محمد سليم ل ” العالم اليوم”..تطبيق التوقيت الصيفي يزيد من استهلاك الكهرباء .. ولا يمثل أداة فعالة لترشيد الطاقة

و يطرح ٥ بدائل فعلية لترشيد الطاقة..

في يوم 9 أبريل، 2025 | بتوقيت 7:44 ص

كتبت: شيرين سامى

التوقيت الصيفى يساهم فى ارتفاع استخدام أجهزة التبريد والتكييف نهارا

وجود توفير طفيف في استهلاك الغاز المستخدم في المحطات لا يقارن بالتكلفة غير المباشرة لاضطراب انظمة القطاعات الحيوية

الوفر المحتمل من تقديم ساعة واحدة يمتص بالكامل عند العودة إلى التوقيت الأصلي

تغيير سلوك المستهلكين بالتوعية وليس بتغيير الساعة

التركيز على أدوات حقيقية ومباشرة للترشيد وتحسين كفاءة الطاقة وتقليل الفقد

==========

في خضم الجدل المتجدد حول إعادة تطبيق التوقيت الصيفي في مصر، وتباين الآراء ما بين من يرى فيه وسيلة لترشيد ‏استهلاك الطاقة، ومن يعتبره إجراءً غير فعّال.
قال الدكتور محمد سليم استشارى الطاقة والاستدامة ، رئيس قطاع المراقبة المركزية للاداء بالقابضة لكهرباء مصر سابقا. وعضو المجلس العربي للطاقة المستدامة – أن القول الفصل فى تطبيق التوقيت الصيفي في مصر، انه لا يمثل أداة فعالة لترشيد استهلاك الطاقة، بل قد يأتي بنتائج عكسية نظرًا لطبيعة نمط الاستهلاك، خاصة مع حدوث حمل الذروة ليلاً بعد غياب الشمس.
و أضاف ، انه بدلًا من الالتفاف حول الساعة، فأنه من الأجدر أن نركز على أدوات حقيقية ومباشرة للترشيد وتحسين كفاءة الطاقة وتقليل الفقد.
و حول الجدوى الاقتصادية لتطبيق التوقيت الصيفى و مدى تأثيره على ترشيد استهلاك الطاقة ، تنشر العالم اليوم الرؤية العلمية للدكتور محمد سليم استشارى الطاقة والاستدامة ، رئيس قطاع المراقبة المركزية للاداء بالقابضة لكهرباء مصر سابقا.

فى البداية .. متى يحدث حمل الذروة؟

أثبتت بيانات مركز التحكم القومي للكهرباء أن فترة الذروة اليومية في مصر تقع بين الساعة 7 مساءً و10 مساءً، أي ‏بعد غياب الشمس، حيث يقل ضوء النهار وتزيد الأحمال الكهربائية نتيجة استخدام الإنارة والتكييف والأجهزة المنزلية ‏بعد عودة المواطنين من العمل إلى منازلهم، وكذلك نتيجة زيادة كثافة الاستهلاك في المحلات التجارية والمولات والمقاهي.
بالتالي، فإن الطلب الأقصى على الكهرباء لا يتأثر بعدد ساعات سطوع الشمس خلال النهار، وإنما يتعلق ‏بشكل مباشر بسلوك المواطنين بعد الغروب.

ماذا يحدث عند تفعيل التوقيت الصيفي؟

عند تقديم الساعة 60 دقيقة ،يبدأ يوم العمل مبكرًا، وتنتهي بعض الأنشطة في ضوء الشمس.
ويُفترض أن يُقلل ذلك من استخدام الإنارة الصناعية . لكن في الواقع المصري معظم المنشآت الحكومية والمحلات التجارية والمنازل تظل في نشاطها حتى ساعات متأخرة من الليل.
ومع دخول المواطنين إلى منازلهم مساءً، تبدأ ذروة الاستهلاك، والتي لن تتغير لمجرد تقديم الساعة.
وبالتالي، فإن ما يحدث فعليًا هو مجرد تحريك منحنى الاستهلاك ساعة إلى الأمام، ثم يعود مرة أخرى، دون تأثير يُذكر على إجمالي الطلب أو الذروة.
وعليه، فإن هناك إجراءات أخرى أكثر فعالية وتأثيرًا لترشيد الاستهلاك ينبغي تبنيها.

هل يؤدي التوقيت الصيفى إلى ترشيد الطاقة؟

في السياق المصري ، نجد أن زيادة ساعات النشاط النهاري تحت أشعة الشمس تؤدي إلى ارتفاع استهلاك أجهزة التكييف، خاصة في فصل ‏الصيف الذي يشهد درجات حرارة تفوق 40 درجة مئوية في كثير من المناطق. و بالتالى فإن التكييف هو المكون الأكبر في الحمل الكهربائي صيفًا وليس الإضاءة.
لذلك ، فإن تطبيق التوقيت الصيفي لا يؤدي إلى خفض ملموس في استهلاك الكهرباء، بل قد يؤدي إلى زيادته نتيجة ارتفاع استهلاك التبريد والتكييف.

ماذا عن الدول الأخرى؟

في الدول ذات المناخ البارد وعدد اقل سطوعا للشمس مثل ألمانيا وكندا، حيث تمثل التدفئة والإضاءة الحصة الكبرى من استهلاك الكهرباء، قد يكون للتوقيت الصيفي تأثير إيجابي على تقليل الاستهلاك في بعض المواسم.
أما في البلدان الحارة والمشمسة مثل مصر، فإن معظم استهلاك الكهرباء صيفًا يذهب إلى أجهزة التكييف، التي لا تتأثر كثيرًا بتغير توقيت العمل، بل بدرجات الحرارة وسلوك الأنشطة اليومية.

هل هناك تأثير اقتصادى ايجابى لتطبيق التوقيت الصيفى؟

بعض الجهات أشارت إلى وجود توفير طفيف في استهلاك الغاز الطبيعي المستخدم في المحطات، و لكن هذا الرقم لا يقارن بالتكلفة غير المباشرة الناتجة عن تعقيد توقيتات النقل والطيران ، و اضطراب أنظمة البرمجيات والمواعيد في القطاعات الحيوية.
هذا بخلاف تأثيره على الساعة البيولوجية للمواطنين وراحتهم.
و هنا نجد ان ساعات اليوم لا تختصر.
و من الحقائق التي يغفل عنها كثيرون أن الوفر المحتمل في يوم تقديم الساعة ساعة واحدة (23 ساعة فقط) يتم امتصاصه بالكامل عند العودة إلى التوقيت الأصلي وتأخير الساعة (25 ساعة).
وهذا يعني أن عدد ساعات التشغيل الكلي خلال فترة تطبيق التوقيت الصيفي لا يختلف فعليًا عن التوقيت العادي.
وبذلك، فإن التأثير الإجمالي على استهلاك الطاقة على مدى الأسابيع أو الأشهر لن يكون كبيرًا، وقد يتغير سلبًا أو إيجابًا بحسب نمط وسلوك استهلاك الكهرباء في كل مجتمع.
فإذا كان النشاط يتركز مساءً – كما هو الحال في مصر – فلن يكون هناك جدوى حقيقية من تغيير الساعة.
وبالتالي، فإن أي وفر ناتج عن تقديم الساعة يتم تعويضه في يوم العودة، فلا يوجد تأثير صافٍ حقيقي على استهلاك الطاقة.

ماهى البدائل الفعلية لترشيد الطاقة؟

• نشر أنظمة الخلايا الشمسية على الأسطح (RTPV) لتقليل الضغط على الشبكة في فترة النهار.
• تحسين كفاءة أجهزة التكييف ودعم الأجهزة الأعلى كفاءة.
• تطبيق برامج فعالة للترشيد في المؤسسات الحكومية والمنازل.
• تغيير سلوك المستهلكين من خلال التوعية، وليس بتغيير الساعة.
• تنظيم مواعيد تشغيل المولات والمقاهي للحد من الأحمال غير الضرورية.