د.اسماعيل عبد الجليل رئيس المكتب الزراعي المصري الاسبق في واشنطن محذرا ل” العالم اليوم”: علينا أعداد الدولة ل” اقتصاد حرب” برؤية استراتيجية دينامكية لمواجهة مخاطر حرب التجارة العالمية فى مهدها
في يوم 8 أبريل، 2025 | بتوقيت 7:49 ص

كتب: مني البديوي
” هل يستهدف” ترامب” من حرب التعريفات الفوز بعوائدها الضريبية والمقدرة بنحو 6 تريليون دولار سنويا …ام ان له اهدافا اخرى ؟؟ ….”…..بهذا التساؤل الهام الذي ربما يدور في اذهان الكثير بعد التعريفات الجمركية الأخيرة التي فرضها الرئيس الامريكي دونالد ترامب علي الواردات الامريكية من كافة دول العالم تحدث الدكتور اسماعيل عبد الجليل رئيس مركز بحوث الصحراء ورئيس المكتب الزراعي المصري في واشنطن الاسبق في حواره مع ” العالم اليوم” تعليقا علي تلك الخطوات الأمريكية التي اشعلت بالفعل حربا تجارية واسعة لازال العالم يترقب تبعاتها، موضحا ان التقارير تشير الى تواضع عوائد التعريفات الجمركية المتوقعة على السلع والخدمات عند مقارنتها بالطموحات ” الترامبية” الجيوسياسية الاخرى لأستعادة عرش امريكا العظمى الاكثر تفوقا وابداعا وابتكارا فى الصناعة والزراعة والتكنولوجيا والطاقة والفضاء…وغيرها !!.
واضاف ان المتابعين لأحلام “ترامب” يدركون حقيقة تجاوزها محدودية ” الامن الاقتصادى ” الى آفاق طموحات جيوسياسية واسعة تتمثل في الأستيلاء على مصادر المعادن والخامات النادره ” اتفاقية اوكرانيا + اخرى مستقبلية مع تايوان “، و طلب شراء جزيرة جرينلاند التى تعد أكبر جزيرة في العالم بمواردها الطبيعية من المعادن الارضية النادرة كاليورانيوم والحديد وغيرها ، علاوة علي السعى للسيطره على قناة بنما التى تعد من أصغر الممرات المائية في العالم بالرغم من مزاياها التجارية فى ربط المحيطين الأطلسي والهادئ بما يؤهلها للسيطره على 3% من تجارة العالم وعائدها 4 مليارات دولار سنويا ، والسعى الى ضم كندا الى الولايات المتحده الامريكية .
وحذر من خطورة خلط “ترامب” بين مبرراته ” للأمن الاقتصادى ” وطموحاته ” الجيوسياسية ” وكيف ان الخلط يستهدف تجاوز الحدود الجغرافية السيادية برياح حافزة لصراعات اقليمية فى الشرق الاوسط ..وغيره لأحداث حالة ارتباك لامننا الاقتصادى وهو مايفرض علينا أعداد الدولة ل ” اقتصاد حرب ” برؤية استراتيجية دينامكية دون “تهوين” او “تهويل” لمواجهة مخاطر حرب التجارة العالمية فى مهدها قبل استفحال موجاتها الجيوسياسية الصادمة التى بدأت ردود افعالها الانتقامية بالفعل بأعلان الصين فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 34% على السلع الأمريكية .
واردف : ان رد الفعل الصينى الحازم رفع نسبة المخاوف من احتمال حدوث الركود الاقتصادى من 40 الى 60 % مع تراجع حاد في أسواق الأسهم العالمية بخسارة 2.4 تريليون دولار من الأسهم الأمريكية.
وحول اهم ملامح خطة اعداد الدولة ل “اقتصاد حرب ” ، شدد عبد الجليل علي ضرورة تحرك الدولة المصرية نحو اتخاذ مجموعة من الخطوات العاجلة المتمثلة في
ترشيد الانفاق الحكومى ، ومراجعة المخزون السلعى فى ضوء متغيرات السوق العالمى ، وتنويع مصادر الامداد والمنشأ ، ووضع مخطط قابل للتنفيذ لنسب الاكتفاء الذاتى من محاصيل الحبوب الاساسية وغيرها من السلع الغذائية المحلية ، وتأمين مصادر الطاقة وبدائلها المتاحة.
واوضح ان ” ترامب “يري ان ما فرضه من تعريفات يمثل تصحيحا لسياسات سابقيه ” الغبية” – على حد وصفه – حينما اصبحت امريكا اكبر مستورد فى العالم بعجز ميزانها التجارى البالغ 1.2 تريليون دولارا عام 2023 لصالح الصين وكندا والمكسيك !! وهو مايعنى لترامب أن “خير امريكا” ذهب لغيرها وهى الاجدر تحت شعار ( امريكا اولا) !!.
وقال ان الرئيس الامريكي استغل المادة 232 والمادة 301 من قانون “صلاحيات الرئيس فى مواجهة المخاطر الطارئة ” التى تهدد الامن القومى دون الرجوع للكونجرس لحمايه ” الأمن الاقتصادى الامريكى ” بأستخدم سلاح التعريفات الجمركية ” بدون ضوابط أو توافق مع قواعد منظمه التجارة العالمية !!.
واوضح ان اللآئحة الجديدة تفرض رسومًا جمركية على صادرات مصر لأمريكا بنسبة 10% وانه فقًا لغرفة التجارة الأمريكية بلغ إجمالي تجارة السلع الأمريكية مع مصر نحو 8.6 مليار دولار أمريكيا في عام 2024، حيث بلغت قيمة الواردات المصرية إلى الولايات المتحدة 2,546 مليار دولار .بينما بلغت صارات السلع الامريكية الى مصر6.1 مليار دولارا بزياده 6.7 % عن عام 2023.
وقال انه فى ضوء مراجعة قائمة دول الشرائح الاعلى الذين يصفهم ترامب بـ”أسوأ المخالفين” اتضح غياب اى معايير قياسية فى تحديد قيمه شرائح الرسوم الجمركية كما يزعم وزير التجاره الامريكى !!.
واضاف قائلا: ” يبدو أن هناك اسباب خفية أخرى فى تحيد الشريحة الضريبية كحالة الاردن التى تربطها اتفاقية تجارة حرة مع امريكا تمنح بضائع طرفيها الاعفاء الجمركى منذ منذ عام 2000 بالرغم ان قائمة ترامب الاخيره فرضت رسوماً جمركية اعلى على الاردن بنسبة 20% دون سند قانونى !!”.
واستطرد : ان هناك حالات اخرى لدول اكثرتضررًا مثل لاوس وكمبوديا وفيتنام ( تعريفه تقارب 50%.) واخرى مثل الصين والهند والاتحاد الأوروبي ( حوالي 30%) . وهو مادفع الاتحاد الاوربى الى ادانة ” تعريفة ترامب ” ووصفها بغير العادلة !!.
واوضح عبد الجليل ان الاصوات التى رجحت فوز ترامب فى الانتخابات الرئاسية الاولى والثانية كانت من قطاع الزراعة الذى يوفر نحو 22 مليون فرصة عمل ويساهم بنحو 5.5 % من الناتج المحلى الاجمالى ، مشيرا الي ان الفلاحين ثائرين على ترامب وهم يستعيدون ذكريات خسائرهم من الصارات الزراعية ” 27 مليار دولار ” اثناء ولايته الاولى نتيجه حرب الرسوم الجمركية التى عوضتهم عنها آنذاك بنحو 23 مليار دولارا بينما الحرب التى يشعلها حاليا فى ولايته الثانية صارت ” عالمية ” بخسائر غير مسبوقة بعد ركود صادراتهم من فول الصويا والذره والقمح وغيرها مع تحول المستوردين إلى البرازيل والأرجنتين والاتحاد الأوروبي.
واستطرد : ان بركان غضب المزارعين يتصاعد مع تزايد ركود صادرتهم “20% من إجمالي الإنتاج الزراعي” ، لافتا الي ما وعدت به وزيرة الزراعة الأمريكية بروك رولينز بأعداد خطة أنقاذ عاجلة تتضمن 10 مليارات دولار كتعويضات مباشرة للمضارين الذين طالبوا بوقف حرب التجارة العالمية فورا والتي اضرت بالمزارعين واثقلت كاهل المستهلكين باسم “أمريكا أولا”.
واردف : ان الضربة العنيفة كانت من حاكم كاليفورنيا الذى طالب شركاءه التجاريين فى العالم بأعفاء صادرات ولايته من اى تعريفات جمركية انتقامية نتيجة سياسات ترامب التى تبرأ منها بعبارة ” كاليفورنيا ليست واشنطن العاصمة “!! ، مع الغلم ان كاليفورنيا هي الولاية الأولى في الزراعة والصناعة في امريكا و خامس أكبر اقتصاد في العالم .
وقال انه فى اطار استعداد الصين المسبق لحرب التجارة مع ولاية “ترامب” الثانية اقامت ” أكبر مستورد لفول الصويا في العالم” علاقة تجارية جديدة مع البرازيل بدلا من امريكا ، وطورت البرازيل خلالها انتاجها افقيا ورأسيا لتفوز بحصه 40 % من الانتاج العالمى بالأضافة الى كونها ثالث أكبر منتج للذرة في العالم حيث يسمح مناخها المعتدل بمحصولين سنويًا لتيسير حركه التجارة مع امريكا الجنوبية واقامت الصين ميناءا ضخما في Chancay بدوله بيرو .