أيقونة – الحق‭ ‬أمام‭ ‬الشر‭ ‬

بقلم / نجوى طه

في يوم 7 أبريل، 2025 | بتوقيت 2:28 م

كتب: العالم اليوم

لا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬والابادة‭ ‬الجماعية‭ ‬لسكان‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الذي‭ ‬يستهدف‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وإخراجهم‭ ‬من‭ ‬بلادهم‭, ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتحقيق‭ ‬حلمهم‭ ‬في‭ ‬توسيع‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬جيرانها‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب‭, ‬حتى‭ ‬تنعم‭ ‬بالأمان‭ ‬الوهمي‭.‬
ومن‭ ‬اجل‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الحلم‭ ‬الفاسد‭ ‬تستخدم‭ ‬إسرائيل‭ ‬كل‭ ‬أسلحتها‭ ‬التكنولوجية‭ ‬والتي‭ ‬تتفوق‭ ‬فيها‭ ‬للأسف‭, ‬لكي‭ ‬تكسب‭ ‬قضيتها‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والعرب‭ ‬جميعا‭, ‬وللأسف‭ ‬أيضا‭ ‬أمريكا‭ ‬وشركاتها‭ ‬تساعد‭ ‬في‭ ‬ذلك‭, ‬لتغيير‭ ‬طبيعة‭ ‬وهوية‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬
والدليل‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المساعي‭ ‬المشؤومة‭, ‬ما‭ ‬فجرته‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬المهندسة‭ ‬ابتهال‭ ‬أبو‭ ‬السعد‭ ‬الموظفة‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬مايكروسوفت‭ ‬الامريكية‭, ‬من‭ ‬تورط‭ ‬الشركة‭ ‬مع‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭, ‬لمحاربة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬الذي‭ ‬يمكنها‭ ‬من‭ ‬جمع‭ ‬المعلومات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المكالمات‭ ‬والرسائل‭ ‬النصية‭ ‬والصوتية‭, ‬لإحباط‭ ‬أي‭ ‬محاولات‭ ‬للقيادة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬التصدي‭ ‬للدولة‭ ‬الصهيونية‭, ‬واسترداد‭ ‬الأراضي‭ ‬التي‭ ‬أحتلها‭ ‬الجيش‭ ‬الصهيوني‭, ‬ووقف‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬لسكان‭ ‬غزة‭.‬
ولان‭ ‬الجميع‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬نعيشها‭ ‬الان‭ ‬ومستقبلا‭ ‬هي‭ ‬حرب‭ ‬المعلومات‭ ‬والبيانات‭, ‬لذلك‭ ‬تتفوق‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬حربها‭ ‬الغاشمة‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭و  ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬ومستمرة‭ ‬حتى‭ ‬الان‭, ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الضرب‭ ‬والدك‭ ‬للبيوت‭ ‬والمنشآت‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بالأسلحة‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬دمرت‭ ‬فلسطين‭ ‬واجبرت‭ ‬سكانها‭ ‬على‭ ‬تركها‭ ‬والنزوح‭ ‬الى‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬خطورة‭ ‬عن‭ ‬المناطق‭ ‬والاحياء‭ ‬التي‭ ‬تركها‭ ‬سكانها‭ ‬هربا‭ ‬من‭ ‬الإبادة‭ ‬وصوت‭ ‬الحرب‭ ‬الذي‭ ‬يقرع‭ ‬في‭ ‬ارجاء‭ ‬فلسطين‭ ‬التي‭ ‬أصبح‭ ‬سكانها‭ ‬في‭ ‬العراء‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬مأوى‭.‬
ما‭ ‬يعيشه‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬حرك‭ ‬مشاعر‭ ‬جميع‭ ‬البشر‭, ‬وبدأت‭ ‬المظاهرات‭ ‬تندد‭ ‬بالممارسات‭ ‬الاستبدادية‭ ‬التي‭ ‬يمارسها‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الأبرياء‭, ‬وهو‭ ‬الامر‭ ‬ذاته‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬ابتهال‭ ‬أبو‭ ‬السعد‭ ‬المغربية‭ ‬والتي‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬مايكروسوفت‭ ‬التي‭ ‬تورطت‭ ‬مثلها‭ ‬مثل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬الامريكية‭ ‬مع‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭, ‬إلى‭ ‬فضح‭ ‬أمر‭ ‬الشركة‭ ‬وموظفها‭ ‬مصطفى‭ ‬سليمان‭ ‬البريطاني‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬سوري‭, ‬مؤكدة‭ ‬أنه‭ ‬عار‭ ‬عليه‭ ‬وعلى‭ ‬الشركة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أيديهم‭ ‬ملطخة‭ ‬بدماء‭ ‬الأبرياء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬قتلوا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭, ‬والذين‭ ‬بلغ‭ ‬عددهم‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬ونصف‭ ‬العام‭.‬
المهندسة‭ ‬لم‭ ‬تخش‭ ‬البطش‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الشركة‭ ‬العملاقة‭ “‬مايكروسوفت‭” ‬ولم‭ ‬تخف‭ ‬على‭ ‬وظيفتها‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬أنها‭ ‬خسرتها‭, ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬تقارير‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬حساباتها‭ ‬على‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬وغيرها‭ ‬قد‭ ‬أٌغلقت‭, ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لتكميم‭ ‬فمها‭, ‬وقد‭ ‬يصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬اغتيالها‭ ‬لا‭ ‬قدر‭ ‬الله‭.‬
من‭ ‬المؤكد‭ ‬أنها‭ ‬تعرف‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬سيحدث‭ ‬لها‭ ‬عندما‭ ‬أعلنت‭ ‬رفضها‭ ‬لهذا‭ ‬التعاون‭ ‬المسموم‭ ‬بين‭ ‬مايكروسوفت‭ ‬وجيش‭ ‬إسرائيل‭, ‬ولكنها‭ ‬لم‭ ‬تخف‭ ‬وقالت‭ ‬كلمة‭ ‬حق‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬مهما‭ ‬كلفها‭ ‬الأمر‭.. ‬وسننتظر‭ ‬ماذا‭ ‬سيكون‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬قيل‭ ‬ويقال‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭.‬

والى‭ ‬لقاء‭ ‬آخر‭ ‬فى‭ ‬حكاية‭ ‬تكنولوجية‭ ‬جديدة