ريهام رفعت تطرح رؤيتها حول “ثلاثية الصحوة البيئية” بالمؤتمر الدولي للجمعية التربوية للدراسات الاجتماعية

في يوم 27 أبريل، 2025 | بتوقيت 10:12 م

كتبت: شيرين سامى

انعقد المؤتمر الدولي للجمعية التربوية للدراسات الاجتماعية والذي تناول المناهج الدراسية والتماسك المجتمعي في ضوء التحديات المعاصرة “رؤية مستقبلية”، و ذلك يوم الأحد الموافق 27 أبريل بكلية التربية جامعة عين شمس.
و درات أوراق العمل والبحوث المُقدمة في اطار آليات تحقيق الهوية والانتماء والولاء بالأوطان وهو من الأولويات التي تسعى المناهج الدراسية إلى تحقيقها من أجل تحقيق التماسك الاجتماعي.

شاركت فى أولى جلسات المؤتمر أ.د. ريهام رفعت أستاذ التربية البيئية بقسم العلوم التربوية والإعلام البيئي والقائم بعمل عميد كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية جامعة عين شمس ،بورقة عمل تحت عنوان ” الهوية البيئية وبرامج تعليم الطفولة المبكرة القائمة على الطبيعة” . قدمت خلالها ثلاثية الصحوة البيئية”الطفولة – الطبيعة – الهوية البيئية”، حيث طرحت رؤية أكثر اتساعًا لفكرة الهوية وهى الهوية البيئية، وغاية أكبر وهى الطبيعة، وأسلوب أرقى وهو اخلاقيات المحافظة على البيئة، وفئة تمثل قادة الغد وكلاء التغيير اليوم وهم الأطفال .

و قالت د.ريهام فى كلمتها :إن الانتقال من علاقتنا الاستغلالية القائمة مع الطبيعة إلى علاقة جديدة تكون الطبيعة في قلب الاهتمام في مختلف القطاعات يُحدث تحولاً مستداماً في علاقتنا مع العالم الطبيعي.
و اشارت إلى أن مفهوم تعليم الطفولة المبكرة القائم على الطبيعة قد ظهر أيمانًا من علماء التربية البيئية بأن أعظم الدروس تنبع من الطبيعة نفسها، وأن الاستقصاء القائم على الطبيعة ليس مجرد أسلوب تعليمي؛ بل هو رحلة اكتشاف وفضول وتواصل وفرص تعلم لامحدودة لا توفرها إلا الطبيعة.

و تابعت:”فمن حفيف أوراق الشجر التي تعلم الاطفال تغيُّر الفصول إلى الحشرات الصغيرة التي تكشف عن تعقيد الحياة، تُمثّل كل لحظة في الهواء الطلق فرصةً للنمو والتعلم والازدهار سواءً أكان ذلك دروسًا تحت ظلال الأشجار، أو تجارب علمية بجانب جدول متدفق، أو وقتًا للقراءة على العشب الناعم حيث يتفاعل الأطفال مع محيطهم بطرق تُشعل شغفهم بالتعلم”.

 و أوضحت د ريهام ، أن الأطفال بطبيعتهم فضوليون، ويستلهمون من العالم من حولهم، وخاصةً العالم الخارجي. يوفر الهواء الطلق اتساعًا وعمقًا في الاستكشاف لا مثيل لهما في التجارب الداخلية القائمة على الطبيعة، وينغمس الأطفال في الهواء الطلق، في مختلف الأحوال الجوية والفصول، ويحظون بفرصة المواجهة والاستفادة من المواقف التي ستستمر في الظهور خلال حياتهم، بما في ذلك تلك التي تنطوي على المخاطرة، والملاحظة، وحل المشكلات، والتواصل، والتعاون، والتعاطف، والتفكير الإبداعي.

و أضافت :”هكذا فإن المهارات التي يطورها كل طفل ويطبقها خلال لحظات الطبيعة تشكل الأساس لتطوير مهارات التفكير العليا لأنها تجارب عملية ولحظية فريدة من نوعها، وتشمل الحواس الخمس، وتترك انطباعًا على التعلم، مشيرة إلى أن التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة المستند إلى الطبيعة مصطلح واسع يصف تكامل تخصصين الطفولة المبكرة والتربية البيئية وهو ما يؤكد على أهمية التكامل بين العلوم والاتجاه العالمي نحو التخصصات البينية والمتعددة “.

وقد تناولت ورقة العمل التى قدمتها د.ريهام رفعت ، تطور علاقة الانسان بالطبيعة بداية من انفصال الانسان عن الطبيعة وفرض الهيمنة وهو ما أشار اليه الفيلسوف والمؤرخ الأمريكي ريتشارد ويفر Richard Weaver عندما قال “أنه يجب حقًا على الإنسان التماسه في علاقته بالطبيعة ليست الهيمنة الكاملة عليها، بل طريقة وأسلوب في العيش المستمد من أخلاقية المحافظة على البيئة والتفاهم مع شيء كان قبلنا  وسوف يستمر بعدنا” ، حيث قالت د.ريهام أنه لعل ظهور المشكلات البيئية هى احدى العواقب الناتجة عن الانفصال بين الانسان والطبيعة مما أدى الى انتشار نداءات لربط الانسان بالطبيعة واخلاقيات العيش برفق ورعاية الطبيعة من أجل إنقاذ الكوكب وانها أشبه ما تكون بالصحوة البيئية .

كما تناولت ورقة العمل، الترابط بين الإنسان والطبيعة وانه مفهوم متعدد الأوجه يتضمن 5 روابط و هى :
اولا :الروابط المادية :مثل استخراج الموارد واستخدامها.
ثانيا: الروابط التجريبية في الطبيعة: مثل الأنشطة الترفيهية في البيئات الخضراء.
ثالثا: الروابط المعرفية: مثل المعرفة والمعتقدات والمواقف.
رابعا: الارتباطات العاطفية والاستجابات العاطفية.
خامسا: وجهات النظر الفلسفية حول علاقة البشرية بالعالم الطبيعي.

و أوضحت د. ريهام رفعت ،ان الارتباط بالطبيعة كان لتحقيق بعض النتائج (مثل صحة الإنسان أو السلوك المسؤول بيئيًا)، أو كنتيجة لبعض الدوافع (مثل تحول القيم المجتمعية أو التغيير التكنولوجي)، أو كعلاج للمشكلات الاجتماعية أو البيئية، مشيرة إلى أن للهوية البيئية مفهوم آخر يعكس جزءًا من العلاقات بين الإنسان والطبيعة ، حيث أنها جزءٌ من كيفية تكوين الفرد لمفهومه عن ذاته، وشعور الفرد بالارتباط ببيئته الطبيعية غير البشرية، استنادا الى التاريخ والارتباط العاطفي مما يؤثر على كيفية إدراكه للعالم؛ وتنمية وعيه بأهمية البيئة وبأنها جزء أساسي من هويته.

واختتمت الورقة البحثية التى قدمتها د.ريهام رفعت، بأهمية غرس الطبيعة في جميع جوانب الفصل الدراسي فعندما يكون الفصل الدراسي جزءًا من العالم الطبيعي، فعندما تصبح رعاية البيئة جزءًا من تفكير كل طفل سينمو لديه حب وتقدير الأماكن الخارجية، ويتعلم لماذا يهتم بالأرض ويكون مشاركًا نشطًا ومُحللًا للمشكلات البيئية وذلك من خلال تعزير هويته البيئية وانتماءه للأرض ويدرك أن البيئة هي الوطن وأن يحترم الطبيعة انطلاقًا من تحقيق التكامل بين رفاهية الإنسان والطبيعة على حد سواء.

وفى ختام الجلسة الأولى للمؤتمر تم منح شهادة شكر وتقدير إلى ا.د ريهام رفعت لمشاركتها الفعالة بالمؤتمر ، حيث قدم شهادة الشكر كلا من :
ا.د يحى عطيه سليمان استاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة عين شمس و رئيس المؤتمر، و ا.د. على أحمد الجمل استاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة عين شمس وعميد كلية التربية الاسبق ورئيس الجلسة .