الإدمان الإلكتروني عند الأطفال وتأثيره على سلوكياتهم

في يوم 11 مارس، 2025 | بتوقيت 8:13 م

كتب: بقلم / الدكتور محمد اليمانى 

تعريف الإدمان الإلكتروني:

الإدمان الالكتروني هو نوع من أنواع الاضطرابات التي يعاني منها بعض الأشخاص، كما صنفها بعض الأطباء النفسيين، والذي يوحي بالاستخدام القهري لـلإنترنت وتصفح المواقع …ويعتبر إدمان الأطفال على الأجهزة الإلكترونية ظاهرةً يعاني منها معظم الآباء والأمهات، في وقت يجمع فيه خبراء الصحة على أن إدمان ألعاب الفيديو والأجهزة بات يمثل مشكلة حقيقية في مجتمعاتنا. إذ كشف الباحثون أن الإدمان على استخدام الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي، يخلف أضراراً صحية على الدماغ ويتسبب باضطرابات يمكن أن ينتج عنها حالة من القلق الشديد والتعب.

لاشك ان هناك العديد من الفوائد للأجهزة الإلكترونية: انها تقدم معلومات، وأفكارًا، ولغات جديدة، تنمي مواهب الأطفال وتوسع مداركهم، وتزيد الوعي بالأحداث الراهنة، وتطلع النشء على ما حوله، مما يسهم في فتح آفاق جديدة أمامه ، وتوفر وسائل الإعلام التفاعلية فرصًا لتعزيز المشاركة الاجتماعية، وتعزيز الشعور بالانتماء ، وتمكن الطلاب من التعاون مع الآخرين في المهام والمشاريع على كثير من منصات الوسائط عبر الإنترنت ، وتساعد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي العائلات المنفصلة على التواصل الدائم بأبنائهم
ومن اعراض الإدمان : الشعور الدائم بالقلق والتوتر عند فصل، أو تعطل الإنترنت ، و عدم الشعور بالوقت، أو بالآخرين من حوله عند استخدام البرامج والأجهزة الإلكترونية ، ويكون الطفل في حالة ترقب دائم لبرامج ومواقع التواصل المشارك بها ، هذا بجانب الميل إلى العزلة، وقلة التواصل مع الآخرين، وكثرة المكوث في المنزل ، ويصاحب ذلك قلة أو انعدام الأنشطة الرياضية، أو الاجتماعية التي يمارسها الطفل؛ لانشغاله بالأجهزة الإلكترونية.
ومن أسباب إدمان الأطفال للإنترنت والأجهزة الالكترونية :
• اهمال الوالدين لأبنائهم، وعدم الاهتمام بهم وبواجبتهم وأنشطتهم الرياضية.
• وجود الانترنت في كل بيت من بيوتنا، جعلت الأطفال يلجئون إلى استخدامها بشكل مستمر.
• وقوع المشاكل الأسرية والمشادات الكلامية بين الوالدين أمام الأطفال، والتي تدفعهم للجوء إلى الجلوس على الانترنت دون هدف.
• التواصل المستمر للأطفال مع أصدقائهم والتحدث عن الألعاب الالكترونية الحديثة يولد لديهم الشغف والجلوس أكثر على الانترنت للتعرف على هذه الألعاب.
إرشادات عند استخدام الأجهزة الإلكترونية:
بطبيعة الحال، فإن أسهل طريقة لحماية العين من الأجهزة الإلكترونية هي الحد من الاستخدام، لكن عندما لا يكون ذلك ممكنًا، فإن هذه الاقتراحات تساعد على ضمان صحة العين:
• أخذ وقت استراحة متكررة لراحة العين، والتقليل من التعرض الطويل للشاشات، وذلك باستخدام قاعدة (20-20-20). والقاعدة تنص على أنه في كل 20 دقيقة تمضيها أمام شاشة جهاز إلكتروني، انظر لأي مجسم يبعد عنك 20 قدمًا، لمدة 20 ثانية.
• الحد من استخدام الهواتف قبل النوم بساعتين إلى ثلاث ساعات.
• استخدام القطرات المرطبة للعين عند الشعور بالجفاف.
• المحافظة على نظافة الشاشة، والتقليل من سطوعها؛ لتجنب إجهاد العين.
• القيام بالرمش المتكرر؛ لترطيب العين، واستخدام القطرات المرطبة عند الشعور بالجفاف.
• ضبط إضاءة الغرفة، وتجنب الإضاءة الساطعة، والتوهج على العين مباشرة.
• ضبط إعدادات الشاشة فيما يتعلق بتكبير الخط، وضبط التباين، والسطوع إلى المستوى المناسب.
• تجنب انحناء الرقبة في أثناء استخدام الأجهزة، ووضع شاشة الجهاز بوضع متساوٍ مع مستوى العين، وعلى بعد نحو طول الذراع عن العين.
حلول لتمضية وقت فراغ الطفل:
• تشجيع الطفل على ممارسة هواية الرسم، والتلوين، والتشكيل مثل استخدام الصلصال، واللعب بالرمل، بالإضافة إلى حل الألغاز الصغيرة، والتركيبات البسيطة، والمكعبات، والتعرف على الألوان، والأرقام، والحيوانات، وغيرها.
• التردد على المكتبة، وقراءة القصص المناسبة لأعمار الأطفال، وتشجيعهم على كتابة قصص قصيرة.
• ممارسة الرياضة، واكتساب خبرات جديدة.
• قضاء بعض الوقت في تعلم لغة جديدة.
• إرشادات عامة للوالدين:
• المراقبة والمتابعة المستمرة، من دون إشعار الطفل بذلك، ودون منعه.
• استخدام برامج المراقبة الأمنية للأبناء؛ حيث يمكن للآباء مراقبة بعض أجهزة أبنائهم عن طريق تحميل برامج خاصة في أجهزة الكمبيوتر والجوال.
• على الوالدين تحديد ساعات معينة تسمح للطفل باستخدام الأجهزة الإلكترونية.
• المحافظة على غرف النوم، وأوقات الوجبات، وأوقات اللعب خالية من الأجهزة الإلكترونية.
• التوقف عن استخدام الشاشات قبل ساعة من وقت النوم، وإزالة الأجهزة من غرف النوم.
• إشراك الطفل في وضع قوانين وضوابط لاستخدام الأجهزة الإلكترونية؛ حتى يسهل عليه تطبيقها والتزامه بها.
• في حالات الإدمان الشديد، لابد من تقليص عدد الساعات التي يقضيها الطفل مع الأجهزة تدريجيًّا.
• مشاركة الطفل في أنشطته وألعابه غير الإلكترونية.
• تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية بوصفها وسيلة لتهدئة الطفل.
• تشجيع الطفل على فتح باب الحوار في مختلف المواضيع التي تثير اهتمامه.
• تجنب البرامج والتطبيقات التي تحتوي على الكثير من المحتوى العنيف.
• حث الطفل على ضرورة التحدث عند التعرض لأي وسائل تهديد، أو مواقف مثيرة للريبة
لا يخفى على تفكيرنا لما في وسائل التواصل الاجتماعي من مخاطر حقيقية فهي ليست مجرد أدوات جامدة لا حياة لها بل هي تبث نوعا من الحياة المشوهة بما تحمله من قيم ومفاهيم وسلوكيات يقوم الأطفال بتبنيها بانجذاب شديد نحوها نظرا لعوامل الترغيب واالتشويق التي تقدم فيها أمورا كثيرة, ومن هنا ادركنا أهمية وخطورة هذه الوسائل سواء أكانت على الفرد أو المجتمع ,حيث يمكن ان نبلى بجيل سهل الانقياد والتبعية لها. وهذا ما دفعنا إِلى دراسة هذا البحث.
ومع دخولنا عصر الذكاء الاصطناعي، لم يعد بإمكان الأهل منع أبنائهم تمامًا من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو الإنترنت. لذا، يجب رفع نسبة الوعي لدى أولياء الأمور حول كيفية التعامل مع التكنولوجيا بفعالية ومسؤولية، بحيث يتمكن الأهل من مراقبة استخدام أطفالهم للتكنولوجيا من دون أن يشعروهم بأنهم تحت المراقبة، مع إتاحة الفرصة لهم للتحدث معهم كصديق عن أي شيء يزعجهم أو قد يدور في مخيّلتهم.
وفي ظل التغيّرات السريعة في صيغة استخدام وسائل التواصل، يجب أن ندرك أن الذكاء الاصطناعي يمكنه كسر القيود التقنية التي نضعها. لذا، من الضروري أن نبني علاقة صداقة وتفاهم مع أبنائنا، وتزويدهم بالمهارات الفكرية والتربوية اللازمة”.
وعندما يقوم الأهل بأخذ الأجهزة من أطفالهم للاطلاع على المحتوى الذي يتم تصفّحه، يجب أن يتم ذلك بطريقة لا تزعزع الثقة بينهم وبين أطفالهم، بحيث قد يؤدي شعور الطفل بعدم الثقة إلى الانعزال أو محاولة إنشاء حسابات أخرى سرية. وأحيانًا، يجب على الأهل أن يتظاهروا بعدم رؤية بعض الأمور لتجنب الصدامات”.
من جانب آخر، تلعب الهيئات الحكومية والجهات المختصة دورًا أساسيًا في وضع التشريعات التي تحمي خصوصية مستخدمي الإنترنت بشكل عام. ويجب ألا تركز المؤسسات الحكومية فقط على ضبط استخدام الأطفال للإنترنت، بل يجب أن تعمل على رفع مستوى المسؤولية لدى أولياء الأمور، من خلال تنظيم المؤسسات التربوية والتعليمية المعنية جلسات لإعطاء فهم شامل حول استخدام التقنيات الرقمية، وإدراك مخاطرها وكيفية استعمالها بطريقة صحية، تربوية وفعالة ، و يجب تنظيم محاضرات منتظمة بين المعلمين والمشرفين التربويين وأولياء الأمور في المدارس، وإنشاء برامج توعوية للأبناء والطلاب على حد سواء حول مخاطر مشاركة أحوالهم الشخصية عبر وسائل التواصل والمواقع الإلكترونية .
لقد أسهم دخول التكنولوجيا الحديثة إلى مجتمعنا في السنوات الأخيرة بخلق جيل جديد من الأطفال المدمنين على استخدامها لا سيما الإنترنت وعلى الرغم من الفوائد العديدة التي توفرها الشبكات للملايين من الناس حول العالم إلا أنها تمثل خطرا حقيقيا فيما لو تم استخدامها بإفراط خاصةً من قبل الأطفال وصغار السن ، فالإدمان على الإنترنت والهواتف الذكية يمثل أحد مظاهر إشكالات الشخصية وذلك قد يمثل مرحلة تمهيدية للانتقال إلى عالم الاضطرابات النفسية والتعقيدات.

مراحل الإدمان على الإنترنت:

1- مرحلة الاستحواذ أو الافتتان: تحدث عندما يكون الطفل وافدًا جديدًا على الإنترنت أو أنه مستخدم موجود يحدث نشاطًا جديدًا، وهذه المرحلة تمتاز بأنها مسببة للإدمان للأطفال بدرجة عالية حتى الوصول إليها.

2- مرحلة التحرر: في هذه المرحلة يصبح الأطفال غير مهتمين بالنشاطات التي كانوا يدخلون بها كما كانوا سابقاً، وبمجرد أن يصل الفرد إلى هذه المرحلة يمكنه أن يصل بسهولة إلى المرحلة الثالثة.

3- مرحلة التوازن: في هذه المرحلة يتلخص الاستخدام المعياري للإنترنت، ويكون الوصول إليه في فترات مختلفة من قبل الأفراد، وهذه المراحل يمكن أن تعاد في دورتها إذا وجد الفرد نشاطاً جديداً مثيراً له.

من أهم الأعراض التي تميز الطفل الذي لديه إدمان على الانترنت :

أعراض جسدية: مثل شعور عام بالكسل أو التعب. و صداع متكرر بسبب زيادة استخدام ألعاب الفيديو التي تسبب إجهاد العين. وتصلب الرقبة والكتف نتيجة الجلوس لساعات متواصلة. و زيادة الوزن بسبب نمط الحياة الخامل. وضعف الشهية للطعام وإهمال النظافة الشخصية.

أعراض انفعالية : مثل مشاعر قوية من القلق والأرق و/ أو التهيج عند عدم القدرة على اللعب. وانفعالات عاطفية شديدة عندما لا يُسمح له باللعب. والمشكلات المعرفية والانتباهية التي تؤثر على الأداء الأكاديمي. وترقب شديد ومضطرب لجلسة اللعب التالي ، وعزل نفسه (العزلة الاجتماعية) لقضاء المزيد من الوقت في اللعب.

في مرحلة ما قبل المدرسة : يجب الا يزيد الوقت على ساعة واحدة في اليوم، مع وجود البالغين لمساعدتهم على فهم ما يرونه.
ومن عمر 5 حتى 18 سنة :يجب على الآباء وضع حد، ووقت معين بحيث لا يتجاوز ساعتين يوميًّا، كما يجب ألا تشغلهم عن الحصول على ما يكفي من النوم والقيام بالنشاط البدني.
نصائح وارشادات للأهل للتعامل مع ادمان الأطفال للأجهزة الالكترونية:

• المراقبة والمتابعة المستمرة، من دون إشعار الطفل بذلك، ودون منعه.
• استخدام برامج المراقبة الأمنية للأبناء؛ حيث يمكن للآباء مراقبة بعض أجهزة أبنائهم عن طريق تحميل برامج خاصة في أجهزة الكمبيوتر والجوال.
• على الوالدين تحديد ساعات معينة تسمح للطفل باستخدام الأجهزة الإلكترونية.
• المحافظة على غرف النوم، وأوقات الوجبات، وأوقات اللعب خالية من الأجهزة الإلكترونية.
• التوقف عن استخدام الشاشات قبل ساعة من وقت النوم، وإزالة الأجهزة من غرف النوم.
• إشراك الطفل في وضع قوانين وضوابط لاستخدام الأجهزة الإلكترونية؛ حتى يسهل عليه تطبيقها والتزامه بها.
• في حالات الإدمان الشديد، لابد من تقليص عدد الساعات التي يقضيها الطفل مع الأجهزة تدريجيًّا.
• مشاركة الطفل في أنشطته وألعابه غير الإلكترونية.
• تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية بوصفها وسيلة لتهدئة الطفل.
• تشجيع الطفل على فتح باب الحوار في مختلف المواضيع التي تثير اهتمامه.
• تجنب البرامج والتطبيقات التي تحتوي على الكثير من المحتوى العنيف.
• حث الطفل على ضرورة التحدث عند التعرض لأي وسائل تهديد، أو مواقف مثيرة للريبة.
• تثقيف الطفل حول الخصوصية وأهمية حماية المعلومات الشخصية.
• تعرف الأهل على أحدث البرامج والألعاب المشهورة لدى الأطفال والذي يساعد على توقع المخاطر المحتملة ومعالجتها.
توصيات :
• توجيه ميول الأطفال والاحداث بهدف تعليم التفكير وان يكون هذا محور العملية التربوية بما يهيئ للأطفال امتلاك ناصية مفاتيح المعرفة دون اجهاد العقل بشئ غير وظيفي.
• العمل على تطوير برامج توعوية وارشادية حول هذه الوسيلة واثرها على تربية الأطفال عن طريق التوجيه السليم للأطفال لتحديد قيمة هذا الابتكار بما يتناسب وتشكيل شخصية سليمة للطفل وتزويده بالمعرفة والخبرة حول أهمية استعمال الحاسوب وشبكة الانترنت.
• يساهم سلوك الوالدين في تشكيل عادات الأطفال -ومنها الرقمية المرتبطة بالأجهزة الإلكترونية- فحين يقضي الآباء أو الأمهات الكثير من الوقت أمام الشاشات يميل أطفالهم إلى اعتبار هذا السلوك طبيعيًا ومقبولًا فيقومون بدورهم بتقليد سلوكيات ذويهم، مما يترك تداعياته على العلاقات الأسرية.
• أن انشغال الوالدين بالتكنولوجيا يؤثر على جودة العلاقة العاطفية مع الأبناء، مما يقلل من وقت التفاعل الأسري الحقيقي.
• إن انشغال الوالدين بالشاشات يدفع بالأطفال إلى البحث عن بدائل عبر الإنترنت، فينغمسون في العالم الافتراضي، وهذا من شأنه أن يضعف الروابط الأسرية وأن يجعل الأبناء عرضة لتحديات عديدة، من بينها التنمر والابتزاز الإلكتروني”.



محمد سليمان اليماني
رئيس المجلس العربي للطاقة المستدامة