الشيخ عبدالله ناصر عبداللاه : من فضائل الصيام
في يوم 16 مارس، 2025 | بتوقيت 2:10 م

كتبت: شيرين محمد
الحمد لله والصلاة والسلام على حضرة خير رسل الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم: يقول الله تعالى “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون” ويقول الله سبحانه وتعالى فى الحديث القدسي : (كل عمل بن آدم له إلا الصيام فإنه لي)، والمعنى من ذلك: أن الله سبحانه وتعالى يختص الصيام من سائر الأعمال؛ لأنه أعظم العبادات إخلاصاً، فهو سر بين الإنسان وربه.
وللصيام فضائل عظيمة، ومن فضل الصيام الآتي:
الصوم جنة، أي: وقاية وستر، فهو يقي من عذاب النار. فقد روى جابر رضي الله عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: (الصوم جنة يستجن بها العبد من النار).
كما أن الصيام يكسر ثوران الشهوة ويهذبها؛ لذلك أرشد عليه الصلاة والسلام الشباب الذين لا يستطيعون الزواج أن يستعينوا بالصوم؛ ليخفف من شهواتهم. فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
ويعد الصوم سبيلا من سبل الجنة وبابا من أبوابها، فقد روى النسائي عن أبي أمامة رضي الله عنه أنه قال: (يا رسول الله، مرني بأمر ينفعني الله به، قال: عليك بالصوم فإنه لا مثل له).
وأخبر الرسول صلّى الله عليه وسلّم أن في الجنة باباً خاصاً بالصائمين لا يدخل منه غيرهم، ففي الحديث المتفق عليه عن سهل بن سعد، رضي الله عنه، أن النبي، صلّى الله عليه وسلّم قال: (إن في الجنة باباً يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم. يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد).
ومن فضل الصيام: أنه يشفع الصيام لصاحبه يوم القيامة، فقد روى الإمام أحمد عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة. يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه. ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه. قال: فيُشفعان). كما يعتبر الصيام من أعظم أسباب مغفرة الذنوب وتكفير السيئات، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (قال الله تعالى: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي، وأنا أجزي به). وفي رواية لمسلم: (كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به).
ويعد الصيام سببا في سعادة الدارين، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : (للصائم فرحتان: فرحة عند فطره. وفرحة عند لقاء ربه). فعند فطره، يفرح بما أنعم الله عليه من القيام بهذه العبادة وإتمامها، وبما أباح الله له من الطعام والشراب الذي كان ممنوعاً منه حال صيامه، وعند لقاء الله يفرح حين يجد جزاء صومه كاملاً في وقت هو أحوج ما يكون إليه.
ثم إن الرائحة المنبعثة من فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك. قال النبي صلّى الله عليه وسلّم (ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك)، والخلوف هو الرائحة الكريهة التي تأتي من عدم تناول الطعام والشراب. فهذه الرائحة وإن كانت مكروهة عند الخلق، إلا أنها محبوبة عند الله جل وعلا لأنها من آثار العبادة والطاعة، وهو دليل على عظم شأن الصيام عند الله.
الشيخ عبدالله ناصر عبداللاه
إمام وخطيب ومدرس بوزارة الأوقاف المصرية