشاء مدن حديثة راقية…”.

واردفت : انها شاركت في وضع حجر اساس العاصمة الإدارية وكانت تعتبر انشاءها ” حلم ” كبير ، واصفة إنشاء العاصمة الإدارية بأنه ” إنجاز غير طبيعي ” وان الحكومة ومن قام بالمساهمة في تلك الخطوة يعدوا ” ابطال”.

واثنت علي كافة المدن الجديدة التي انشاتها مصر من العلمين والجلالة ..وغيرها ، ووصفت تلك المدن بأنها ” مبهرة”.

ويذكر ان أرقام التبادل التجاري والاستثمارات لازالت هزيلة للغاية ولا تليق بالعلاقات بين البلدين ، حيث يتجاوز التبادل التجاري 450 مليون دولار، في حين تبلغ الاستثمارات المصرية في سلطنة عمان أكثر من 680 مليون دولار موزعة على 142 شركة، و تخطت الاستثمارات العمانية في مصر 77 مليون دولار.

هذا وقد بدأ الوفد العماني زيارته الي مصر نهاية الأسبوع الماضي والتقي أعضاء لجنة تنمية العلاقات الاقتصادية مع دول مجلس التعاون الخليجي بجمعية رجال الاعمال المصريين برئاسة المهندس وعضو مجلس الشيوخ البارز احمد صبور ، وخلال اللقاء اكد المهندس أحمد صبور ان رجال وسيدات الأعمال المصريين والعمانيين عليهم دور كبير لتنشيط التعاون المشترك بين البلدين والاستفادة من العلاقة المتميزة والدعم المقدم من الحكومتين.

واضاف ان الحكومتين في مصر وعمان تقوم بتقديم كامل الدعم للاستثمارات لتشجيعها علي العمل والنمو.

ووجه الدعوة لرجال الأعمال العمانيين للاستثمار في مصر والاستفادة من الفرص المتواجدة، مشددا علي كامل الدعم الذي سيتلقاه الاستثمار العماني في مصر والتعاون من الحكومة المصرية.

واكد ان مصر وعمان يهمهم جذب الاستثمارات والخبرات ورؤوس الأموال للدفع بالتنمية الاقتصادية في البلدين.

وشدد علي ان دولة عمان لديها استراتيجية 2040 وان ذلك يخلق فرصة للشركات المصرية للمشاركة في قطاعات مواد البناء والمقاولات والاستشارات الهندسية، لافتا الي الاستثمارات التي قامت مجموعة ” صبور ” بضخها مؤخرا في دول عمان وكيف انهم وجدوا دعم كامل.

ومن جانبها ، أكدت الدكتور سهام بنت أحمد الحارثية رئيس الوفد العماني وعضو مجلس ادارة غرفة تجارة وصناعة عمان ان زيارة الوفد العماني الي مصر تأتي في إطار تعزيز جسور التعاون التجارية والاقتصادية بين مصر وسلطنة عمان واكتشاف فرص التعاون الحقيقية.

واضافت ان عمان لديها مستثمرين مصريين لديهم استثمارات في مجالات مختلفة في الصناعات الغذائية واللوجستية والطاقة والهيدروجين الأخضر، لافتة الي تواجد نحو 2300 شركة اجنبية تعمل في عمان منها شركة مصرية رائدة في قطاع المقاولات والتصنيع.

كما التقي الوفد مع محمد سعده سكرتير عام اتحاد الغرف التجارية ورئيس غرفة بورسعيد التجارية والذي اكد أن الدولة المصرية نجحت في خلق بيئة استثمارية جاذبة، عبر شراكة متينة بين الحكومة والقطاع الخاص، وانفتاح اقتصادي كبير على دول العالم، قائلاً: “وبالطبع، فإن هذا الانفتاح يضع الأشقاء في سلطنة عُمان في مقدمة أولوياتنا”.

وأكد أن التكامل يجب أن يتحول من شعارات إلى مشروعات، داعياً إلى تكامل موانئ صلالة ودقم ومناطقها الصناعية مع محور قناة السويس والموانئ المصرية، قائلاً: “نريد أن نصنع معاً ونصدر لأسواق شرق إفريقيا والاتحاد الأوروبي والمناطق الحرة”.

وأضاف أن الحكومات المصرية المتعاقبة هيأت المناخ للاستثمار، عبر ثورة تشريعية وإجرائية، واتفاقيات تجارة حرة تفتح الأسواق لأكثر من 3 مليارات مستهلك، داعياً إلى استغلال هذه البنية القانونية والاقتصادية في مشروعات مشتركة بمجالات البنية التحتية، واستصلاح الأراضي، والطاقة، والسياحة، والعقارات.

وقال: “لدينا اليوم شركات مصرية وطنية مثل أوراسكوم، وبتروجت، وإنبي، والمقاولين العرب، والسويدي، وحسن علام، باتت تساهم في التنمية على أرض سلطنة عمان، وهذا نموذج نطمح لتوسيعه”.

والتقي الوفد ايضا ممثلي اتحاد الصناعات واتحاد الغرف السياحية وهيئة الاستثمار.