ننشر تفاصيل ندوة الأعلى للثقافة حول “حماية موارد المياه من أجل المستقبل”
في يوم 26 مارس، 2025 | بتوقيت 12:33 ص

كتبت: شيرين سامى
د.عبد المسيح سمعان : 2 مليار شخص يعتمد في الشرب والزراعة وإنتاج الطاقة علي المياه من الأنهار الجليدية
د.طارق السمان : ضرورة توافر تحليل اقتصادي متكامل لخيارات معالجة المياه العادمة وإعادة استخدامها
د.رشا صالح : جهود حثيثة لوزارة البيئة و متابعة دورية لنوعية مياه نهر النيل
==========
تحت رعاية ا.د. أحمد فؤاد هنو- وزير الثقافة؛ و ا.د.أشرف العزازي- الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة،
أقيمت ندوة “حماية موارد المياه من أجل المستقبل” بمناسبة اليوم العالمي للمياه ، يوم الأحد 23 مارس، أدار الندوة ا.د. عبد المسيح سمعان- أستاذ الدراسات البيئية – جامعة عين شمس و عضو لجنة الجغرافيا و البيئة بالمجلس الأعلى للثقافة ، كما قدم محاضرة بعنوان ” أنقذوا أنهارنا الجليدية”.
شارك فى الندوة آيضا أ.د.طارق السمان – مدير معهد بحوث صيانة القنوات المائية – المركز القومى لبحوث المياه، حيث استعرض فى محاضرته ” التحديات والفرص من اجل مستقبل امن ومستدام للمياه العربية”.
كما شاركت بالندوة د.رشا صالح – رئيس الإدارة المركزية لتوعية المياه – جهاز شئون البيئة.و التى قدمت محاضرة بعنوان ” جهود وزارة البيئة في الحد وحماية الموارد المائية في مصر من التلوث”.
الأنهار الجليدية
و فى كلمته ، أشار د.عبد المسيح سمعان أستاذ الدراسات البيئية إلى أنه يمكن ان يكون للتغيرات في الأنهار الجليدية آثار شديدة علي المجتمعات والنظم الإيكولوجية، وهو ما يزيد من احتمال حدوث الأخطار الجيولوجية، ويؤدي إلى تغييرات في توافر المياه إقليمياً، ويسهم في ارتفاع مستوي سطحالبحر عالمياً.
و أوضح ، أن الأنهار الجليدية فقدت ضعف كتلتها في السنوات العشرين الماضية، و أرجع ذلك في الأساس إلى تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية ، موضحا انه قد تختفي العديد من الأنهار الجليدية في مناطق مثل جبال الأنديز والهيمالايا بحلول عام 2100 إذا استمرت الاتجاهات الحالية.
و أشار إلى أن، الأنهار الجليدية تخزن ما يقرب من 70% من المياه العذبة في العالم، وهو ما يجعلها أكبر خزان للمياه العذبة علي وجه الأرض ، موضحا أن ما يقرب من 2 مليار شخص يعتمد في الشرب والزراعة وإنتاج الطاقة علي المياه من الأنهار الجليدية وذوبان الثلوج والجريان السطحي للمياه من الجبال.
و قال د.عبد المسيح سمعان أن الأنهار الجليدية تعكس أشعة الشمس بسبب أسطحها الساطعة وهو ما يساعد على تنظيم درجة حرارة الأرض. وعندما تذوب هذه الأنهار، يتقلص هذا السطح العاكس الأمر الذي يؤدي إلي امتصاص حرارة أكثر، ومن ثم يسرع من ظاهرة الاحتباس الحراري.
و أشار إلى أنه يمكن أن يؤدي الحد من الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية إلى إنقاذ الأنهار الجليدية في شتى مواقع التراث العالمي.
و أكد د.سمعان أن الرسائل الرئيسية ليوم المياه العالمي فى ٢٠٢٥، تتلخص فيما يلى
• الأنهار الجليدية تذوب بوتيرة أسرع من اي وقت مضي.
• انحسار الأنهار الجليدية ينذر بالدمار.
• الحفاظ علي الأنهار الجليدية استراتيجية للبقاء.
و نوه إلى أن ،هناك متسع من الوقت لحماية الأنهار الجليدية والحفاظ عليها، بوصفها مصادر حيوية للمياه العذبة وأحد العوامل التي تساعد علي استقرار المناخ، من خلال الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري واعتماد استراتيجيات تحدث تحولاً في مجالي التكيف والتخفيف.
و اضاف أن ، الأمم المتحدة قد حددت عدة استراتيجيات للتخفيف من آثار تغير المناخ علي الأنهار الجليدية والتكيف معها تلخصت فيما يلى:
•الحد من الانبعاثات العالمية
•التعاون الدولي
• تخطيط التكيف لمراعاة المجتمعات الضعيفة
• إصلاح النظام الإيكولوجي
•تعزيز إدارة الموارد
و اختتم د.عبد المسيح سمعان حديثه بتوجيه المشاركين لاتخاذ خطوات جادة للمحافظة على الأنهار،
مشيرا إلى انه يمكن للجميع من الأفراد والأمر والمجموعات المجتمعية والمنظمات والمؤسسات والحكومات العمل في إطار حملة يوم المياه العالمي 2025 بشأن الحفاظ على الأنهار الجنوبية.
و أعطى بعض الأمثلة علي ما يمكن القيام به لزيادرة الوعي وإلهام العمل من أجل الحفاظ علي الأنهار الجليدية والتكيف مع المناخ المتغير، مثل انجاز عمل فني أو مجسم، أو كتابة أغنية أو فيلم.
بالإضافة إلى تنظيم مسابقة للصور الفوتوغرافية، أو إقامة معرض في المنطقة التي تعيش بها.
كما يمكن ،تنظيم رحلة سيراً على الأقدام إلى الجبال أو المرتفعات في المنطقة التي تعيش بها لمشاهدة الأنهار الجليدية واكتشاف المنطقة الجبلية والتعرف أكثر علي لنظم الإيكولوجية المائية أسفل الأنهار.
بالإضافة إلى ، القاء محاضرة في مدرستك أو جامعتك أو مجتمعك أو مكتبك أو الجهة التي تعمل بها.
كما يمكن إقامة حفل موسيقي أو مسرحية أو حدث رياضي.
كما انه ذا كنت مدرساً أو طالباً، يمكنك تقديم درس / القيام نشاط / تنظيم زيارة إلى متحف العلوم الطبيعية . كما يمكن تنظيم حملة مجتمعية لتنظيف الجداول والأنهار والبحيرات والينابيع والشواطئ المحلية.
و اضاف ايضا انه يمكن المساهمة في أو إطلاق مشاريع تشاركية علمية للمواطنين تهدف إلى تعزيز المعرفة بالمسطحات المائية المحلية وجميع البيانات والمعلومات.
و شدد فى نهاية كلمته على أن ، الأنهار الجليدية ليست مجرد كتل جليدية متجمدة، بل هي عوامل رئيسة في تشكيل التضاريس وتوفير المياه وتنظيم المناخ، ومع التغيرات المناخية المتسارعة أصبح من الضروري اتخاذ تدابير لحمايتها لضمان استقرار البيئة والنظم المانية في المستقبل.
التحديات
و فى كلمته ، أوضح أ.د.طارق السمان – مدير معهد بحوث صيانة القنوات المائية – المركز القومى لبحوث المياه، أن الرسائل الرئيسية لمواجهة التحديات المائية تتلخص فيما يلى :
• الاهتمام بتعظيم الموارد المائية المتاحة بالمنطقة العربية وترشيد استخدام المياه والحد من الفاقد للمساهمة في خفص آثار ندرة المياه.
•تفعيل استخدام الموارد المائية غير التقليدية مع تطبيق الحلول المتكاملة لمعالجة مياه الصرف الصحى والزراعى ومتابعة ومراقبة نوعيتها لإعادة استخدامها بطريقة آمنة.
• ضرورة الاهتمام ودعم دور مزارع الأسرة وصغار المزارعين لانهم جزء لا يتجزأ من الأمن الغذائي الوطني والعالمي.
• الاهتمام بدعم الإدارة التقنية للبيانات والمعلومات المائية والجغرافية للمنطقة العربية وتبادل قصص النجاح والدروس المستفادة في المنطقة العربية
كما تطرق د.طاق السمان إلى تحديات معالجة المياه العادمة وإعادة استخدامها حيث أشار إلى ان اهم تلك التحديات تشمل ما يلى:
•عدم كفاية ونقص البيانات والمعلومات.
• لا يتوفر تحليل اقتصادي متكامل لخيارات معالجة المياه العادمة وإعادة استخدامها.
• التكلفة المرتفعة لتطوير شبكات تجميع مياه الصرف الصحي ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي.
• عدم وجود آليات لاسترداد تكاليف معالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها، بما في ذلك الالتزام بدعم برامج معالجة مياه الصرف الصحي.
• تفصيل المياه العذبة على مياه الصرف الصحي المعالجة
• عدم التوافق بين تكلفة المياه وندرة المياه
•أنظمة الري وإدارة المياه غير الفعالة ، مما يقوض إمكانية إعادة استخدام المياه
• محدودية مشاركة أصحاب المصلحة والمستثمرين في تمويل مشاريع معالجة مياه الصرف الصحي.
الجهود
و فى كلمتها تحدثت د.رشا صالح – رئيس الإدارة المركزية لنوعية المياه – جهاز شئون البيئة، عن جهود وزارة البيئة، مشيرة إلى أن وزارة البيئة تقوم ببذل الكثير من الجهد والمتابعة الدورية لنوعية مياه نهر النيل بتنفيذ برامج الرصد الدورى و الدراسة وتقييم نوعية مياه نهر النيل وفرعيه دمياط رشيد.
و شددت د.رشا فى حديثها على أهمية دور الوزارة فى مجال التوعية والإعلام، حيث قامت وزارة البيئة بعقد الندوات وورش العمل في مجال ترشيد استهلاك المياه ، والتعريف بمصادر التلوث وآلية الحد من التلوث وذلك من خلال الإدارات المختصة بنوعية المياه والفروع الإقليمية المنتشرة في أنحاء الجمهورية.
كما أشارت إلى دور الوزارة فى المشاركة في تعديل القوانين واللوائح الخاصة بنوعية المياه بالتنسيق مع الجهات المعنية الأخرى والتوصية بتعديل بعض المحددات.
كنا لفتت إلى مشاركة الوزارة في اللجان المكونة من جميع الجهات المعنية والتي تختص بمراقبة نوعية المياه لإدارة الأزمات والطوارئ بمياه نهر النيل والمسطحات المائية.
و اوضحت أن الوزارة ترأس العديد من اللجان المعنية بإعادة استخدام مياه الصرف الصحي والصناعي ومتابعة خطط إصحاح محطات الصرف الصحي على مستوى الجمهورية وغيرها من اللجان.
بالإضافة إلى إصدار الوزارة للأدلة الإرشادية لتقييم التأثير البيئي والإشتراطات الفنية والبيئية للمشروعات التنفيذية، وأدلة التفتيش البيئي للصناعات المختلفة، والأدلة الإرشادية للصرف الصناعي لدراسة وتقييم الأحمال التلوث الناتجة من الصناعات المختلفة وغيرها من الأدلة الإرشادية الأخرى.