د.يسري الشرقاوي رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة ل” العالم اليوم”: مطلوب تشكيل لجنة عليا لإدارة ملف تطورات التجارة الدولية..و6 إجراءات عاجلة يجب اتخاذها

امريكا تصدر بما يقرب من 2 تريليون دولار وأكثر من 60% منهم تذهب للدول المتضررة من التعريفات الجديدة...وعلينا توفير هذه البدائل من السوق المصري

يجب إعادة هيكلة خطة الترويج لجذب الاستثمار الأجنبي بشكل مبني علي استهداف السوقين الأفريقي والأمريكي

في يوم 8 أبريل، 2025 | بتوقيت 7:59 ص

كتب: مني البديوي

 

طالب الدكتور يسري الشرقاوي رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة ومستشار الاستثمار الدولي بضرورة قيام الحكومة بإصدار قرار عاجل بتشكيل لجنة عليا تضم ممثلي الوزارات المعنية وعدد من الخبراء الحكوميين وغير الحكوميين من أصحاب الخبرات في التجارة الدولية وذلك لإدارة ملف التطورات التي تشهدها حركة التجارة الدولية بعد الرسوم والتعريفات الجمركية التي فرضتها الرئيس الامريكي دونالد ترامب وذلك حتي يتم وضع رؤية تتفادي السلبيات الناتجة عن تلك التحركات .

وشدد في تصريحات ل ” العالم اليوم” علي انه لابد من وجود تحرك دقيق جدا وان يتم اتخاذ مجموعة من الإجراءات العاجلة تتضمن اولا : إجراء تحليل دقيق لميزان المدفوعات الأمريكي ما بين الصادر والوارد لمعظم الدول التي تم رفع التعريفة عليها بما يتجاوز 20% وتحديد اهم الصادرات الأمريكية لهذه الدول مع العمل علي توفير هذه البدائل من السوق المصري بنفس درجة الجودة وسرعة ترويجها وعرضها علي الدول المتضررة التي سوف تمتنع بالطبع عن الاستيراد من الجانب الأمريكي حيث أن الولايات المتحدة تصدر بما يقرب من 2 تريليون دولار وأكثر من 60% منهم اي ما يقرب من تريليون و300 مليار دولار الي الدول التي أصبحت متضررة ، ثانيا : ضرورة إعادة تحليل موازين المدفوعات بين مصر ودول الاتحاد الأوروبي تحديدا والعمل علي زيادة الصادرات المصرية لها وتحديدا الي دولتي فرنسا وايطاليا حيث أنهما من أهم الدول استيرادا من مصر وفرص النقل البحري علي خط ” الرورو ” مع إيطاليا فرص جيدة جدا ويمكن مضاعفة حجم الصادر كبدائل للسلع الأمريكية في هذه الأسواق.

واضاف ان الاجراء الثالث يتمثل في إعادة هيكلة خطة الترويج لجذب الاستثمار الأجنبي علي ارض مصر وداخل مناطقها الحرة وتحديدا المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بشكل مبني علي استهداف السوقين الأفريقي والأمريكي الذي يبلغ حجمهما معا أكثر من مليار و 800 مليون نسمة حيث أن مصر تعتبر باب لسلاسل الإمداد لافريقيا ومحطة للتصدير للسوق الأمريكي وخاصة وان التعريفة الجمركية للواردات الأمريكية من مصر لاتزيد عن 10% ، والإجراء الرابع يتمثل في محاولة البحث او اخذ الاحتياطات والتدابير اللازمة لمعدلات الفقد في النقد الأجنبي جراء التأثيرات المتوقعة علي دخل قناة السويس نظرا لانكماش حركة التجارة الدولية المتوقع والمشاكل الأمنية المتواجدة في منطقة البحر الأحمر لذا علينا ان نبحث عن حزم استثنائية طارئة لحوافز جذب الاستثمار الأجنبي المباشر في المشروعات الصناعية والزراعية والعمرانية .

وأوضح الشرقاوي أن المحور الخامس من الإجراءات العاجلة التي يجب اتخاذها لتفادي أية سلبيات ناجمة عن التعريفات الأمريكية الاخيرة يتمثل في محاولة البحث عن إجراء استثنائي يحمل حوافز ومساندة تصديرية تحديدا للحاصلات الزراعية والقطاعات النسيجية حيث أن الفرصة الان سانحة تماما لمضاعفة التصدير لهذه القطاعات للسوق الأمريكي..وغيره، والمحور السادس يتمثل في إعادة النظر فيما يتعلق بالضوابط الاستيرادية وما يمكن فيه من دعم لاستيراد مستلزمات الإنتاج وضرورة أن يتم وضع هدف استراتيجي لتدشين عدد معين من المصانع خلال التسع أشهر القادمة حيث أن الأسواق العالمية ستبحث عن خريطة منتجات جديدة يمكن أن تحتل فيها المنتجات المصرية أماكن متميزة.

وأكد الشرقاوي أن هناك فرصة أمام القطاع الخاص المصري للدخول في شراكات مع مستثمري ومصانع الاتحاد الأوروبي لتوفير منتجات مطابقة لمواصفات الجودة الأوروبية بديلة للمنتج الأمريكي، مشددا علي انه علي القطاع الخاص وكل شركة كبري سرعة التحرك وتأسيس فريق عمل متخصص في التجارة الدولية لبحث وتحليل وتحديد المنتجات والأسواق والشراكات الاستثمارية التي يمكن ابرامها فورا وفق الخريطة الجديدة.

وشدد علي ان المشهد الحالي لن يطول كثيرا وان ” ترامب ” يحاول يعيد بناء اقتصاد الدولة الأمريكية لكن الفرض الأمريكي ربما لن يتحمل النظرية الخاصة بالرئيس الأمريكي ، موضحا ان ” ترامب” يحاول تعويض عجز الميزان التجاري الأمريكي البالغ أكثر من تريليون دولار سنويا ويدفع الاقتصاد الأمريكي الي الصناعة المحلية وربما ينجح في صناعات السيارات والمعدات وقطع الغيار ولكنه لن يستطيع النجاح في السلع الاستهلاكية والملابس والسلع الصغيرة لارتفاع تكلفة الصناعة داخل أمريكا لهذه المنتجات مقارنة بالصين.

وتوقع الشرقاوي رد فعل قاسي جدا علي الاقتصاد الامريكي من الدول الصناعية الكبري والمعسكر الشرقي والهند وكوريا الجنوبية واليابان الامر الذي سوف يضغط لتغيير خطة ” ترامب” ، مشددا علي ان الامر في العالم الان يختلف عن زمن الكساد الكبير 1930.