الشيخ عبدالله ناصر عبداللاه : كيف نستعد لـ شهر رمضان ؟

في يوم 2 مارس، 2025 | بتوقيت 2:15 م

كتبت: شيرين محمد

الإنسان إذا زاره ضيف عزيز، فإنه ينظف البيت ويعطره ويجهزه لاستقبال ذلك الضيف، ولا ينتظر حتى إذا جاء الضيف ليبدأ في تنظيف بيته، بل ينظفه مسبقا وينتظر ضيفه حتى يأتي.. كذلك رمضان ذلك الضيف العزيز، الذي يزورنا كل عام ونستقبله بـ قلوبنا،
فإن القلب هو البيت الذي تستقبل فيه ذلك الضيف فيجب أن تنظف قلبك من أثار المعاصي والذنوب.. وتعطره بالعبادات والطاعات، وتنتظر حتى يأتيك الضيف.
فلا يصح أن تبدأ في تنظيف البيت وتطييبه بعد أن يأتيك الضيف، فما أن تفرغ من التنظيف تجد الضيف قد رحل!
وهذا خطأ يقع فيه أغلبنا.
إبدأ من الآن جدد نيتك، طهر قلبك، وانتظر الضيف.أعظم ما تسقبل به رمضان: سلامة القلب!
فإن صلحت القلوب ذاقت لذة الطاعة وأنست بالعبادة،لذا: تفقد قلبك.
‏الاستعداد لرمضان ليس فوانيس وثياب ولا تماثيل ومجسمات!
الاستعداد لرمضان عبادة تتضمن فضله كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعلَمُوا أنَّه قد أظلَّكم شهر كريم وموسم عظيم، فرَض الله عليكم صِيامه، وسنَّ لكم نبيُّكم – صلَّى الله عليه وسلَّم – قيامَه، فادْعوا الله أنْ يُبلِّغكم هذا الشهر العظيم، واستَقبِلوه بالتوبة النَّصوح والتباشر والتأهُّب للعمل الصالح والتشمير؛ فقد رُوِي أن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – كان يدعو ببُلوغ رمضان؛ فكان إذا دخَل رجب يقول: (اللهم بارِك لنا في رجب وشعبان، وبَلِّغنا رمضان)
وكان يُبشِّر أصحابَه بقُدوم شهر رمضان؛ فعن أبي هُرَيرة – رضِي الله عنه – قال: كان النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – يُبشِّر أصحابه فيقول: (قد جاءَكم شهر رمضان، شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه، فيه تُفتح أبواب الجنان، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغلُّ في الشياطين، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ) واستغفارا وتعظيما للشعائر، وحبًا لما فضّل الله واختار، ورجاء في البلوغ والتوفيق وغير ذلك كثير، فلنشتغل بهذا لتتهيأ قلوبنا لاستقبال شهرنا الفضيل ونرجو أن نكون فيه من الموفقين.
اللهم بلغنا رمضان.
الشيخ عبدالله ناصر عبداللاه
إمام وخطيب ومدرس بوزارة الأوقاف المصرية